لا تزال صدمة رحيل الإعلامي السوري صبحي عطري تسيطر على عائلته ومحبيه، بعد أن وافته المنية فجأة في ألمانيا عن عمر ناهز 48 عاماً إثر إصابته بذبحه صدرية، بحسب ما أكده الإعلامي ربيع هنيدي. العائلة، المفجوعة بالخبر، تنتظر حالياً استكمال الإجراءات الرسمية لنقل جثمانه إلى دبي تمهيداً لتشييعه.

عائلة صبحي عطرس تتحدث عنه

وفي تقرير خاص لبرنامج ET بالعربي، أوضح شقيقه أيهم عطري أنه يتابع شخصياً الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع السفارة السورية ودولة الإمارات ووزارة الخارجية، مقدماً الشكر لكل الجهات الداعمة ومؤكداً أن العائلة تأمل تسريع الخطوات لعودة الجثمان في أسرع وقت ممكن.

حديث عائلة صبحي عطري عنه:

من جانبها، خرجت والدة الإعلامي الراحل عن صمتها لتتحدث، بصوت يغلبه الحزن، عن صدمتها بفقدانه المفاجئ، قائلة: "اللي صار صاعقة... ما قادرة صدق، بكل زاوية في البيت بشوفه، كل ما بسمع صوت المفاتيح بحس إنه دخل… الله لا يذوق أم بولدها".

واستعادت آخر لحظاتها معه خلال شهر رمضان الماضي، قائلة: "كان مبسوط كثير، قال لي بدو يسافر، وكان عيد ميلاده بـ6 مايو، قلت له روح وانبسط مع رفقاتك، أنا بسميه ابن بطوطة لأنه بيحب السفر... بس ما رجع".

وفي ظل انتشار شائعات حول ملابسات الوفاة، أكد شقيقه أيهم أن العائلة فقط هي المخولة بإصدار التصريحات الرسمية، مشيراً إلى أن كل من ينشر معلومات مغلوطة سيتعرض للمساءلة القانونية بعد انتهاء مراسم العزاء، وصديقته المقربة، الإعلامية هدى زين الدين، شددت بدورها على أن صبحي كان في قمة نشاطه وتحضيراته لمشاريع جديدة، ورفضت ما أشيع عن دخوله في نوبة اكتئاب، مشيرة إلى أن: "آخر مكالمة بيننا كانت مليئة بالضحك، وكان مليان طاقة وأمل".

أصداء الحزن في الوسط الفني

منذ الإعلان عن وفاته، لم يتوقف نجوم الفن والإعلام عن نعي صبحي بكلمات مؤثرة تعبّر عن محبته الكبيرة ومكانته المميزة. الفنانة إليسا نشرت تغريدة جاء فيها: "ما عندي كلام يعبر عن حزني... الساحة الإعلامية خسرت إعلامي شاطر وخلوق. رح نشتاق لبصمته". أما نانسي عجرم فقالت: "صبحي كان يعطي حب كبير وإيجابية لكل شخص قابله... زعلت من قلبي". بدورها نوال الزغبي كتبت: "الله يرحمك صبحي. رح نشتقلك يا أطيب قلب".

الفنان ناصيف زيتون نشر فيديو جمعه بصبحي معلقاً: "بكرت كتير يا صبحي... الله يصبر أمك. ضيعان الشباب وخسارة كبيرة لكل محبينك". أما الممثل سعيد سرحان فاستعاد ذكرى سفرهما إلى برشلونة قائلاً: "رغم الحر، المطر ما وقف... يمكن كانت المدينة عم تودّعك بطريقتها". وكتب المخرج سيف السبيعي: "أنت دليل أنه الطيبين بيرحلوا باكراً".

تفاصيل اللحظات الأخيرة

المفاجأة الأكبر أن الوفاة لم تحدث صباح يوم الإعلان عنها، بل قبل ذلك بثلاثة أيام، ما زاد من هول الصدمة لدى أصدقائه وجمهوره. ربيع هنيدي الذي كان قد استضافه على سحور رمضاني قبل أيام من رحيله، قال: "كان حديثه مليان أحلام وخطط، بس القدر ما أعطاه فرصة يحققها".

خاله، سمير أسعد، كان أول أفراد العائلة الذين تحدثوا علناً عن الوفاة، مؤكداً عبر فيسبوك أن سببها ذبحة صدرية مفاجئة، وكتب: "سلام لروحك الجميلة يا ابن أختي".

رغم مرور أيام على إعلان الوفاة، لم تُحدد بعد مراسم التشييع أو موعد الدفن، ما جعل كثيرين يتساءلون عن سبب التأخر، ورجّح البعض أن ذلك يعود لتعقيدات نقل الجثمان من ألمانيا.

بدايات إعلامية ومسيرة واعدة في التمثيل

ولد صبحي عطري في مدينة حلب عام 1977، وتخرج في جامعة حلب باختصاص إدارة الأعمال. دخل المجال الإعلامي عام 2007 من بوابة قناة "روتانا خليجية"، ليبدأ بعدها مسيرة مميزة في الإعلام الفني والترفيهي، متنقلاً بين قنوات روتانا، LBC، DMTV، وMBC، وقدم برامج عديدة مثل "يا هلا"، "موزاييك"، و"تريندنغ".

عمل عطري أيضاً كمراسل ومعد تقارير في برنامج ET بالعربي، وغطى أهم المهرجانات والفعاليات الفنية مثل مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وحفل "جوي أوردز"، وقدم خلال مسيرته أكثر من 2500 ساعة تلفزيونية، وأجرى مقابلات مع ما يزيد عن 3000 نجم عربي وعالمي.

في الأشهر الأخيرة من حياته، كان عطري يستعد لدخول مجال التمثيل، حيث كان من المفترض أن يشارك في مسلسل "حبق" إلى جانب كاريس بشار، وكان قد خضع لورش تدريبية مكثفة استعداداً للدور.

وفي منشور سابق على حسابه، كتب: "كان عبالي خليها مفاجأة... بس كانت تجربة حلوة جداً"، بينما ظهرت كاريس بشار في مقطع فيديو تمدح أداءه، مشيرة إلى أنه لم يكن يبدو كممثل مبتدئ.