في أجواء خيمت عليها مشاعر الحزن والفقد، ودّعت الفنانة كارول سماحة زوجها الراحل، المنتج ورجل الأعمال وليد مصطفى، في عزاء أقيم بمسجد الشرطة في مدينة الشيخ زايد مساء الاثنين 5 مايو. العزاء، الذي حضره عدد كبير من نجوم الفن والإعلام، تحول إلى لحظة تضامن واسعة مع كارول، التي ظهرت متأثرة وهي تتلقى كلمات المواساة من الحضور.

عزاء الدكتور وليد مصطفى في مصر

وشهدت قاعة العزاء توافد عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم الفنانة إلهام شاهين، التي عبّرت عن حزنها العميق بقولها: "فقدنا إنساناً محترماً وطيباً"، بالإضافة إلى الفنانة دينا فؤاد، والمخرجة بتول عرفة، والإعلامية هالة سرحان، والإعلامي عمرو أديب، وعدد من أصدقاء الراحل والمقربين منه.

كما امتلأت مواقع التواصل بصور ومقاطع مصورة للحظة دخول وخروج النجوم، وسط تعليقات داعمة لكارول سماحة وابنتهما تالا.

عزاء ثانٍ في لبنان.. ووداع أخير من الأصدقاء

بعد أيام من إقامة العزاء الأول في القاهرة، أعلنت كارول عن موعد العزاء الثاني في بيروت، والمقرر يوم الخميس 8 مايو/ أيار الجاري، في قاعة فندق "رويال – ضبية"، من الثالثة إلى السابعة مساءً. هذا الإعلان جاء بعد أن تلقت كارول مئات الرسائل من جمهورها اللبناني الذي تربطه أيضاً ذكريات بالراحل.

صدمة الفقد ورحيل في صمت

جاء خبر وفاة وليد مصطفى صباح السبت 3 مايو، بعد صراع طويل مع المرض، كصدمة كبيرة داخل الأوساط الفنية والإعلامية، خاصة أن الراحل كان قليل الظهور رغم تأثيره الكبير. وكان مصطفى قد بدأ معاناته الصحية عام 2018 بسبب مضاعفات في الكلى، تطلبت إجراء عملية زراعة لم تُكلل بالنجاح. ورغم خضوعه مؤخراً لجراحة بدت مبشرة، إلا أن حالته تدهورت بشكل مفاجئ.

في برنامج "كلمة أخيرة"، قالت الإعلامية لميس الحديدي: "كان وليد إنساناً نادراً، عاش مع الألم في صمت، واستمر في العمل حتى اللحظات الأخيرة دون أن يشكو أو يطلب تعاطفاً". وأضافت: "هو واحد من القلائل الذين جمعوا بين الرؤية الإعلامية المتقدمة والهدوء النبيل".

منذ لحظة إعلان الوفاة، بدت كارول سماحة مكسورة الحزن. فقد عادت من بيروت على عجل بعد أن كانت تحضر لعمل مسرحي، لترافق زوجها في أيامه الأخيرة. وشاركت متابعيها برسائل مؤثرة، كتبت في إحداها: "أرجو الدعاء له... ستبقى ذكراك ناراً في قلبي"، ثم اختتمت بكلمات امتنان: "كان أعظم من آمن بي... رحل الجسد وبقيت الروح".

تعبيرات كارول الموجزة كشفت حجم الخسارة، خاصة أن علاقتهما اتسمت بالهدوء والنضج، حيث تزوجا مدنياً في قبرص عام 2013، وأنجبا ابنتهما "تالا"، وحرصا على الحفاظ على خصوصية حياتهما رغم شهرة كل منهما.

تفاعل واسع ورسائل مواساة من النجوم

مع انتشار خبر الوفاة، عجّت منصات التواصل برسائل نعي ومواساة من فنانين وإعلاميين، بينهم نانسي عجرم، ماغي بو غصن، أمل بوشوشة، وبسمة وهبة. وقال الإعلامي مصطفى الآغا: "خسارة كبيرة للإعلام العربي... رحمك الله يا وليد". بينما عبّرت بتول عرفة عن صدمتها قائلة: "أصعب خبر... كنت إنساناً نقياً بحق".

هذا التفاعل الواسع لم يكن مفاجئاً لمن يعرف مسيرة وليد مصطفى المهنية، فقد ظل حريصاً على دعم الطاقات الشابة، وإحداث تغييرات في المشهد الإعلامي بعيداً عن الضجيج.

رحلته من الصيدلة إلى الإعلام

ولد وليد مصطفى في الدقهلية عام 1972، ودرس الصيدلة قبل أن يقرر ترك المجال نهائياً ويتجه للإعلام، حيث أسّس جريدة "اليوم السابع" عام 2007، ومن ثم أطلق شبكة قنوات "النهار" التي شكلت تحولًا في الإعلام المصري وقت الثورة، قبل أن يؤسس شركة "سكاي برودكشن" وإذاعة "إنرجي مصر".

كان وليد يؤمن بأهمية دمج الإعلام الرقمي والتقليدي، وركّز على تقديم محتوى موجه للشباب، بعيداً عن الابتذال، مدعوماً برؤية حديثة وإصرار على التغيير. لم يكن يسعى إلى الأضواء، بل فضّل العمل من خلف الستار، وهو ما جعله يحظى بتقدير زملائه في المجال.

حب نادر وعائلة صلبة

رغم ابتعاد كارول سماحة ووليد مصطفى عن استعراض حياتهما الشخصية، إلا أن علاقتهما شكلت نموذجاً نادراً للحب الناضج، المبني على الدعم والاحترام. خلال سنوات مرضه، قلّصت كارول من نشاطها الفني لتكون إلى جانبه، وفضّلت المشاركة في حفلات منتقاة، حفاظاً على وقتها العائلي.

لمشاهدة أبرز حضور عزاء الدكتور وليد مصطفى زوج الفنانة كارول سماحة، انظروا الألبوم أعلاه..