ظمأى أتيتُ بخافقٍ متلهّبِصوبَ العيونِ الحالماتِ المشربِفإذا سعيرُ الشّوق يُوصدُ بابَهاعنِّي ويقذفني خلال الغَيهبِومضيتُ أجمعُ من قميصي عطرَهُحتى تفطَّر كلُّ نبضٍ مُتعبِآياتُ عطرك في السّماء توشّحتْأقمارها تتلو نبوءةَ مذهبيرأتِ البشير على إهابك ماطراًوالبيّنات تصاغُ من غارِ النّبييا أيها العطر الشقيُّ ميمماًشمسَ الحياة بهالة لم تغْربِحمّى الغياب إذا حضرت ستنطفيوتحلُّ آمالي بأفق أرحبِفإلى متى تنأى وغاراتُ الهوىتسري بعمرِ صبابتي وترقِّبي؟!أصغتْ إلى نغم الطيور جريحةوعيونها ترنو وراء المطلبِتهدي الرّياح عناقها كسنابلينثالُ منها كل همس طيّبِفتضوع ما بين الدّموع وفيضهابيضاء زهر من رحيق مخصبِيا أيها العطرُ الشّقي بلهفتياُسكبْ حنينك في ضلوع معذِّبيثوبي المعتق قد تخضَّب بالنوىيا لي أنا.. يا للمسير المتعبِأغوى التّرحلُ كلَّ أطيافِ المُنىورسائلُ العشَّاقِ لم تترتّبِسيظلّ للعطر البديعِ خطيئةحتى يطيبَ من البعاد تلهُّبي أخبار ذات صلة