تُفتتح مساء اليوم فعاليات الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي الدولي، الذي يستمر حتى 24 مايو الجاري، وسط أجواء فنية استثنائية تجمع بين ألمع نجوم وصناع السينما من مختلف أنحاء العالم، وتتوزع فعالياته بين العروض الرسمية، والتكريمات الكبرى، ومشاركات عربية لافتة.

الافتتاح ونجوم الحفل

يفتتح المهرجان بعرض فيلم Leave One Day، بحضور كوكبة من نجوم السينما العالمية، فيما يحل النجم الأمريكي روبرت دي نيرو ضيف شرف المراسم الافتتاحية حيث يُكرم بـ"السعفة الذهبية الفخرية" عن مجمل مسيرته الفنية. أما النجمة الأسترالية نيكول كيدمان، فتنال هذا العام جائزة "المرأة في الحركة" التي تمنحها المهرجانات السينمائية للنساء المؤثرات في مجال السينما.

يشارك كذلك النجم توم كروز بفيلمه الجديد Mission Impossible: Dead Reckoning، الذي يعرض ضمن فعاليات المهرجان، في استعادة لنجاحه الجماهيري المستمر في سلسلة الأكشن الشهيرة.

رئاسة نسائية للجنة التحكيم

تشهد هذه الدورة حدثاً لافتاً بتولي الممثلة الفرنسية الحائزة على الأوسكار، جولييت بينوش، رئاسة لجنة التحكيم الدولية، لتكون ثاني امرأة على التوالي تتولى هذا المنصب بعد المخرجة جين كامبيون في الدورة السابقة، في إشارة واضحة إلى حرص المهرجان على تعزيز التوازن الجندري.

وتضم اللجنة في عضويتها تسعة أسماء بارزة من صناع السينما حول العالم، أبرزهم الأمريكية هالي بيري، أول امرأة سمراء تفوز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة، والمخرجة الهندية بايال كاباديا، والإيطالية ألبا رورفاكر، والكاتبة الفرنسية المغربية ليلى سليماني. كما يشارك أيضاً المخرج الكونغولي ديودو حمادي، والكوري الجنوبي هونغ سانغسو، والمكسيكي كارلوس ريجاداس، والممثل الأمريكي جيريمي سترونج.

21 فيلماً في المنافسة الرسمية

تتنافس 21 فيلماً على "السعفة الذهبية"، أبرزها أفلام للمخرجين المخضرمين جان بيار ولوك داردين من بلجيكا بفيلم Jeunes Mères، الذي يسعيان من خلاله لحصد السعفة الذهبية للمرة الثالثة، إلى جانب الفيلم الجديد للمخرجة الفرنسية جوليا دوكورناو Alpha، والإيراني جعفر بناهي، في استمرار لمشاركة أسماء اعتادت الحضور في "كان".

كما يشارك المخرج السويدي المصري طارق صالح بفيلمه المنتظر، بعد نجاحه السابق في فيلم ولد من الجنة، فيما يقدم المخرج الأمريكي ريتشارد لينكليتر فيلم Nouvelle Vague، الذي يعود فيه إلى بدايات "الموجة الفرنسية الجديدة" من خلال سرد قصة إنتاج فيلم À Bout de Souffle للمخرج جان لوك غودار.

مشاركة عربية لافتة

وعلى مستوى المشاركة العربية، يشهد المهرجان حضوراً مؤثراً لمؤسستين سينمائيتين من المنطقة، حيث تشارك مؤسسة البحر الأحمر بأربعة أفلام، فيما تعرض مؤسسة الدوحة للأفلام ثمانية أفلام تم إنتاجها أو دعمها، ما يعكس تصاعد الاهتمام العالمي بالأفلام القادمة من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

الجناح المصري: شراكة استراتيجية

من أبرز محطات المشاركة العربية هذا العام، الجناح المصري الذي ينظمه مهرجان الجونة السينمائي بالشراكة مع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ولجنة مصر للأفلام، والذي يستضيف سلسلة من الندوات والفعاليات خلال فترة المهرجان، بهدف ربط صناع السينما المصريين والعرب بمحترفين دوليين وتعزيز فرص التعاون والإنتاج المشترك.

ينطلق البرنامج بندوة حول "مصر كوجهة تصوير عالمية" يوم 14 مايو، تليها في اليوم التالي ندوة تحت عنوان "من هوليوود إلى القاهرة" لتسليط الضوء على سبل التعاون بين السينما الأمريكية والمصرية. وفي 16 مايو، تعقد جلسة بعنوان "الأرض المشتركة" تناقش تحديات وآفاق الإنتاج المشترك مع العالم العربي.

ويشهد يوم 17 مايو ندوتين محوريتين، الأولى بعنوان "تعزيز النظام البيئي" وتستضيف ممثلين عن أهم المهرجانات السينمائية العربية لمناقشة سبل التعاون المشترك، والثانية بعنوان "الموجة الجديدة"، وتخصص لتسليط الضوء على صانعي الأفلام العرب الشباب وتجاربهم في بناء سينما مستقلة ذات هوية.

تأثر الأجواء بحدث مأساوي

في خلفية هذه الاحتفالات، خيمت أجواء من الحزن بعد الإعلان عن مقتل المصورة الفلسطينية الشابة، التي كانت بطلة أحد الأفلام المشاركة في المهرجان، ما أثار موجة من التضامن داخل الأوساط السينمائية، ولفت الأنظار إلى التوترات السياسية التي تلامس السينما من موقعها الإنساني، ومن المقرر أن تختتم الدورة الحالية في 24 مايو، بالإعلان عن الجوائز الرسمية، وأبرزها "السعفة الذهبية" التي ستمنح لأفضل فيلم ضمن المسابقة الرسمية، إلى جانب جوائز أفضل ممثل وممثلة، وأفضل إخراج وسيناريو.