كتب خالد إبراهيم

على الرغم أن السيناريست أسامة أنور عكاشة، يُعد من أبرز كتاب الدراما التليفزيونية، إلا أنه له العديد من النجاحات السينمائية، بل أنه تعاون مع مجموعة كبيرة من المخرجين الكبار، والذين خلدوا أسماءهم في تاريخ السينما المصرية، مثل المخرج عاطف الطيب، حيث تعاون عكاشة مع الطيب في فيلم "كتيبة الإعدام"، والذى أنتج في عام 1989، ولعب بطولته نور الشريف ومعالى زايد وممدوح عبد العليم وشوقى شامخ.

الفيلم تولى تصويره المصور الكبير سعيد شيمى، والذى يتحدث فى كتابه "أفلامي مع عاطف الطيب" عن تفاصيل تصوير الفيلم، حيث قال، "عندما قرأت سيناريو "كتيبة الإعدام" وقلت ملاحظاتى لعاطف والتى كان أغلبها ملاحظات فى طريقة السرد بين الحوار والصورة، حيث كان السيناريو طويل بالنسبة لفيلم، كما كان فى اعتقادى أن الفيلم يغلب عليه الصدفة فى بعض المواقف.. وهى تضعف من بناء التركيب العام للفيلم، وأنا شخصيا محب ومنحاز لكتابات أسامة أنور عكاشة، وأحب أن يظهر الفيلم فى أحسن صورة ممكنة"

وتابع شيمى: كانت فكرة سيناريو فيلم "كتيبة الإعدام" مبنية على قصة متخيلة عن سرقة أموال ومرتبات الجيش الثالث أثناء حصار مدينة السويس، يتهم بسرقتها (نور الشريف)، أما اللص الحقيقى فيفلت بالأموال ويعيش حياة الانفتاح الاقتصادى والبذخ الذى عم البلاد بعد حرب 73، ومن خلال هذه الفكرة تأتى المعالجة الجدية للمؤلف أسامة أنور عكاشة فى الإسقاطات التى وضعها على التغيرات التى حدثت فى المجتمع المصرى وأنه على الرغم من ذلك مازال به أناس شرفاء يحاولون الإصلاح حتى فى جهاز الشرطة.. والحقيقة أن الفكرة فى منتهى النضج ولكن فى اعتقادى كانت معالجتها سينمائياً من عاطف بها شكل من المعالجة البوليسية، وكذلك لعبت الصدف بعض الحلول فى المعالجة.. لكن الفيلم كان بالفعل صرخة للتغيير يطلقها عكاشة والطيب.. وحقا إنها عنيفة دموية.. ولكننا فى أمس الحاجة إليها، بل إن الأمور كانت قد تفاقمت أكثر من ذلك.. مما جعل من الفيلم حدثا مؤثرا.. ولكن هل يستطيع الفن إحداث مثل هذا التغيير ؟!.. فهو بمثابة السراج المنير الذى ينبه فقط ويرشد فى الظلام، وتكون ثوريته فى حدود إطار عرضه ومناقشته وجماهيريته.