على الرغم من مرور أكثر من شهر ونصف على فصل الفنانة سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين، إلا أن تداعيات القرار ما زالت تثير جدلاً واسعاً بين الفنانين، خاصة بعد صدور القرار موقَّعاً من النقيب الحالي مازن الناطور.

جهاد عبدو ينتقد فصل سلاف فواخرجي

وفي أول رد فعل من داخل مجلس النقابة، أوضح الفنان السوري جهاد عبدو، أحد أعضاء المجلس، اعتراضه على هذا القرار، واصفاً إياه بالمتسرِّع والظالم، خاصة أنه لم يتم باستشارة جميع الأعضاء.

وأكد جهاد عبده في لقاء تلفزيوني أنه لم يكن يعلم بالقرار أو تُستشر فيه قبل صدوره، على الرغم من كونه عضوًا في مجلس نقابة الفنانين السوريين، مشددًا على رفضه فصل سلاف فواخرجي، خاصة أنه يرى أن دور النقابة هو الدفاع عن الأعضاء وليس معاقبتهم.

وأوضح جهاد عبده أن نقابة الفنانين لا يجب أن تكون جهة لمعاقبة الأعضاء، قائلاً: "النقابة من واجبها أن تدعم الفنان وتقف بجانبه، لا أن تقصيه دون سند قانوني واضح".

وأشار إلى أنه في حال ارتكاب الفنان جريمة وإدانته بالفعل وفقًا لحكم صادر من المحكمة، فإن على النقابة احترام هذا القرار، إلا أن ما حدث لم يتم وفق هذا الترتيب.

وسخر جهاد عبده من تكرار استخدام عبارة "رجوعاً لقوانين النقابة" في القرارات التي صدرت بحق الفنانين السوريين، مشدداً على أن قوانين النقابة لا تستند إلى تلك الإجراءات، لكن هناك مسار قانوني متبع بمراحل تدريجية تبدأ بالتنبيه، ثم الإنذار، وصولاً إلى الفصل من النقابة.

وشدد على أنه بعد صدور قرار فصل سلاف فواخرجي، حاول الحديث مع أعضاء المجلس للوقوف على الأسباب التي دعت إلى اتخاذ هذا القرار، مشيراً إلى أنه تحدث مع مازن الناطور، نقيب الفنانين السوريين، الذي أجابه بأن فصلها كان مطلباً جماهيرياً خاصة بعد أن تمادت في إنكار جرائم نظام الأسد السابق.

وأوضح جهاد عبده أنه كان من الداعين إلى محاسبة من أنكر جرائم النظام السوري، إلا أن محاسبتهم يجب أن تكون وفق الإطار القانوني وليس خارج السياق، بحد تعبيره. 

وتابع: "لا يمكن تحويل النقابة إلى أداة للإقصاء. أنا مع جمع جميع الفنانين لتعمير هذا البلد"، مشدداً على أن موقفه لا يمكن اعتباره محاولة لتبرير أو الموافقة على إنكار الجرائم، بل محاولة للتعامل مع الاختلافات السياسية والفكرية في إطار قانوني. متابعاً: "أنا مع أن يجتمع الفنانون تحت سقف واحد. سوريا اليوم بحاجة لمن يُعمّرها، لا لمن يفرّق بين أبنائها".

كواليس فصل سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين

أصدرت نقابة الفنانين السوريين، في 16 أبريل 2025، قرارًا بشطب عضوية الفنانة سلاف فواخرجي من سجلاتها، وذلك بعد تصريحات مثيرة للجدل أدلت بها في مقابلات إعلامية، كان آخرها مع الإعلامي محمد قيس في برنامج "عندي سؤال"، حيث عبّرت فيها عن دعمها للرئيس السوري السابق بشار الأسد، ووصفت إدارته بـ"صمام الأمان" للبلاد، معتبرةً أنه لم يرتكب المجازر بيده، وأن ما حدث في سوريا كان "مبالغات إعلامية".

تجدر الإشارة إلى أن سلاف فواخرجي كانت قد أثارت جدلًا واسعًا في السنوات الأخيرة بسبب مواقفها المؤيدة للنظام السوري السابق، وزياراتها المتكررة لمواقع عسكرية ومناطق مدمرة، حيث ظهرت في صور وهي تحتضن جنودًا وترفع علم النظام، مما اعتبره البعض ترويجًا لسياسات النظام وتبريرًا للانتهاكات التي ارتكبت خلال سنوات النزاع التي امتدت منذ عام 2011.

تسبب فصل سلاف فواخرجي في موجة من الانقسامات بين الفنانين السوريين ما بين مؤيد ومعارض لفكرة الإقصاء الذي تعرضت له، وهو ما تسبب في العديد من الأزمات داخل النقابة، وصلت إلى محاولات فصل مازن الناطور.