"أحببت أم كلثوم حتى التقديس".. كلمات رددها الشاعر الغنائي أحمد رامي عن أم كلثوم بعد رحيلها، وهو الوصف الأنسب لعلاقته بها، فقد أحبها شاعر الشباب منذ تعرفه عليها وتقديمها أغنية "الصب تفضحه عيونه" من أشعاره عام 1924، وظل يحبها حتى وفاتها في مثل هذا اليوم 5 يونيو عام 1981.
كان التعارف الأول بينهما عندما جاء إليه ذات يوم الشيخ أبو العلا محمد وطلب منه أن يعطيه إحدى قصائده، فاستجاب أحمد رامى فأعطى له قصيدة "الصب تفضحه عيونه"، وعندما قابل الشيخ أبو العلا محمد أم كلثوم لم يتردد فى أن يعطيها تلك الأغنية، وبعد عودته من باريس، ذهب مع أصدقائه للاستماع إليها، وهناك طالبها أن تغني قصديته، لترحب به أم كلثوم: "أهلا ياسى رامى"، ومن هنا كان التقارب بينهما.
وعلى مدار 48 عاما ظل التعاون الفني بين أم كلثوم وأحمد رامي، فغنت من أشعاره عددا كبيرا من أشهر أغانيها، مثل: أنا على كيفك، الحب كان من سنين، خلي الدموع لعيني، بعدت عنك بخاطري، البعد علمني السهر، خاصمتني، اذكريني، ياليلة العيد آنستينا، غلبت أصالح، يا ظالمني، هجرتك يمكن أنسى هواك، حيرت قلبي معاك، انت الحب، وغيرها من الأغاني، ختماها بأغنية "يا مسهرني" عام 1972، وكانت آخر تعاون بينهما.
فلم تكن تلك المسيرة الفنية مجرد أغاني بالنسبة لأحمد رامي، فكانت كل أغنية بمثابة رسالة ينقل مشاعره من خلالها إلى أم كلثوم ما بين الحب أو العتاب أو الشوق.
وعلى الرغم من عدم زواج الثنائي أم كلثوم وأحمد رامي إلا أن حبها ظل في قلبه حتى وفاتها 1975، ليعتزل الناس بعدها ويعيش في فترات طويلة من الاكتئاب، كما رثاها في حوار له بعد وفاتها قائلا: "أحببت أم كلثوم حتى التقديس.. ولم أندم لعدم زواجي منها.. والآن أعاني الاكتئاب منذ أن غابت عن الدنيا.. ولم يبق عندي سوى الدموع، فقد بكيت كثيرا في طفولتي وشبابي.. والآن أبكي أكثر بعد رحيلها".
يذكر أن أحمد رامي ولد في عام 1892 فى حي السيدة زينب فى القاهرة، ودرس في مدرسة المعلمين التي تخرج فيها عام 1914 ليسافر بعدها إلى باريس فى بعثة لدراسة اللغات الشرقية ونظم الوثائق والمكتبات وحصل على شهادة من جامعة السوربون.
وخلال حياته حصل أحمد رامي على عديد من التكريمات في حياته، حيث منح جائزة الدولة التقديرية عام 1967، وحصل على وسام العلوم والفنون، والدكتوراه الفخرية، كما حصل على وسام الكفاءة الفكرية من الطبقة الممتازة من الملك الحسن ملك المغرب، وحصل على وسام الاستحقاق اللبناني المرموق، ومنحته جمعية الملحنين، ومقرها باريس، درعاً تذكارية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.