قررت النيابة العامة في الكويت إخلاء سبيل الفنانة شجون الهاجري بعد استجوابها في قضية تتعلق بحيازة مواد مخدرة بقصد التعاطي، مقابل كفالة مالية قُدرت بـ200 دينار كويتي. وشمل قرار النيابة وضع الفنانة تحت الإشراف الطبي للعلاج، في خطوة تعكس توجّه السلطات نحو منحها فرصة للتعافي في إطار قانوني.

إخلاء سبيل شجون الهاجري

وكانت وزارة الداخلية الكويتية قد أعلنت في وقت سابق عن إلقاء القبض على فنانة معروفة – دون الكشف عن اسمها صراحة – وذلك ضمن حملة أمنية لمكافحة المخدرات، حيث تم العثور بحوزتها على مواد مخدرة ومؤثرات عقلية من بينها الكوكايين والماريجوانا، إضافة إلى حبوب تؤثر على الحالة الذهنية.

الصورة التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد البيان الرسمي أثارت موجة جدل واسعة، إذ ظهرت فيها الفنانة مكبلة اليدين وخلف طاولة تضم مضبوطات المخدرات، وهو ما دفع محاميها إلى التدخل العاجل.

محامي شجون يحذّر من نشر الصور ويهدد بالملاحقة

في بيان رسمي، طالب المحامي جراح مبارك الواوان – بصفته وكيلاً عن الفنانة – رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالتوقف عن تداول أي محتوى مرئي أو مكتوب يتعلق بالقضية، مؤكداً أن نشر صورة شجون أو أي مواد أخرى قد يعرض مرتكبيها للمساءلة القانونية.

وأوضح المحامي أن التحذير يشمل صورة الفنانة مع المضبوطات، وكذلك المنشورات التي تتناول الواقعة بتفاصيل تمس سمعتها أو تتجاوز حدود النقد. وأكد أن موكلته تمر بظرف إنساني دقيق، ويجب احترام خصوصيتها والابتعاد عن حملات التشهير.

انقسام فني وجماهيري حول الواقعة.. مي العيدان تتحدث عنها

الخبر أحدث انقساماً حاداً في الرأي العام، سواء على مستوى الجمهور أو الوسط الفني. فقد هاجمت الإعلامية الكويتية مي العيدان شجون الهاجري، وعبّرت عن استيائها مما حدث، موجهة رسالة قاسية عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، كتبت فيها: "لا حول ولا قوة إلا بالله. الله يعطيكم الفلوس عشان تعمروا عمركم مش تدمرونه".

وأشادت مي العيدان بجهود وزارة الداخلية، قائلة: "يعطيهم ألف عافية على تنظيف الدولة، سواء من تجار المخدرات أو المتعاطين، لأن المتعاطي يجر غيره برجله".

إلا أن العيدان وجّهت انتقاداً آخر لمشهور مواقع التواصل شهاب ملح بسبب منشوره الساخر، معتبرة أن ما كتبه يدخل في نطاق الشماتة، وقالت له: "هذا شأن داخلي يخص الكويت ووزارة الداخلية، مو شغلك تتكلم عنها. اللي سوته غلط، بس هي أحسن منك بكتير".

وأضافت: "على الأقل ما تم إبعادها من الكويت عن طريق مباحث الآداب، ومع ذلك أهلك للحين عايشين بالكويت. فاحترم نفسك"، لتُبرز وجهة نظر تدعو إلى الانضباط في النقد وعدم التجاوز في حق الآخرين، مهما كانت أخطاؤهم.

"خطأ لا يُجاهر به" و"قد يكون بداية علاج"

وأكّدت العيدان أن شجون، ورغم خطئها، لم تجاهر به، مشيرة إلى أن ذلك يُظهر شعورها بالذنب واحترامها للقيم الدينية.

وقالت: "هي كانت تخش إنها تتعاطى، مش بس لأنه ممنوع، لكن لأن الرسول قال: كل أمتي معافى إلا المجاهرون". واعتبرت أن ما حصل قد يكون لصالحها على المدى الطويل: "لما يتم القبض عليها، تتعالج وتاخذ حكم، وممكن تطلع بعفو، وأفضل من إنها تموت بجرعة زائدة".

فنانون يدافعون عن شجون ويرفضون التشهير

في المقابل، لقيت شجون دعماً واسعاً من زملائها في الوسط الفني، الذين طالبوا باحترام خصوصيتها ورفضوا نشر صورتها، مؤكدين أن الإنسان قد يخطئ لكنه يستحق الدعم لا الإدانة.

الفنانة ليلى عبدالله كانت من أوائل المتفاعلين، إذ نشرت عبر خاصية القصص القصيرة بحسابها الرسمي على إنستغرام صورة لشجون، وأرفقتها بإيموجي القلب، وكتبت: "لطالما كان القرآن قوتها في كل حين، فاللهم إني استودعتك من هي عزيزة على قلبي، فاحفظها بعينك التي لا تنام".

كذلك كتبت الفنانة ريم أرحمة منشوراً جاء فيه: "العبرة في الخلوات... أما العلن فكلنا صالحون"، في إشارة ضمنية إلى أهمية عدم الحكم على الآخرين من خلال مظاهرهم العامة، بل بالتمعن في نواياهم ومساراتهم الإنسانية.