في ظاهرة رقمية مثيرة للجدل، كشفت تقارير متداولة عن عشرات القنوات على يوتيوب التي تنتج مقاطع فيديو وصوراً باستخدام الذكاء الاصطناعي، لتروّج ادعاءات زائفة حول قضية شون "ديدي" كومبس القضائية.
هذه القنوات، التي يُقدّر عددها بست وعشرين قناة، حصدت أكثر من 70 مليون مشاهدة خلال عام واحد فقط، عبر ما يقارب 900 مقطع فيديو مليء بالمعلومات الملفقة.
وصفة التضليل: عناوين صادمة وصور مفبركة لمحاكمة ديدي Diddi
تعتمد هذه القنوات على أسلوب متشابه: عنوان مثير وغامض، وصورة مصغّرة مصممة بالذكاء الاصطناعي، تربط مشاهير بديدي من خلال مزاعم غير حقيقية، مثل شهادات مزعومة أمام المحكمة أو فضائح جنسية مختلقة.
من بين هذه الصور عبارات ملفقة صادمة مثل "أجبرني على ذلك 16 ساعة" أو "ديدي دمّر حياة بيبر"، ما يجعلها تصطاد أكبر قدر ممكن من النقرات.
من القنوات القديمة إلى شبكات التضليل
الغالبية العظمى من هذه القنوات إمّا تم إنشاؤها حديثاً خصيصاً لهذا المحتوى، أو أعادت توجيه نشاطها القديم بالكامل.
قناة شهيرة تُدعى "Peeper" مثلاً، جمعت أكثر من 74 مليون مشاهدة منذ تأسيسها عام 2010، لكنها ركّزت خلال الأشهر الأخيرة على محتوى "ديدي" فقط، حتى تم إيقاف تحقيق الدخل فيها.
نماذج ملفتة لقنوات متحولة
بعض القنوات بدأت محتواها بنشر نصائح حياتية أو مقاطع تطريز، ثم تحوّلت فجأة إلى صناعة فيديوهات تربط مشاهير مثل جاستن بيبر أو ويل سميث أو أوبرا وينفري بديدي. قناة "Secret Story" مثلاً، أُغلقت بعد نشرها مقاطع زائفة، وقناة "Hero Story" بدّلت محتواها من أخبار حاكم بوركينا فاسو إلى نشر أكاذيب عن ديدي، قبل أن تُغلق هي الأخرى.
وبحسب أحد العاملين في هذا المجال، فإن تضليل الجمهور بمحتوى مولّد بالذكاء الاصطناعي حول ديدي أصبح وسيلة سهلة وسريعة لجمع الأرباح من الإعلانات.
هذا المسار لا يخلو من المخاطر؛ إذ تُهدد سياسة يوتيوب هذه القنوات بالحذف أو وقف الدخل عند رصد انتهاكات القوانين أو دعاوى قضائية محتملة من الشخصيات المستهدفة.
كيف يتم تصنيع الفيديو؟
العملية شبه مؤتمتة: يتم إعداد نص عبر أدوات ذكاء اصطناعي مثل ChatGPT، وتصميم صور مصغرة ببرامج توليد الصور، ثم إضافة مقاطع حقيقية من نشرات الأخبار وأصوات مولّدة، وأخيراً يُسلّم المونتاج لمحررين بأجور زهيدة في دول نامية.
بهذه التكلفة المنخفضة، تنتشر المقاطع بسرعة مذهلة وتجذب ملايين المشاهدات.
موجة التزييف تتخطى اللغة والحدود
هذه العدوى لم تتوقف عند المحتوى الإنجليزي؛ بل امتدت إلى قنوات بالإسبانية والفرنسية أيضاً. قناة "NV Historia" الناطقة بالإسبانية تحوّلت من نشر قصص ملفقة عن تشاك نوريس إلى "سوق ديدي"، محققة عشرات الآلاف من المشاهدات من خلال قصص زائفة عن دواين جونسون وأوبرا وينفري. قناة فرنسية أخرى نشرت صوراً جنسية مفبركة تربط براد بيت بديدي بادعاءات تحرش خيالية.
يوتيوب يتحرك ببطء
رداً على هذه الظاهرة، أعلن متحدث باسم يوتيوب عن إغلاق عدة قنوات وإيقاف أرباح البعض الآخر بعد التحقق من المخالفات. مع ذلك، لا تزال بعض القنوات ناشطة ومربحة حتى اللحظة، في سباق مستمر بين خوارزميات التضليل وجهود الإزالة.
وتكشف هذه الموجة كيف صار بمقدور أي شخص، بميزانية ضئيلة، إنشاء محتوى مضلل يدر أرباحاً ضخمة مستفيداً من ثغرات المنصات الرقمية.
ومع استمرار التطور التقني للذكاء الاصطناعي، يُخشى أن تتكرر هذه الظاهرة مع قضايا وقصص جديدة، ليبقى الضحايا الحقيقيون هم الحقيقة والجمهور الباحث عن الأخبار الموثوقة.
شاهدي أيضاً: مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي
شاهدي أيضاً: الذكاء الاصطناعي يغير شكل النجوم
شاهدي أيضاً: أول موديل سعودية بتقنية الذكاء الاصطناعي (تفاصيل)
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.