فن / ليالينا

عن عمر ناهز الـ67 عاماً: وفاة الفنانة العراقية إقبال نعيم

فقدت الساحة الثقافية والفنية العراقية والعربية، اليوم الأربعاء 9 يوليو/تموز، واحدة من أبرز قاماتها النسائية، الفنانة والمخرجة القديرة الدكتورة إقبال نعيم، عن عمر ناهز 67 عاماً، بعد مسيرة طويلة من العطاء المتجذر في خشبة المسرح، وشاشة التلفزيون، وروح الأجيال.

وفاة الفنانة العراقية إقبال نعيم

الراحلة، التي شكّلت ملامح مرحلة ذهبية من المسرح العراقي، لم تكن مجرد ممثلة تؤدي أدواراً، بل كانت مخرجة ومربية وملهمة، جمعت بين الرؤية الفنية العميقة والتأثير الأكاديمي البنّاء، ونسجت عبر عقود مسيرتها بصمة فريدة جعلتها أيقونة فنية خالدة في ذاكرة العراقيين.
نقابة الفنانين العراقيين نعت رحيل إقبال نعيم بكلمات حزينة، جاء فيها: "ببالغ الحزن والأسى، ننعى إلى الوسط الفني والثقافي، رحيل الفنانة والمخرجة الدكتورة إقبال نعيم، التي وافتها المنية هذا اليوم، بعد مشوار حافل بالإبداع والتميّز، تاركة خلفها إرثاً كبيراً سيبقى حياً في ذاكرة المسرح والدراما العراقية".
وقد خيّم الحزن على الوسطين الفني والإعلامي في ، وتوالت ردود الأفعال من زملائها ومحبيها، الذين وصفوا رحيلها بـ"الخسارة الجسيمة"، ليس فقط للمسرح العراقي، بل للثقافة العربية برمتها.

البدايات... من بيت الفن إلى خشبة المسرح

وُلدت إقبال نعيم سلمان في بغداد عام 1958، في بيت يعشق الفن، حيث نشأت في كنف عائلة لها حضورها الفني، أبرزهم شقيقتها الفنانة عواطف نعيم، إحدى أعمدة الدراما العراقية. وكان للبيئة المحيطة بها دور في صقل موهبتها مبكراً، حيث انجذبت إلى عالم التمثيل منذ سنوات الدراسة الأولى، لتمضي لاحقاً في هذا الطريق بإصرار.
التحقت بعدة فرق مسرحية مهمة في العراق، أبرزها فرقة المسرح الفني الحديث والمسرح الشعبي، ثم الفرقة الوطنية للتمثيل، التي شكّلت لها منصة كبرى للتألق كممثلة ومخرجة.

بصمتها الإخراجية... أعمال تتحدث عنها

إقبال نعيم لم تكتف بكونها ممثلة قديرة، بل أبدعت خلف الكواليس كمخرجة صاحبة رؤية حداثية. أخرجت عدداً من المسرحيات التي نالت إعجاب النقّاد والجمهور على حد سواء، وشاركت في مهرجانات ودولية، عادت منها محمّلة بالتكريمات.
من أبرز أعمالها المسرحية كمخرجة وممثلة:

  • "خيط البريسم" (1987)
  • "في أعالي الحب"
  • "سيدرا"
  •  "هيروسترات"
  •  "أعتذر أستاذي لم أقصد ذلك"

تميزت أعمالها بالتناول الذكي لقضايا الإنسان، واستحضار الرموز والأساطير، إلى جانب الجرأة في الطرح المسرحي، ما جعلها تحتل مكانة خاصة بين مخرجي جيلها.

سينما وتلفزيون... حضور راسخ في الذاكرة

رغم أن المسرح كان عشقها الأول، فإن إقبال نعيم لم تُهمل السينما والتلفزيون، فشاركت في عدة أعمال تُعد من كلاسيكيات العراقية.
 كما برزت في عدد من المسلسلات التلفزيونية والبرامج الإذاعية، التي أكدت موهبتها المتعددة، وثقتها الكبيرة أمام الكاميرا.

وعلى مدار مسيرتها، حصدت إقبال نعيم عدة جوائز رفيعة، منها:

  • جائزة أفضل ممثل دور ثاني عن مسرحية "ألف أمنية وأمنية" – 1987
  • جائزة أفضل إخراج وتمثيل وأزياء عن "الريشة الذهبية" في مهرجان مسرح الطفل الأردني – 2002

هذه الجوائز لم تكن سوى ترجمة حقيقية لحجم تأثيرها، سواء على المستوى الفني أو التربوي في مجالات الفنون المسرحية.

أكاديمية ملتزمة... ومثقفة مسرحية 

إلى جانب نشاطها الفني، كانت إقبال نعيم شغوفة بالبحث والدراسة، فحصلت على شهادة الدكتوراه في الفنون المسرحية من كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد في يناير 2010. وكانت ترى أن الممارسة لا تكتمل دون التنظير، وأن المسرح يحتاج إلى قراءة علمية بقدر ما يحتاج إلى الأداء الوجداني.
وقد ساهمت كأكاديمية في تخريج أجيال من الفنانين الشباب، وأشرفت على أطروحات جامعية، وقدّمت محاضرات في تاريخ المسرح وإخراجه، مؤمنة بدور المعرفة في دعم التجربة الفنية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا