قضت محكمة جنح مستأنف الدقي بمحافظة الجيزة، بتأييد حكم البراءة الصادر لصالح محمد رمضان، ورفضت الدعوى المدنية التي طالبت بإلزامه بدفع تعويض مالي قدره مليار دولار لصالح صندوق تحيا مصر. وبذلك تكون المحكمة قد أسدلت الستار على القضية التي أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

وشهدت جلسة النطق بالحكم غياب محمد رمضان، فيما حضر محاميه ممثلاً قانونيًا عنه وترافع أمام هيئة المحكمة. وكان الحكم الابتدائي قد صدر عن محكمة جنح الدقي، حيث أقرت ببراءة رمضان من التهم المنسوبة إليه.

تفاصيل القضية

وتعود تفاصيل القضية إلى بلاغ قدمه أحد المحامين، اتهم فيه محمد رمضان بإهانة العلم المصري والإساءة إلى المرأة المصرية، وذلك في أعقاب مشاركته في مهرجان كوتشيلا الدولي بالولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار البلاغ إلى ظهور رمضان في لقطات مصورة عبر الإنترنت، وهو يضع العلم المصري على ظهره، الأمر الذي اعتبر إهانة لرمز وطني يفترض احترامه وتقديره. كما استند مقدم الدعوى إلى ما وصفه بترويج أفكار هدامة عبر بعض الصور والتلميحات الرمزية التي ظهرت في الأداء الفني للفنان خلال المهرجان.

وطالب مقدم الدعوى بتعويض مالي ضخم بلغت قيمته مليار دولار، على أن يخصص لصالح صندوق تحيا مصر، باعتباره ممثلاً للدولة والمجتمع، ومتضررًا معنوياً من الأفعال محل الدعوى.

 براءة محمد رمضان

وبعد دراسة أوراق القضية والاستماع إلى دفوع الدفاع، قررت المحكمة رفض الاتهامات الموجهة للفنان محمد رمضان، معتبرةً أن الوقائع لا تشكل جريمة وفقاً لأحكام القانون، وأن الادعاءات التي سُجلت في البلاغ لا تستند إلى أسس قانونية أو أدلة دامغة تُثبت القصد الجنائي أو نية الإهانة. كما رأت المحكمة أن المقطع المصور الذي ظهر فيه رمضان لا يحمل ما يسيء صراحةً إلى العلم المصري أو المرأة المصرية.

مشاركة محمد رمضان في مهرجان كوتشيلا

ارك محمد رمضان  في مهرجان كوتشيلا العالمي، كأول نجم من المنطقة العربية يعتلي منصته الشهيرة التي تقام سنويًا في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. ورغم الحفاوة التي رافقت ظهوره الدولي، لم تمر مشاركته دون جدل، إذ تعرّض لموجة واسعة من الانتقادات، طالت مظهره، وأسلوبه، وحتى مواقفه تجاه زملائه المشاركين في الحدث.

إطلالة ذهبية تثير موجة من الجدل

أطل محمد رمضان على جمهور كوتشيلا بإطلالة لفتت الأنظار، مرتديًا صدرية معدنية ذهبية، وسلسلة لامعة ضخمة، في مظهر جمع بين أسلوب الهيب هوب الغربي والنفَس الفرعوني الذي أراد به – بحسب تعبيره – إبراز هويته الثقافية بأسلوب عصري.

الإطلالة الجريئة أثارت تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين من اعتبرها لافتة وقوية، تعكس ثقة الفنان بنفسه، ومن وصفها بأنها "مبالغ فيها" وغير ملائمة لحدث عالمي بهذا الحجم.

ومن أبرز ما زاد الانتقادات ضده هو رفعه لعلم مصر ولفه حول جسده خلال الغناء، ورغم أنه كان يرغب في أن يركد على وطنيته إلا أن ردود الأفعال جاءت غاضبة.

محمد رمضان يرد بكلمات صادمة

وفي رد مباشر على الانتقادات التي لاحقته، نشر محمد رمضان مقطع فيديو على حساباته الرسمية، قال فيه: "الحفلة اللي شايل فيها اسمي واسم بلدي واسم جمهوري اللي واقف في ضهري من أول يوم... عمري ما لبست لبس ست لا في مسلسل ولا في فيلم، مع احترامي للي عمل كده. جمهوري عارف إني ما بلبس حلق غير في فيلم أو كليب، لكن في الحقيقة عمري ما عملت كده."

وأضاف موضحًا تفاصيل الإطلالة: "ما كانش القصد أطلع بالشكل اللي اتفهم غلط، كنت بحاول أظهر بشكل فرعوني مختلف، يمكن فريد شوية. كتر خيرها – يقصد المصممة – ماكنش معاها جنيهات كفاية فاللبس طلع قصير شوية."
وأكد رمضان أنه حرص على رفع علم مصر على المسرح، ليعكس اعتزازه بجذوره وهويته في واحدة من أبرز الفعاليات الفنية عالميًا.

هل ارتدى بدلة رقص؟ 

من أكثر ما أثار التساؤلات على مواقع التواصل كان توصيف البعض لإطلالة رمضان بأنها أقرب إلى بدلة رقص منها إلى زي فني على المسرح. وبينما تداول البعض صورًا مرفقة بتعليقات ساخرة، دافع آخرون عن الفنان مؤكدين أن طابع المهرجان يحتمل التنوع في الأزياء، وأن إطلالته تعبّر عن دمج بين عناصر الفن الاستعراضي والثقافة المصرية.

ورغم الجدل المثار، لم تغب لحظات الفخر عن جمهور محمد رمضان، حيث عبر عدد كبير من المتابعين عن اعتزازهم بتواجد فنان مصري في مهرجان بحجم Coachella، معتبرين أن الوصول إلى هذا المسرح هو إنجاز بحد ذاته، خاصة في ظل قلة المشاركات العربية في هذا الحدث.

في المقابل، رأى آخرون أن رمضان لم يستغل الفرصة بالشكل الأمثل، وركز على الإبهار البصري أكثر من تقديم محتوى موسيقي وفني متكامل. وانتقد بعض المتابعين ما وصفوه بالاستعراض المبالغ فيه، مطالبين إياه بالتركيز على تقديم صورة فنية تليق باسم مصر والفن العربي أمام الجمهور العالمي.