شيّعت مصر صباح اليوم الخميس 31 يوليو 2025، جثمان الفنان القدير لطفي لبيب من كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة، في حضور واسع لزملائه في الوسط الفني وعدد من أصدقائه ومحبيه.

وصل جثمان لطفي لبيب محمولًا على الأعناق داخل تابوت أبيض، تقدّمه عدد من النجوم على رأسهم محمود حميدة، بشرى، ومنير مكرم، فيما ساد الصمت والمشاعر المختلطة أجواء الكنيسة التي اكتظت بالمودّعين.

تفاصيل العزاء ومواعيد تقبّل العزاء الرسمي

من المقرر أن يُقام العزاء اليوم الخميس داخل الكنيسة نفسها، ابتداءً من الساعة السادسة مساءً، على أن يتواصل تقبّل العزاء مجددًا بعد غد السبت بنفس المكان من الساعة السادسة وحتى العاشرة مساء.

معاناة لطفي لبيب الصحية في أيامه الأخيرة.. نزيف مفاجئ حسم المشهد

كان الفنان لطفي لبيب قد عانى في الأسابيع الأخيرة من سلسلة أزمات صحية متلاحقة، بدأ أولها في 13 يوليو حين نُقل إلى غرفة العناية المركزة ومنعت الزيارات عنه، قبل أن يتحسن ويغادر المستشفى بعد 5 أيام فقط.

لكن سرعان ما انتكست حالته مجددًا قبل يومين، بعد نزيف حاد في الحنجرة تسبب في فقدانه للوعي وإصابته بـ التهاب رئوي حاد، ما أدى إلى تدهور صحته بشكل سريع حتى وافته المنية في الساعات الأولى من صباح الأربعاء عن عمر ناهز 77 عامًا.

مسيرة فنية استثنائية على مدى عقود

يُعد لطفي لبيب من أبرز أعمدة الكوميديا المصرية المعاصرة، إذ قدّم خلال مسيرته أكثر من 100 فيلم سينمائي، إلى جانب مشاركته في ما يزيد عن 30 عملا دراميًا، تعاون خلالها مع كبار نجوم السينما والتلفزيون، من بينهم عادل إمام، أحمد حلمي، حسن حسني، محمد سعد، أحمد مكي، مي عز الدين، بيومي فؤاد، سيد رجب وآخرين.

اشتهر بدور السفير الإسرائيلي في فيلم "السفارة في العمارة" إلى جانب الزعيم عادل إمام، وحقق نجاحًا كبيرًا في فيلم "عسل إسود" بدور السائق، وشارك أيضًا في أفلام "كده رضا"، "جاءنا البيان التالي"، و"صاحب السعادة".

مشروع الكتابة.. عندما وثّق بطولاته العسكرية

خارج الكاميرا، لم يغفل لطفي لبيب عن التوثيق الأدبي، إذ اتجه إلى كتابة المؤلفات والخواطر الفنية بعد تقليص ظهوره الفني، وكان أبرز أعماله المكتوبة سيناريو "الكتيبة 26"، الذي استعرض فيه تجربته الشخصية كجندي مصري خلال ست سنوات من خدمته العسكرية، تخللتها مشاركته في نصر أكتوبر 1973، حيث روى من خلاله قصصًا واقعية عاشها على خطوط المواجهة.

آخر أعمال لطفي لبيب.. وداع في صمت فني

كان آخر ظهور فني للفنان الراحل من خلال فيلم "أنا وابن خالتي" الذي شارك فيه نخبة من الفنانين، من بينهم: سيد رجب، بيومي فؤاد، هنادي مهنا، ميمي جمال، سارة عبد الرحمن، علي لوكا، إلى جانب عدد من ضيوف الشرف مثل إنعام سالوسة، انتصار، سليمان عيد. الفيلم من تأليف دعاء عبد الوهاب وسيناريو وحوار عمرو أبو زيد، وإخراج أحمد صالح.

ونعى نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي الفنان الراحل بكلمات موجزة وصادقة عبر حسابه على إنستغرام، قائلاً: "وداعًا صاحب البهجة"، وهو ما يعكس الأثر الذي تركه لطفي لبيب في قلوب زملائه وجمهوره، حيث ظل يُعرف دائمًا بخفة دمه وروحه المرحة التي لم تفارقه حتى في أحلك أوقاته.