أثار الإعلان الجديد الذي ظهرت فيه الممثلة الأمريكية سيدني سويني لصالح علامة "أمريكان إيغل" موجة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن رأى البعض فيه إيحاءات سياسية غير مباشرة، خصوصاً مع الكشف عن انتماء سويني الحزبي مؤخراً، وانخراطها الرسمي في صفوف الحزب الجمهوري بولاية فلوريدا.
سيدني سويني تثير الجدل
الإعلان الذي انطلق بشعار ساخر يقول: "Sydney Sweeney has great genes" والذي يعني حرفياً "سيدني سويني لديها جينات رائعة"، لعب على التشابه اللفظي بين كلمتي "genes" (جينات) و"jeans" (جينز). لاحقاً، تم تعديل الشعار ليصبح: "Sydney Sweeney has great jeans"، في محاولة واضحة لنقل التركيز إلى الجينز الأزرق الذي تروّج له الحملة، لا على سمات سويني الوراثية.
لكن الإعلان المصوّر لم يكتفِ باللعب اللفظي، بل مضى خطوة أبعد حين ظهرت الممثلة ذات الشعر الأشقر والعيون الزرقاء وهي تتحدث عن "جيناتها"، مؤكدة أنها السبب في ملامحها وشخصيتها، قبل أن يتحوّل الحديث تدريجياً نحو الجينز الأزرق الذي ترتديه.
خلفية سياسية تضعف البراءة الإعلانية
الرسائل المتعددة في الإعلان لم تمر مرور الكرام، خصوصاً مع تقارير صحفية أمريكية كشفت مؤخراً أن سيدني سويني مسجلة رسمياً كناخبة جمهورية في ولاية فلوريدا منذ يونيو/حزيران 2024، أي بعد أسابيع قليلة من إدانة الرئيس السابق دونالد ترامب في قضية جنائية، وقبل عودته إلى المشهد السياسي بترشحه مجدداً في انتخابات نوفمبر الرئاسية.
ورغم أن سويني لم تصدر أي تصريحات سياسية واضحة مؤخراً، إلا أن هذه الخلفية السياسية أضفت على الإعلان أبعاداً غير محايدة في أعين الكثيرين، ممن رأوا أن الدمج بين الحديث عن "الجينات" ومظهرها الأشقر يتجاوز الغرض الترويجي ويمس قضايا أيديولوجية حساسة.
سوابق لا تُنسى: قبعات "ترامب" تعود للواجهة
ليست هذه المرة الأولى التي تُتهم فيها سويني بالتقارب مع أفكار التيار اليميني المحافظ. ففي عام 2022، نشرت صوراً من احتفال عائلي بعيد ميلاد والدتها، ظهر فيه بعض المدعوين وهم يرتدون قبعات حمراء كتب عليها شعار حملة ترامب الشهير: "Make America Great Again"
حينها نفت سويني أن يكون الحفل ذا طابع سياسي، وأكدت أن المناسبة عائلية بحتة، مطالبة جمهورها بعدم القفز إلى استنتاجات دون دليل، لكن تلك الواقعة عادت اليوم لتغذي التفسيرات السلبية لحملتها الأخيرة، إذ اعتبرها البعض دليلاً إضافياً على ميلها السياسي، حتى وإن التزمت الصمت.
ردود فعل متباينة: سخرية، انتقادات، ودفاع مستميت
في ظل هذا التصاعد، انقسم الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي بين مدافعين عن الحملة ورافضين لها. البعض اعتبر أن اللعب على "الجينات" في إعلان أزياء يُعد غير لائق في هذا التوقيت السياسي الحرج، خاصة في بلدٍ يعاني من توترات عرقية، ويشهد نقاشات مستمرة حول مفاهيم "التمثيل"، "التنوع"، و"الامتيازات العرقية".
البعض ذهب إلى حد اعتبار الإعلان ترويجاً مبطّناً لنظرية "اليوجينيكا"، وهي أيديولوجيا مهجورة كانت تدعو إلى تحسين الجنس البشري عبر الانتقاء الوراثي، وغالباً ما ارتبطت بمفاهيم التفوّق الأبيض. وبينما لم يصرّح أحد من فريق الحملة بذلك علناً، إلا أن توقيت الإعلان، واختيار العبارات، ولون العارضة، كلّها اعتُبرت موادّاً مشتعلة في ساحة لا تتحمّل الكثير من الغموض.
"أمريكان إيغل" تحاول السيطرة على الموقف
في مواجهة العاصفة، حاولت شركة "أمريكان إيغل" تخفيف التوتر بذكاء إعلامي، فنشرت لاحقاً صورة أخرى لعارضة أزياء ذات خلفية عرقية مختلطة، ترتدي منتجات العلامة نفسها، وذيلت المنشور بعبارة عامة تقول: "AE has great jeans"، لكن هذا التحرك قوبل بمزيج من الترحيب والرفض، إذ رأى البعض فيه محاولة لتجميل صورة حملة انطلقت برسائل إقصائية، في حين رأى آخرون أنها بادرة تصحيح ضرورية من شركة تسعى للحفاظ على قاعدة جماهيرية واسعة، وفي بيان لاحق، أكدت الشركة أن الشعار لم يكن يقصد الجينات الوراثية أو أي إيحاء سياسي، بل كان إشارة مباشرة إلى منتجها الرئيسي: الجينز الأزرق.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.