تخطت يمنى خوري العديد من الصعاب لتصبح واحدة من أصغر رائدات الأعمال في الشرق الأوسط، ورئيسة تنفيذية لشركة يومي بيوتي التي حققت انتشارًا واسعًا في مجال التجميل والعناية بالشعر. فمن هي الدكتورة يومي التي تصدرت حديث منصات التواصل الاجتماعي بحفل زفافها الأسطوري؟.
نشأة يمنى خوري وبدايات التحدي
بدأت رحلة يمنى منذ سنوات الطفولة المبكرة حين فقدت والدها، وكان ذلك بمثابة زلزال عاطفي عميق غير مجرى حياتها. والدتها، التي أرادت لها الأفضل، أخذتها ذات يوم إلى مكان اعتقدت أنه مجرد رحلة عادية للخروج، لكنها كانت دار أيتام. هناك، قضت يمنى اثني عشر عامًا بعيدة عن أسرتها الحقيقية، محاطة بأطفال يمرون بمصاعب شبيهة، وسط ظروف صعبة جعلتها تبني شخصية قوية تعتمد على الانضباط الذاتي والتخطيط الدقيق لمستقبلها.
يصف البعض هذه الفترة بأنها كانت بمثابة مدرسة قاسية، لكنها منحتها دروسًا في الصبر والإرادة والنجاح الذاتي، خاصة وأنها نشأت وهي تحمل حلمًا واحدًا واضحًا: أن تصبح ناجحة وتثبت أن الظروف الصعبة لا تحدد المصير.
بدايات ريادة الأعمال وتأسيس أول مشروع
في سن الحادية والعشرين، وبفضل عزيمتها وحسها التجاري، افتتحت يمنى صالون تجميل في بيروت يستهدف الرجال والنساء على حد سواء. كان هذا الصالون نقطة الانطلاق في مشوارها الريادي، حيث بدأت تكتسب خبرات مباشرة في صناعة التجميل وتتعرف على تفاصيل السوق واحتياجات العملاء.
تزامنًا مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، بدأت يمنى في بناء حضورها كـ "مؤثرة" في مجال الجمال، حيث كانت تشارك بشكل مستمر منتجاتها المفضلة وتجاربها الشخصية، ما جعل لها قاعدة جماهيرية كبيرة خاصة في دول الخليج، مما دفعها للانتقال من مجرد مؤثرة إلى رائدة أعمال تمتلك علامتها التجارية الخاصة. بحسب حوار لها مع مجلة هاربرز بازار عربية.
انطلاق "يومي بيوتي" وقصة نجاح العلامة
في عام 2017، أطلقت يمنى "يومي بيوتي" كمتجر إلكتروني لمنتجات التجميل، وقد شهد الإطلاق إقبالًا غير مسبوق، إذ تم بيع الكميات المتاحة خلال الأيام الأولى. وتميزت يومي بيوتي بجودة منتجاتها، حيث قضت يمنى عامين في السفر حول العالم بحثًا عن أفضل ملحقات الشعر وملحقات التجميل التي تلبي احتياجات زبائنها، من وصلات شعر عالية الجودة إلى الإلكترونيات والإكسسوارات التي تكمل تجربة العناية الشخصية.
من بين منتجاتها المميزة التي تحظى بشعبية كبيرة، عدسات يومي بيوتي بلون "لا جرينلا" التي تفضلها شخصيًا لأنها تناسب مظهرها الداكن، بالإضافة إلى مجموعة الرموش الحريرية التي تتنوع لتناسب مختلف المناسبات، من الإطلالات اليومية البسيطة إلى السهرات الليلية الدراماتيكية.
تعتبر جودة المنتجات وتنوعها سر تميز يومي بيوتي في السوق، حيث تهدف العلامة إلى توفير جميع مستلزمات التجميل في مكان واحد، خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي التي كانت تعاني من نقص في هذا النوع من التجربة الشاملة.
رسالة يومي بيوتي ومبادراتها الاجتماعية
تجمع يومي بيوتي بين النجاح التجاري والمسؤولية الاجتماعية، إذ تؤمن يمنى خوري أن النجاح الحقيقي يتطلب رد الجميل للمجتمع. لذلك، خصصت نسبة من مبيعات العلامة لمؤسسة خيرية أسستها لدعم الأطفال المحتاجين في لبنان وعائلات النازحين في سوريا، خاصة بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة.
في العام الماضي، تمكنت المؤسسة من دعم أكثر من 500 طفل، مما يعكس رغبة يمنى في استخدام نجاحها لإحداث فرق إيجابي حقيقي في حياة الآخرين، وخاصة من يمرون بظروف قاسية مماثلة لتلك التي عاشتها في طفولتها.
توازن الحياة المهنية والعائلية
بالرغم من نجاحها الكبير وانشغالها الدائم، ترى يمنى أن الأسرة هي الأساس، وأنها تشكل مصدر قوة ودافع للاستمرار. فهي تحرص على أن تكون محاطة بعائلتها وفريقها، وتؤمن أن العمل لا يجب أن يكون عائقًا في بناء روابط أسرية قوية، بل يمكن أن يقرب بين أفراد الأسرة ويجعلهم يستمتعون بكل خطوة من خطوات النجاح معًا.
هذا التوازن يمنحها شعورًا بالرضا والالتزام، حيث تستثمر كل مواردها وجهودها في دفع علامتها نحو المزيد من النجاحات، مع الحفاظ على الروابط الإنسانية والاجتماعية التي تشكل الدعم الحقيقي لها.
خطط التوسع المستقبلية ليومي بيوتي
لا تتوقف طموحات يمنى عند حدود التجميل فقط، بل تسعى لتوسيع مجالات عمل يومي بيوتي لتشمل منتجات العناية بالبشرة، العطور، والملابس الرياضية. في عام 2024، من المتوقع إطلاق خط جديد للعناية بالبشرة، بالإضافة إلى مجموعة عطور فاخرة ستطرح قريبًا.
كما تدرس الشركة أيضًا دخول سوق الملابس الرياضية، حيث يعمل فريق متخصص على تطوير منتجات تناسب ذوق العملاء وتلبي متطلباتهم، بما يعزز مكانة العلامة التجارية ويجعلها من الخيارات الأولى في مجالات متعددة.
استراتيجية التواصل والتمكين
في عصر التواصل الاجتماعي، تبنت يمنى أسلوبًا صادقًا ومنفتحًا في مشاركة تفاصيل حياتها، ما أكسبها قاعدة متابعين وفية تشعر بالارتباط الحقيقي معها. ولا تعتمد على استراتيجيات تسويق معقدة بقدر ما تعتمد على الشفافية والمصداقية، ما يجعل الجمهور يثق بها وبمنتجاتها.
وعلى صعيد تمكين المرأة، تدعم الدكتورة يومي المؤثرات الصاعدات في مجال التجميل من خلال برنامج affiliate Youmi Beauty الذي يكافئهن على الترويج للمنتجات، ما يفتح لهن فرصًا جديدة في سوق العمل ويساعد على بناء مجتمع نسائي قوي ومبدع في المنطقة.
التحديات التي واجهتها يمنى وكيف تغلبت عليها
نشأت يمنى في منطقة تعاني من عدم استقرار سياسي واجتماعي، خاصة في بيروت، لكنها تعلمت كيف تستثمر ثقافتها وتراثها وتنوع البيئة المحيطة بها في بناء علامة تجارية تجمع بين الأصالة والحداثة. تعترف بأن نساء الشرق الأوسط متعددات الوجوه، وأن النجاح يتطلب فهمًا عميقًا للشمولية والتنوع.
وعلى الرغم من التحديات التي فرضها السوق، تمكنت يومي بيوتي من التميز عبر تقديم منتجات عالية الجودة وخدمة عملاء متميزة، ما جعلها تتبوأ موقعًا رياديًا في مجال التجميل.
القيم الأساسية ليومي بيوتي ورسالتها
تلتزم يومي بيوتي بقيم المسؤولية الاجتماعية والبيئية، حيث يتم تصنيع جميع عبوات منتجاتها من الورق والمواد المعاد تدويرها، وتقلل الشركة من استخدام البلاستيك قدر الإمكان. هذه الممارسات تعكس التزام العلامة بالمصادر الأخلاقية وتلبية احتياجات النساء العربيات بطريقة مستدامة.
رسالة العلامة تتمحور حول تمكين المرأة وتلبية متطلباتها بأعلى جودة ممكنة، مع بناء مجتمع مستدام يدعم كل من العميلة والبيئة على حد سواء.
نظرة مستقبلية
تطمح يمنى خوري من خلال يومي بيوتي إلى التوسع ليس فقط في الأسواق الخليجية بل على المستوى العالمي، مع التركيز على التعاون الاستراتيجي واختبار أسواق جديدة عبر الشحن الدولي وتقديم خدمات مميزة تلبي احتياجات العملاء في مختلف البلدان.
تركز الشركة على الابتكار والتطوير المستمر، مع إدخال منتجات جديدة ومثيرة تلبي كل أذواق النساء العصريات، وتخطط لتكون من العلامات التجارية الرائدة عالميًا في مجال التجميل والعناية الشخصية.
شاهدي أيضاً: فستان زفاف دكتورة يومي: إطلالات ملكية ساحرة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.