لفتت الفنانة شيرين الأنظار وتصدرت محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي بعد عرض حلقتها مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامج "معكم" على قناة ON، حيث قدّمت للجمهور حكايات شخصية لم تُرو من قبل، أبرزها قصة اسمها الحقيقي "أشجان" الذي ترك بصمة خاصة في حياتها قبل أن تتخلى عنه لصالح اسمها الفني المعروف.

الحلقة التي حظيت بنسبة مشاهدة مرتفعة تخللتها لحظات طريفة ومؤثرة، جمعت بين ذكريات البدايات الفنية والمواقف الإنسانية التي شكلت ملامح شخصيتها أمام الجمهور.

اسم ثقيل وموقف مسرحي طريف

خلال اللقاء، روت شيرين تفاصيل طريفة عن سبب تغيير اسمها، موضحة أن "أشجان" كان اسمها منذ الولادة، وأن والدتها واجهت صعوبة في مناداتها باسم آخر.

واستعادت ذكرى من بداياتها المسرحية عندما حضرت مع والدتها عرض "المتزوجون"، وكانت تسبقها في الدخول إلى المسرح، فنادت عليها الأم باسمها الأصلي، ما دفعها للالتفات والتنبيه قائلة إنه إذا نادتها به مجددًا فلن ترد، مطالبة بمناداتها بـ"شيرين" حتى يتعرف عليها الناس بالاسم الجديد الذي بدأت تستخدمه في الوسط الفني.

من مقترح فني إلى هوية جديدة

أوضحت شيرين أن تغيير الاسم لم يكن فكرة شخصية بحتة، بل جاء بناءً على نصيحة من زملاء ومخرجين في بداية مسيرتها، رأوا أن "أشجان" اسم كبير وثقيل على شابة تخطو خطواتها الأولى في التمثيل، وأن اسمًا فنيًا أكثر بساطة سيكون أقرب للجمهور.

فوقع اختيارها على "شيرين"، ليصبح منذ ذلك الحين علامة مميزة ارتبطت بها في كل أعمالها، سواء في المسرح أو السينما أو الدراما التلفزيونية.

موقف المعهد وأستاذ اللغة العربية

كما تحدثت عن واقعة لا تُنسى خلال أول أيام دراستها في المعهد، حين طلب أستاذ اللغة العربية من الطلاب التعريف بأنفسهم، وحين ذكرت اسمها "أشجان"، طلب منها الوقوف وبقيت هكذا نحو ثلاث ساعات.

وطرَح عليها سؤالًا ساخرًا عمّا إذا كان والدها حزينًا لقدومها إلى الدنيا ليمنحها اسمًا يحمل معنى الحزن. هذه الواقعة، التي ظلت عالقة في ذاكرتها، كانت بداية وعيها بأن اسمها يثير الفضول والجدل في آن واحد.

أم كلثوم وراء الاسم

أكدت شيرين أن اختيار والدها للاسم لم يكن عشوائيًا، بل كان نابعا من عشقه الكبير للفنانة الراحلة أم كلثوم.

فعندما استمع إليها تغني كلمة "أشجاني" في إحدى روائعها، قرر أن يمنح ابنته هذا الاسم، معتبرًا أنه يحمل معاني عميقة مرتبطة بالمشاعر والأحزان الراقية.

شاهدوا تصريحات شيرين في حلقة معكم منى الشاذلي:

مسيرة أكاديمية وفنية متكاملة

تنتمي شيرين إلى جيل من الفنانات اللواتي جمعن بين التحصيل الأكاديمي والتكوين الفني، إذ حصلت على ليسانس الحقوق، وتخرجت في المعهد العالي للباليه، قبل أن تتجه إلى التمثيل أواخر سبعينيات القرن الماضي. بدأت بأدوار صغيرة في الدراما التلفزيونية، لكنها سرعان ما خطفت الأنظار عام 1980 من خلال بطولتها لمسلسل "عيون".
وعلى خشبة المسرح، حققت نقلة نوعية عندما وقع عليها الاختيار لتحل محل الفنانة هويدا في بطولة مسرحية "المتزوجون"، وهو الدور الذي رسّخ اسمها لدى جمهور المسرح العربي.

أدوار تركت أثرًا في الجمهور

طوال مسيرتها، قدّمت شيرين أدوارًا متعددة في المسرح والسينما والتلفزيون، وغالبًا ما جسدت شخصية المرأة المثالية، ما جعلها قريبة من قلوب المشاهدين. وفي عام 2017، عادت بقوة عبر مسلسل "سابع جار"، إلى جانب نخبة من الفنانين منهم رحمة حسن ودلال عبدالعزيز، لتثبت قدرتها على مواكبة الأجيال الجديدة والحفاظ على حضورها الفني المميز.