فن / اليوم السابع

فى اليوم العالمى لملك الغابة.. قصة زئير أسد بنى امبراطورية هوليوود

كتب خالد إبراهيم

الأحد، 10 أغسطس 2025 05:47 م

من عصر هوليوود الذهبى إلى الأفلام الرقمية الرائجة اليوم، أصبح زئير أسد MGM المهيب أحد أشهر الرموز فى تاريخ السينما، هذا الأسد الزئير، الذى ظهر فى شارة البداية لأفلام MGM، ليس مجرد رمز لإرث الاستوديو، بل هو أيضا قصة آسرة عن الشجاعة والبراعة فى الاستعراض، ولحظة فارقة فى تاريخ السينما، حيث تم التقاط أول زئير للأسد عام 1928، فى وقت كانت فيه تكنولوجيا الصوت تحدث ثورة فى صناعة السينما، وبينما أذهل المنتج النهائى الجماهير لما يقرب من قرن، تكشف قصة إنتاجه عن مزيج من الابتكار الجريء والتخطيط الدقيق، مما يبرز مدى ما وصلت إليه هوليوود من سحر سينمائى، وبمناسبة اليوم العالمى للأسد ، نستعرض قصة أسد هوليود.

 

السينما الصامتة

منذ تأسيس الاستوديو عام 1924، استخدمت MGM ما لا يقل عن 7 أسود لتمثيل علامتها التجارية، بدأ هذا التقليد مع سلاتس، أول أسد ظهر فى عصر الأفلام الصامتة ، لم يكن سلاتس يزأر، إذ لم تكن تقنية الصوت المتزامن قد تطورت بعد، بل صور كشخصية صامتة وملكية، ترمز إلى القوة والكرامة.

 

السينما الناطقة

مع ظهور الأفلام الناطقة فى أواخر عشرينيات القرن الماضى، أدركت MGM ضرورة تكييف شعارها مع عصر الصوت الجديد، الاستوديو عن أسد يصدر زئيرا قويا يأسر الجمهور ويبرز قوة أفلامهم، وهنا يأتى دور جاكى، الأسد الثانى فى تاريخ MGM ونجم التسجيل الشهير لعام 1928.

 

رُبى جاكى على يد مدربه ومربيه، حرصا على أن يكون ملما بالوجود البشرى، وأن يكون أليفا نسبيا بمقاييس الحيوانات البرية، على الرغم من ذلك، اعتبرت فكرة تصوير زئير أسد حقيقى أمرا جريئا وخطيرا، ولتصوير الفيلم، جهزت شركة MGM موقع تصوير مفتوحا، وكان جاكى فى مركزه، كان الهدف هو تصوير زئيره الطبيعى لشعار الاستوديو الجديد المجهز صوتيا، ولتجنب التوتر، قرر الفريق عدم تقييد جاكى أو تقييده، مما سمح له بالتجول بحرية أثناء التصوير، وبينما ضمن هذا شعور الأسد بمزيد من الراحة، فقد كان يعنى أيضا أن الطاقم كان على مقربة من حيوان مفترس لا يمكن التنبؤ بسلوكه، وفقا لما نشره موقع Vocal.

 

ساد التوتر موقع التصوير بينما كان جاكى، وهو أسد بالغ، يتجول فى المكان، وظل مدربه قريبا، مستخدما إيماءات وأوامر مهدئة لإبقائه مسترخيا، ورغم الاحتياطات، أثار وجود أسد طليق قلق الطاقم، وهو أمر طبيعى ومفهوم.

 

سار التصوير بسلاسة، بفضل خبرة المدرب وخبرة جاكى فى التعامل مع البشر، وعندما بدأت الكاميرات، أطلق جاكى زئيرا رائعا صداه فى أرجاء الموقع، مشكلا تسجيلا مثاليا لشعار MGM فى تلك اللحظة، ولدت أيقونة سينمائية .

 

على مر السنين، زينت قصة زئير أسد MGM بالأساطير، وتزعم إحدى القصص الشائعة أن الأسد كان مقيدا بسلاسل غير مرئية أو مخدرا أثناء التصوير، لكن هذه الروايات غير دقيقة، حيث حرص مدرب جاكى، مدركا سلوك الأسد ومزاجه، على معاملة الحيوان بعناية واحترام، كذلك هناك اعتقاد خاطئ آخر سائد وهو أن تصوير الزئير كان عملية فوضوية وخطيرة، فبينما كان طاقم العمل متوترا، حافظ مدرب جاكى على السيطرة طوال العملية، ولم تقع أى حوادث أثناء التصوير.

 

مهد نجاح هذه التجربة الجريئة الطريق لشركة MGM لتطوير شعارها على مر العقود، وقد تميز كل أسد متتالى بطابعه الفريد على ، إلا أن تسجيل جاكى عام 1928 لا يزال أحد أكثر إصدارات الشعار شهرة وخلودا.

 

أصبح أسد MGM رمزا للتميز فى صناعة الأفلام، مجسدا شعار الاستوديو "Ars Gratia Artis" وإلى جانب دوره كرمز للاستوديو، دخل زئير الأسد إلى الوعى الجمعى لجمهور السينما حول العالم، وتجسد صورة الأسد الزئير عظمة وطموح بدايات هوليوود، عندما لم تكن الاستوديوهات تخشى المخاطرة وتجاوز حدود الممكن، ويرمز زئير جاكى، الذى التقط فى فجر عصر الصوت، إلى انتقال الصناعة إلى عصر جديد من سرد القصص.

 

فى حين استبدلت التكنولوجيا الحديثة الحيوانات الحية بإعادة تمثيلها رقميا، لا يزال إرث أسد MGM قائما، ويستخدم الإصدار الحالى من الشعار صورا مولدة حاسوبيا (CGI) لتصوير أسد يزأر، مما يضمن سلامة البشر والحيوانات على حد سواء، مع الحفاظ على الصور الأيقونية التى يعرفها الجمهور ويحبها.

 

قصة زئير أسد MGM ليست مجرد حكاية من تاريخ هوليوود، بل هى شهادة على الإبداع والعزيمة والرؤية التى ميزت بدايات السينما، من الطاقم الشجاع الذى صور زئير جاكى المهيب عام 1928 إلى إعادة تمثيله بتقنية CGI الحديثة، لا يزال أسد MGM يلهم الرهبة والعجب.

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا