شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلاً واسعاً مع وصية الصحفي الفلسطيني أنس الشريف، مراسل شبكة الجزيرة، والتي كُشف عنها عقب مقتله في قصف إسرائيلي استهدف خيمة للصحفيين قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة.
الهجوم أسفر عن استشهاده إلى جانب زميله محمد قريقع وعدد من المصورين، لتتحول كلماته الأخيرة إلى رسالة إنسانية عميقة تجاوزت حدود الجغرافيا والسياسة.
حياة على درب الكلمة الحرة
في وصيته التي دوّنها قبل أشهر من رحيله، تحدث الشريف عن مسيرته منذ نشأته في مخيم جباليا للاجئين، حيث حلم بالعودة مع أسرته إلى مسقط رأسهم في عسقلان، لكنه أيقن أن مشيئة الله قدّرت له طريقاً آخر.
كما أشار إلى أن حياته امتلأت بالمواقف الصعبة والفقد المتكرر، لكنه ظل متمسكاً بمهنته كناقل للحقيقة، لا يحيد عنها ولا يقبل بتزييفها أو تحريفها، مهما كانت التحديات أو المخاطر.
كما خصص الشريف مساحة كبيرة من كلماته للحديث عن فلسطين، واصفاً إياها بأغلى ما يملكه المسلمون وأعز ما يعتز به الأحرار. دعا إلى الوفاء لأرضها وشعبها، وإلى عدم السكوت أمام معاناة الأطفال الذين لم يُتح لهم أن يعيشوا أحلامهم في أمان، بعد أن حصدتهم الغارات والقنابل. حث الجميع على أن يكونوا جسوراً لعبور المحنة نحو الكرامة والحرية، وألا تقيدهم حدود أو تمنعهم قيود من دعم الحق الإنساني.
نداء إلى الأسرة والأحبة
لم ينس الشريف أن يوجه كلماته لأسرته الصغيرة والكبيرة. تحدث عن ابنته شام التي لم يسعفه العمر ليشاهدها تكبر، وعن ابنه صلاح الذي كان يتمنى أن يرافقه في الحياة حتى يشتد عوده ويكمل مسيرة والده.
كما أبدى امتنانه لوالدته التي كانت دعواتها زاده الروحي وحصنه في مواجهة المصاعب، كما أثنى على زوجته التي صبرت على فترات الغياب الطويلة، وبقيت ثابتة في دعمها، حاملة عبء الحياة في غيابه بإيمان وقوة.
أكد الشريف في وصيته أنه يرحل ثابتاً على المبدأ، راضياً بقضاء الله، ومؤمناً أن ما ينتظره عند الله خير مما تركه في الدنيا.
ودعا أن يكون دمه نوراً يضيء درب الحرية لأبناء شعبه، وأن يُغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، كما طلب من كل من عرفه أو سمع عنه أن يدعو له بالرحمة والمغفرة.
تفاعل إنساني واسع
انتشرت الوصية بسرعة لافتة على منصة "إكس"، حيث شاركها صحفيون ومستخدمون من مختلف الدول.
وصفها البعض بأنها صرخة إنسانية تذكّر العالم بأن الصحفيين في مناطق النزاع يعيشون بين احتمال البقاء أو الرحيل في أي لحظة. وأكد آخرون أن الشريف لم يكن يحمل بندقية، لكنه امتلك سلاحاً أقوى، يتمثل في الكلمة الصادقة والصورة التي تعكس الواقع بلا رتوش.
واعتبر متابعون أن وصية أنس الشريف تمثل إرثاً أخلاقياً ومهنياً للأجيال القادمة من الصحفيين، فهي توثق رحلة إنسان لم يتخل عن رسالته رغم إدراكه للخطر المحدق به.
وتفاعلت الإعلامية خديجة بن قنة مع خبر وفاة أنس الشريف ووصيته المؤلمة، وأعربت إلى جانب مئات المدونين عن حسرتهم وغصتهم لفقدان الشاب الذي أدى أمانة مهنته على مدار أشهر الحرب العجاف الطويلة.
وبينما غاب جسده عن الميدان، بقيت كلماته شاهدًا على أن الصحافة في جوهرها رسالة إنسانية، هدفها نقل الحقيقة وخدمة الإنسان، حتى في أكثر اللحظات قسوة.
شاهدي أيضاً: أزمات واجهتها هدى قطان بسبب دعم غزة
شاهدي أيضاً: يسرا: ما يحدث لأطفال غزة وحشية لا يمكن وصفها
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.