اهتزت الساحة الفنية في مصر بعدما خرجت لبنى ياقوت، طليقة المجرم المعروف إعلاميًا بـ"سفاح التجمع"، بمطالبة علنية بوقف تصوير الفيلم الذي يتناول قصة طليقها، من بطولة الفنان أحمد الفيشاوي، وتأليف وإخراج محمد صلاح العزب وإنتاج أحمد السبكي. وجاءت تصريحاتها محمّلة بالقلق على مستقبل ابنها النفسي والاجتماعي، معتبرة أن تحويل تلك القضية إلى عمل سينمائي قد يدمّر حياة الطفل ويدفعه إلى العزلة. اعتراض أسرة السفاح على تجسيد القصة أوضحت لبنى ياقوت، في مقطع مصوّر بثته عبر منصاتها على "تيك توك"، أن القاتل نال عقوبته بالفعل، ولا ينبغي أن يظهر في عمل فني على هيئة بطل. وشدّدت على أن الفيلم يضفي هالة غير مبرّرة على شخصية ارتكبت جرائم وحشية، وهو ما ترفضه تمامًا، مشددة على أن المجرم لا يستحق البطولة. وأضافت أن ظهور القصة بهذا الشكل قد يحوّل حياة ابنها إلى جحيم، إذ سيصبح موصومًا بماضي والده، ما قد يجعله بلا أصدقاء ويحرمه من حياة طبيعية. مناشدة للحصول على دعم قانوني طالبت لبنى المحامين والمتخصصين بتقديم المشورة لها حول السبل القانونية المتاحة لوقف تصوير الفيلم، مؤكدة أنها عازمة على المضي في الإجراءات الرسمية لحماية ابنها. واعتبرت أن هذه الخطوة تمثل دفاعًا مشروعًا عن حق الطفل في أن يعيش بعيدًا عن الأضواء الثقيلة للقضية التي شغلت الرأي العام في مايو 2024، حينما تورط والده في قتل ثلاث فتيات في منطقة التجمع. شاهدوا طليقة سفاح التجمع تطالب بوقف فيلم أحمد الفيشاوي: إعلان الفيشاوي عن الفيلم في المقابل، كان الفنان أحمد الفيشاوي قد أثار اهتمام الجمهور حين أعلن عبر حساباته الرسمية عن بدء التحضيرات لشخصية رئيسية في الفيلم، حيث ظهر في مقطع فيديو وهو يتدرّب على تفاصيل الدور. ونشر كذلك صورًا من الكواليس، مشيرًا إلى أن الفيلم سيُعرض قريبًا، بينما تولى العزب كتابة النص والإخراج، في حين تكفّل أحمد السبكي بإنتاج العمل بإشراف كريم السبكي. تفاصيل مستوحاة من واقعة حقيقية الفيلم يستند إلى قصة حقيقية هزّت المجتمع المصري العام الماضي، بعدما عُرف الجاني إعلاميًا باسم "سفاح التجمع". القضية التي انتهت بإصدار محكمة استئناف جنايات القاهرة حكمًا نهائيًا بالإعدام في ديسمبر 2024، تحولت إلى مادة مثيرة للجدل، وجذبت صناع السينما لاستلهام أحداثها في عمل درامي مليء بالإثارة والغموض. الجدل حول تحويل الجرائم إلى مادة فنية أثار الإعلان عن الفيلم موجة واسعة من النقاش، بين مؤيد يرى أن السينما لها دور في توثيق الأحداث الكبرى وتحويلها إلى مادة فنية تحمل رسائل اجتماعية، ومعارض يرى أن تقديم شخصية قاتل بهذه الصورة يمنحه مساحة من التعاطف غير المبرر، ويُعيد فتح جراح أسر الضحايا والمحيطين بالقضية. وفي خضم هذه الآراء، جاءت أصوات ذوي المتهم، وعلى رأسهم طليقته، لتزيد من سخونة الجدل. شارك المخرج محمد صلاح العزب الصور الأولى من تحضيرات الفيلم عبر حسابه على "فيسبوك"، حيث ظهر الفيشاوي في مظهر مقارب لشخصية السفاح الحقيقية. ولفتت الصور أنظار المتابعين للتشابه الكبير بين الشكل الذي تبناه الممثل وما ظهر في محاضر التحقيقات ووسائل الإعلام خلال القضية، ما زاد من حدة الانتقادات التي تطالب بعدم إضفاء طابع بطولي على شخصية مدانة بجرائم قتل. خوف متصاعد على مستقبل الطفل الجانب الأكثر حساسية في هذه الأزمة يظل مرتبطًا بالطفل، إذ تصر طليقته على أن عرض الفيلم سيترك آثارًا سلبية طويلة المدى على حياته. فبحسب وصفها، سيجعل منه شخصًا منبوذًا وسط أقرانه، وقد يعرّضه للتنمر أو فقدان الثقة في المجتمع من حوله. هذه المخاوف دفعتها إلى طرق جميع الأبواب، من المنصات الإلكترونية إلى المناشدات القانونية، في محاولة لإيقاف الفيلم قبل عرضه.