تداولت مصادر فنية مؤخرًا أن المخرج المسرحي السوري البارز، الدكتور سامر عمران، قد تم تشخيصه بـ سرطان البنكرياس، مما دفعه للدخول إلى المستشفى وبدء سلسلة من جلسات العلاج الكيميائي. ويقضي عمران هذه الأيام فترة نقاهة في منزله بعد خضوعه لست جرعات علاجية حسب ما أوضحته تقارير فنية موثوقة. وقد عبرت نقابة الفنانين السوريين عن أمنياتها بسلامة الزميل سامر عمران، متمنّين له الشفاء السريع، في لفتة تجسد حجم الاحترام والتضامن الذي حظي به من الوسط الفني. من هو سامر عمران؟ ولد سامر عمران في سوريا وبدأ رحلته الفنية من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، حيث نال البكالوريوس في التمثيل عام 1991. سافر إلى ألمانيا ليدرس "البوثو" أي فن المسرح الحركي، ثم واصل تعليمه في بولونيا بإيطاليا لينال درجة الدكتوراه عام 1998 بأطروحة عن العلاقة بين الجسد والفراغ في المسرح. بحلول عام 2002، تولّى عمران منصب عميد قسم التمثيل في المعهد ذاته، وشارك بتدريس مادة التمثيل والإيماء، مؤكدًا من خلال محطات تربوية حرصه على تطوير المسرح في سوريا وصناعة أجيال جديدة من الفنانين. أعماله في المسرح أخرج عمران عددًا من المسرحيات التي رسخت حضوره كأحد أبرز المخرجين السوريين، منها عيد ميلاد طويل الذي حصل بفضله على جائزة القناع الذهبي في مهرجان الفجر، إضافة إلى مسرحيات الحدث السعيد، المهاجران، حسب تقديرك، وعروض مبتكرة مثل خارج السيطرة و3021، التي ركز من خلالها على التجريب الفني ودمج الأداء الحركي مع الدراما. مشاركاته السينمائية لم يقتصر حضور عمران على المسرح، بل شارك في عدد من الأفلام السينمائية المهمة التي نالت صدى واسعًا، منها دمشق مع حبي، الرابعة بتوقيت الفردوس، أنا وأنت وأمي وأبي، ورحلة يوسف. وقد عكست هذه المشاركات قدرته على التلون بين الشخصيات العاطفية والإنسانية والرمزية. حضوره التلفزيوني كان لسامر عمران حضور بارز في الدراما التلفزيونية السورية عبر عدة أعمال تاريخية واجتماعية. من أبرز مسلسلاته جريمة في الذاكرة، الفوارس، صلاح الدين الأيوبي، هولاكو، سيف بن ذي يزن، الخيط الأبيض، أهل الغرام الجزء الأول، لورنس العرب، القربان، ونبتدي منين الحكاية. تنوع هذه الأدوار أثبت قدرته على الانتقال بين الشخصيات الدرامية المختلفة بخبرة واحترافية. تفاصيل حالته الصحية في أغسطس 2025، كشفت تقارير فنية أن سامر عمران يعاني من سرطان البنكرياس، وقد تلقى حتى الآن خمس إلى ست جرعات علاج كيميائي. ويقضي المخرج حاليًا فترة تعافٍ في منزله تحت رعاية طبية دقيقة، مع التزامه بالهدوء والراحة اللازمة. هذا الخبر شكل صدمة كبيرة لجمهوره وزملائه، إذ يعتبر عمران واحدًا من القامات الفنية والأكاديمية المؤثرة في سوريا. وقد أكدت نقابة الفنانين السوريين دعمها الكامل له، في الوقت الذي تواصل فيه رسائل التضامن والدعوات له بالشفاء من جمهور الفن في سوريا والعالم العربي. إرث ثقافي وفني رصين يصنف سامر عمران كأحد أعمدة المسرح السوري، إذ جمع بين عمله الأكاديمي والفني، وأسهم في تطوير مناهج التعليم المسرحي وإعداد أجيال من الممثلين والمخرجين. كما تميزت أعماله المسرحية بالعمق الفكري والبعد الإنساني والسياسي، ما جعلها تترك بصمة خاصة في المشهد الثقافي السوري. رحلة عمران الفنية تشهد على قدرته في الجمع بين الإبداع والتجريب، وقدرته على جعل المسرح وسيلة للتعبير عن قضايا الإنسان والمجتمع. وهو ما أكسبه مكانة كبيرة في الوسط الفني، وسمعة تليق بمسيرته الطويلة. المخرج سامر عمران يقف المخرج سامر عمران اليوم أمام تحد جديد مع مرض السرطان، إلا أن مسيرته المليئة بالإبداع والعمل الأكاديمي تمنحه رصيدًا كبيرًا من الحب والدعم. وبين تجربته الفنية الطويلة ورسالته الإنسانية، يبقى حاضرًا في وجدان جمهوره وزملائه، الذين يتطلعون إلى تجاوزه لهذه المحنة وعودته لمسرحه وطلابه، ليستكمل رحلته مع الإبداع والعطاء. شاهدي أيضاً: قبل كندة علوش: أحدث المشاهير الذين واجهوا السرطان شاهدي أيضاً: أكتوبر الوردي مشاهير عالميون واجهوا سرطان الثدي: منهم رجال!