أعادت ساحات القضاء مؤخرًا فتح ملف ميراث الإعلامي الراحل وائل الإبراشي، بعد نزاع طويل بين أسرته من جهة وأرملته وابنته من جهة أخرى، وهو النزاع الذي استمر منذ وفاته في يناير 2022 وظل متصاعدًا حتى صدر حكم محكمة استئناف القاهرة في أغسطس 2025.

الحكم القضائي لصالح ابنة وائل الإبراشي

قضت محكمة استئناف القاهرة في الدعوى رقم 4955 لسنة 142 قضائية، برفض الطعن الذي تقدمت به شقيقة وائل الإبراشي، هدى حسن محمود، والتي طالبت بإبطال عقد تنازل الراحل عن إحدى أملاكه لصالح ابنته الوحيدة.

المحكمة استندت في قرارها إلى تقارير طبية ومستندات رسمية أثبتت أن الراحل لم يكن في حالة مرض موت عند تحرير التنازل، وهو ما يجعل التصرف صحيحًا ونافذًا. وبذلك، أيدت المحكمة حكم أول درجة القاضي بصحة العقد ورفض الدعوى.

موقف أرملة وائل الإبراشي وابنته

سحر الإبراشي، أرملة الإعلامي، عبرت عن ارتياحها للحكم رغم وصفها له بالمؤلم، مؤكدة أن الأمر يتعلق بحق طفلة قبل أن يكون نزاعًا ماليًا.

وأوضحت أن ابنتها جيلان فوجئت باستدعاءات قضائية وهي قاصر، ما سبب لها صدمة نفسية، مشيرة إلى أن الحكم منحها شعورًا بالإنصاف بعد فترة طويلة من التوتر العائلي.

الاتهامات المتبادلة بين الطرفين

لم تتوقف الأزمة عند النزاع القضائي فقط، بل امتدت إلى تبادل اتهامات علنية. الأرملة صرحت بأن شقيقة الراحل حصلت على دعم مادي واسع من وائل خلال حياته، إذ وفر لها ولأبنائها شققًا وتجهيزات وتعليمًا، معتبرة أن محاولة الطعن في حق ابنته يناقض ما حصلوا عليه سابقًا. وأكدت أن الأموال التي تركها زوجها كانت مخصصة بالأساس لرعاية ابنته الوحيدة.

في المقابل، رأت شقيقة الإبراشي أن التنازل تم خلال فترة مرضه الأخيرة، وزعمت أنه لم يكن في وضع يسمح له باتخاذ قرارات مصيرية، غير أن المحكمة رفضت هذه الادعاءات لغياب السند القانوني والطبي.

جذور الأزمة منذ عام 2023

تعود بداية الخلافات العائلية إلى الذكرى الأولى لرحيل وائل الإبراشي في يناير 2023، حين تصاعد التوتر بين أرملته وعائلته.

آنذاك، طالبت الأسرة بعدم إقامة أي ترتيبات خاصة على المقابر لإحياء الذكرى، وهو ما اعتبرته سحر تدخلاً في خصوصياتها. كما انتشرت على مواقع التواصل روايات متضاربة حول فترة مرض الراحل، حيث اتهمتها شقيقته بالتقصير في رعايته، فيما ردت الأرملة بأن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة.

تفاصيل مثيرة للجدل

سحر الإبراشي كشفت في أكثر من مناسبة أن الخلافات امتدت إلى تفاصيل شخصية دقيقة، منها محاولة الأسرة الحصول على هاتف زوجها بعد الوفاة، واتهامات بتسريب رقمه لمواقع مشبوهة.

كما أوضحت أن ابنتها عانت من حالة اكتئاب في رمضان الأول بعد وفاة والدها بسبب انقطاع تام في التواصل من جانب العائلة.

من ناحية أخرى، أكدت أرملة وائل الإبراشي، سحر، أن زوجها كان يتكفل بشكل كامل بمصاريف شقيقته وأبنائها، حيث وفر لهم شققًا وتهيئة المناخ المناسب للمعيشة، كما تكفل بزواج بناتها بالكامل، من تجهيزات وعُرس ومصاريف تعليمهم، بالإضافة إلى توفير فرص عمل لأبناء العائلة.

وأوضحت أن كل هذه المصروفات كانت جزءًا من اهتمامه بالأسرة، وأنه لم يكن يميّز بين ابنته الوحيدة وافراد العائلة الآخرين في العطاء، ما يجعل محاولة شقيقته الطعن في ميراث الابنة محل النزاع غير مبررة، لكونها قد حصلت مسبقًا على دعم مالي واسع من الراحل، بينما لم تتلق ابنة وائل أي تجهيزات مماثلة بعد وفاة والدها.