فن / ليالينا

مرح جبر: وجه أيقوني في الدراما السورية عبر العقود

ولدت الفنانة السورية مرح جبر في دمشق عام 1969، وسط عائلة فنية كبيرة ارتبط اسمها بالدراما والمسرح السوريين. فهي ابنة الممثل المعروف ناجي جبر، ووالدتها هي هيفاء واصف شقيقة النجمة الكبيرة منى واصف، أي أن الفن شكل ملامحها منذ الطفولة، وصار جزءًا لا يتجزأ من هويتها. هذا الإرث العائلي العريق جعلها تكبر وهي محاطة بالأعمال المسرحية والتلفزيونية، ما مهد الطريق أمامها لاختيار التمثيل مهنة وشغفًا.

البدايات الفنية في زمن ذهبي للدراما السورية

دخلت مرح جبر عالم الفن في أواخر الثمانينيات، حيث شاركت في عدد من الأعمال التلفزيونية التي كانت تعكس قوة الدراما السورية آنذاك. من أبرز بداياتها جذور لا تموت عام 1988، الذي وضعها على خريطة النجوم الواعدين. ومع مطلع التسعينيات، ازدادت مشاركاتها وأثبتت حضورها كوجه درامي قادر على تجسيد أدوار مركبة بمهارة عالية.

الانتشار والشهرة

لم تتأخر مرح جبر في حجز مكانها بين نجمات الدراما السورية، خاصة مع مشاركتها في أعمال تاريخية واجتماعية تركت بصمة في ذاكرة المشاهدين. تألقها في مسلسل أبو كامل بجزأيه الأول والثاني جعلها تحظى بجماهيرية واسعة. كما لفتت الأنظار بأدائها المتنوع الذي سمح لها بالتنقل بين أدوار الفتاة البسيطة والمرأة القوية وصاحبة المواقف الصعبة.

حضورها في الأعمال التاريخية والاجتماعية

عرفت مرح جبر بتقديمها شخصيات تنتمي إلى بيئات مختلفة، من الأحياء الدمشقية القديمة إلى المجتمعات الريفية، إضافة إلى الأعمال البدوية والتاريخية.

ومن أبرز أعمالها: باب الحارة في جزئه الرابع بدور أم ظافر، وصقر قريش، والزير سالم، والعبابيد. هذه الأعمال جعلتها من الأسماء البارزة التي ساهمت في ترسيخ الدراما السورية كقوة إبداعية في العالم العربي.

تتسم أدوار مرح جبر بقدرتها على التعبير الجسدي والوجداني العميق. فهي تجيد تقديم شخصيات تحمل صراعًا داخليًا، وتعتمد على الأداء الواقعي بعيدًا عن المبالغة. هذا النمط جعلها قريبة من المشاهد، حيث يشعر الجمهور بصدق أدوارها وعمقها.

الجرأة في المواقف والتصريحات

إلى جانب موهبتها الفنية، اشتهرت مرح جبر بجرأتها في التعبير عن آرائها، حتى لو كلّفها ذلك انتقادات أو خلافات. فقد تحدثت أكثر من مرة عن رفضها بعض القيود، كما لم تتردد في الدفاع عن مواقفها المتعلقة بالحرية الشخصية والفنية. هذه الجرأة جعلتها محط جدل أحيانًا، لكنها في الوقت نفسه أكسبتها احترام شريحة واسعة من الجمهور التي رأت فيها فنانة حقيقية لا تفصل بين حياتها ومبادئها.

مسيرتها السينمائية

إلى جانب الدراما، شاركت مرح جبر في أعمال سينمائية سورية، منها الليل الطويل الذي أثار ضجة كبيرة عند عرضه بسبب جرأته السياسية والفكرية. هذا العمل عزز صورتها كفنانة لا تخشى خوض تجارب جديدة أو المشاركة في أعمال تحمل رسائل عميقة.

غياب وعودة

شهدت مسيرة مرح جبر بعض فترات التراجع عن ، حيث غابت لسنوات لأسباب شخصية وفنية. لكن عودتها كانت دائمًا محملة بالحضور القوي، إذ عرف عنها أنها لا تختار إلا الأعمال التي تضيف لمسيرتها. وفي كل مرة تعود فيها، كانت تلفت الأنظار بقوة الشخصية التي تقدمها.

الحياة الشخصية وعلاقتها بالفن

رغم انتمائها لعائلة فنية، إلا أن مرح جبر كانت حريصة على إثبات نفسها بعيدًا عن اسم العائلة. لطالما أكدت أن الموهبة هي ما يجعل الفنان يستمر، وليس مجرد الإرث العائلي. علاقتها بأختها الممثلة ليلى جبر، وعمّتها منى واصف، كانت دائمًا محل اهتمام الجمهور، إذ تشكل هذه العائلة واحدة من أبرز العائلات الفنية في .

تحدي الظروف السياسية والاجتماعية

خلال سنوات الحرب في سوريا، عانت الدراما السورية من التراجع، وهو ما انعكس على أعمال الكثير من الفنانين. ومع ذلك، استمرت مرح جبر في تقديم نفسها على الساحة، سواء داخل سوريا أو عبر مشاركاتها في أعمال مشتركة. كانت دائمًا تركز على أهمية استمرار الفن كوسيلة للتعبير عن قضايا الناس، رافضة أن يتحول الفنان إلى مجرد أداة دعائية.

إرث فني متجدد

اليوم، وبعد أكثر من ثلاثة عقود في الوسط الفني، تعتبر مرح جبر واحدة من أيقونات الدراما السورية. إطلالاتها القليلة على الإعلام جعلتها أكثر غموضًا بالنسبة للبعض، لكنها في كل مرة تظهر فيها، تثبت أنها لا تزال فنانة قادرة على خطف الأضواء. أعمالها ما زالت تعرض على القنوات العربية وتحظى بمتابعة واسعة، ما يعكس عمق بصمتها الفنية.

مرح جبر

مرح جبر ليست مجرد ممثلة سورية، بل حالة فنية متكاملة تجمع بين الإرث العائلي والموهبة الفردية والجرأة في المواقف. عبر مسيرتها الحافلة، قدمت عشرات الأعمال التي شكّلت ذاكرة لجيل كامل من المشاهدين. وبفضل صدقها الفني ومواقفها الواضحة، تظل مرح جبر واحدة من أبرز النجمات اللاتي ساهمن في صناعة الدراما السورية وإبرازها على الساحة العربية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا