خطفت الفنانة الأردنية-الفلسطينية سجى كيلاني الأنظار على السجادة الحمراء في الدورة الـ82 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي 2025، بسبب الرسالة القوية التي حملتها إطلالتها خلال العرض العالمي الأول لفيلم "صوت هند رجب" The Voice of Hind Rajab.

سجى كيلاني توجه رسالة قوية بإطلالتها

ظهرت سجى كيلاني بفستان أسود طويل من تصميم فرح حوراني، بطول 12 قدماً، صُمم لها خصيصاً لكي يرمز إلى 12 يوماً بقي فيها جسد الطفلة الفلسطينية هند رجب، البالغة من العمر 5 سنوات، داخل السيارة بعد مقتلها على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل أن يتمكن فريق الإنقاذ من الوصول إليها.

وفي الوقت ذاته، تم تطريز القفازات السوداء التي ارتدتها برقم 12 باللغة العربية، كما حملت الأقراط الماسية التي ارتدتها الأحرف الأولى من اسم الطفلة هند رجب، وهما حرفا الهاء والراء، من توقيع علامة Bilarabi للمجوهرات.

عكس التصميم باللون الأسود الحداد، وانسدل بطبقات ثقيلة تحمل عبء الصمت والألم، والأيام التي قضتها هند رجب دون إنقاذ على الرغم من استغاثتها.

وخلال المؤتمر الصحفي الذي سبق عرض الفيلم، ظهرت سجى كيلاني بفستان مكون من توب باللونين الأبيض والأسود مستوحى من نقوش الكوفية الفلسطينية مع تنورة سوداء واسعة.

ونيابة عن الممثلين، ألقت سجى كيلاني كلمة إلى الحاضرين في المؤتمر الصحفي، حظيت بتصفيق حار منهم، حيث قالت: "اجعلوا صدى صوت هند رجب يتردد في العالم".

فيلم صوت هند رجب

يذكر أن فيلم "صوت هند رجب" عُرض في مهرجان فينيسيا السينمائي للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، والذي يسرد تفاصيل الساعات الأخيرة من حياة الطفلة الفلسطينية هند رجب التي قُتلت برصاص جنود الاحتلال في يناير 2024.

وينافس فيلم The Voice of Hind Rajab على جائزة الأسد الذهبي لمهرجان فينيسيا 2025 أمام 21 فيلمًا مشاركًا في المسابقة الرسمية، حيث أوضحت المخرجة كوثر بن هنية أن السينما تعد بالغة الأهمية من أجل توصيل صوت الناس، خاصة أن العالم تعامل مع قتلى غزة كأضرار جانبية، قائلة: "أجد هذا مهينًا جدًا".

وشددت بن هنية على أهمية الفيلم بالنسبة لها، خاصة حين استمعت إلى صوت هند رجب للمرة الأولى، إذ كان بالنسبة لها أعمق من مجرد صوت، واصفة إياه بصوت غزة طالبة المساعدة ولا أحد يستطيع التدخل.

قصة هند رجب تعز العالم

يذكر أن الطفلة هند رجب عُثر عليها داخل سيارة عائلتها التي مزقتها الرصاصات، بعد 12 يوماً من مقتلها بصحبة 6 من أفراد أسرتها في منطقة تل الهوى. وقدرت منظمة Forensic Architecture أن هناك 335 رصاصة أُطلقت على السيارة من قبل الجيش الإسرائيلي، حيث أمضت الطفلة الساعات الأخيرة لها في حالة من الرعب وهي تتوسل لمسعفي الهلال الأحمر من أجل إنقاذها.

تمكن الهلال الأحمر الفلسطيني من العثور عليها بعد 12 يوماً في مكان قريب من موقع مسعفيه الذين قُتلوا أثناء محاولاتهم تلبية نداء الطفلة.

أثار مقتل هند رحب تعاطفاً واسعاً من العالم، خاصة بعد أن سلط الفيلم الضوء على التسجيلات الأصلية لمكالمات الاستغاثة التي أطلقتها الطفلة، حيث أوضحت المخرجة كوثر بن هنية أنها حصلت على موافقة من عائلتها لاستخدامها في الفيلم.

أعلن المركز الوطني للسينما والصورة في تونس الأسبوع الماضي عن ترشيح فيلم "صوت هند رحب" للمنافسة على جائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم دولي خارج الولايات المتحدة وناطق بغير اللغة الإنجليزية.

لفت المركز إلى أنه تم اختيار الفيلم في الدورة الـ98 من الأوسكار، حيث أوضح في بيان: "أكاديمية علوم وفنون السينما الأمريكية رأت أن الفيلم يستجيب لكافة معايير الأهلية كما وردت في قواعد الترشيح".