أعلنت نقابة المهن الموسيقية في مصر عن إلغاء حفل النجم الأميركي ترافيس سكوت الذي كان من المقرر إقامته بالقرب من منطقة الأهرامات الأثرية، في خطوة أثارت موجة من الجدل والنقاش الحاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

خلفيات القرار

أوضحت النقابة أن إلغاء الحفل جاء بعد مراجعة دقيقة لطبيعة العروض التي يقدمها سكوت عادة على خشبة المسرح، حيث تبين أن بعض الفقرات والطقوس المصاحبة لأدائه تتعارض مع العادات والتقاليد المصرية.

وبناءً على ذلك، قررت النقابة سحب الترخيص الممنوح للحفل حفاظاً على الهوية الثقافية للبلاد ولضمان عدم المساس بالقيم المجتمعية.

المعايير المنظمة للحفلات

جاء القرار وفقاً لمجموعة من الضوابط والمعايير التي تحكم إقامة الفعاليات الفنية في مصر، وتشترط أن تحترم هذه الفعاليات القيم والأعراف المحلية. ورأت الجهات المعنية أن بعض ما يقدمه سكوت من عروض على المسارح العالمية لا ينسجم مع الطابع الثقافي المصري والعربي، مما جعل إقامة الحفل غير ملائم في هذا السياق.

دور مواقع التواصل الاجتماعي

كان للرأي العام على منصات التواصل الاجتماعي تأثير واضح في تعزيز قرار النقابة، إذ شهدت تلك المنصات خلال الأيام السابقة تداولاً واسعاً لصور ومقاطع من حفلات ترافيس سكوت السابقة، واعتبر كثير من المستخدمين أن مضمون هذه العروض يتنافى مع قيم المجتمع المصري. وقد أسهم هذا التفاعل الكبير في تأكيد ضرورة التحرك لإلغاء الحفل.

حماية الجمهور والهوية الثقافية

شددت النقابة على أن أولويتها هي حماية الجمهور وضمان تنظيم فعاليات موسيقية تراعي القيم الثقافية المصرية. وأكدت في بيانها أن أي حدث فني يقام على الأراضي المصرية يجب أن يلتزم بالهوية الوطنية ويحافظ على التقاليد والأعراف التي تشكل ملامح المجتمع، مشيرة إلى أن هذا القرار يعكس حرصها على التوازن بين الانفتاح الفني والحفاظ على الخصوصية الثقافية.

أزمات حفلات ترافيس سكوت في مصر

هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إلغاء حفل للنجم العالمي، ففي عام 2023، تم إلغاء حفل ووقتها أوضح محمد سراج، المدير التنفيذي لشركة تيكيتس مارشيه المنظمة لحفل مطرب الراب الأمريكي ترافيس سكوت،  تفاصيل جديدة حول مصير الحفل والغموض الذي يحيط به، خاصة بعد منع دخول المعدات اللازمة لإقامته بالقرب من الأهرامات.

أوضح سراج أن الوضع أصبح غير واضح بعد احتجاز معدات الحفل ومنع المنظمين من الدخول إلى الموقع المخصص لإقامة الحفل المقرر يوم 28 يوليو. وأشار إلى أن الموعد النهائي لدخول المعدات كان يوم الأربعاء الماضي، وأنه لو تم السماح بالدخول اليوم كان من الممكن تفادي الضغط الكبير على التنظيم، إلا أنه لم يحدث أي جديد، مع تزامن هذه الأزمة مع عطلات رسمية للجهات المعنية حتى يوم الأحد المقبل.

عدم وضوح سبب المنع

وقتها أكد سراج أن سبب منع دخول المعدات لا يزال مجهولاً، مشيراً إلى أن الشركة تمتلك كافة التصاريح اللازمة لإقامة الحفل. وأضاف أن نقابة المهن الموسيقية ليست الجهة المخوّلة لإلغاء الحفل أو منع دخول المعدات، وأن الأمر كله بيد الجهات الأمنية المختصة. وأوضح أن وجود أي مبرر رسمي وواضح لإلغاء الحفل لم يُعلن بعد، وأن أي إلغاء محتمل سيؤدي إلى خسائر كبيرة للمنظمين والجمهور.

موقف نقابة المهن الموسيقية

وتفاعل سراج مع موقف نقابة المهن الموسيقية من الحفل، مؤكداً أن النقابة كانت رحبت بإقامة الحفل وأنهم ينتظرون التصاريح الأمنية اللازمة، مضيفاً أن البيان الأخير للنقابة أكد ترحيبها بالفنان الأمريكي وأن الأمر خارج نطاق سلطتها. وأشار إلى أن أي إلغاء للحفل سيؤثر بشكل خاص على الجمهور الأجنبي، حيث يشكلون حوالي 50% من الحضور، وقد يفقد الكثير منهم فرصة استرداد قيمة تذاكر السفر.

تأثير الأزمة على الجمهور

أوضح سراج أن إلغاء الحفل بدون مبرر رسمي سيؤدي إلى أزمة كبيرة، خصوصاً مع وجود آلاف من الجمهور الذين قد يضطرون لتقديم شكاوى واسترداد مبالغ الطيران، وهو ما يزيد من تعقيد الأزمة ويضع المنظمين في موقف صعب.

يذكر أن حفل ترافيس سكوت، وقتها،  واجه جدلاً واسعاً منذ الإعلان عنه، بسبب حملات على مواقع التواصل الاجتماعي أعرب فيها البعض عن رفضهم لإقامة الحفل بالقرب من الأهرامات، مستندين إلى اتهامات غير دقيقة حول طبيعة عروضه على المسرح. وقد قام سكوت بنفسه بالتواصل مع الجهات المسؤولة لتوضيح أن الشائعات المتعلقة بممارسات غريبة خلال حفلاته غير صحيحة، وأن عروضه تتوافق مع المعايير الدولية المتعارف عليها في الحفلات الموسيقية.