أعلن الديوان الملكي السعودي، الثلاثاء، وفاة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء، بعد مسيرة طويلة امتدت لعقود كرّسها لخدمة العلم الشرعي والإفتاء ونصح الأمة وولاة الأمر. وفاة مفتي السعودية وجاء في بيان الديوان أن الصلاة على الفقيد ستقام بعد صلاة العصر في جامع الإمام تركي بن عبدالله بمدينة الرياض، فيما وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بأن تقام صلاة الغائب عليه في المسجد الحرام بمكة المكرمة، والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، وجميع مساجد المملكة. شاهدي أيضاً: وفاة الأمير سعود بن محمد بن تركي بن عبدالعزيز بن تركي آل سعود حضور ديني بارز وصف البيان الرسمي الشيخ الراحل بأنه من أعلام العلم الشرعي والإفتاء في المملكة والعالم الإسلامي، حيث قدّم طوال حياته عطاءً كبيراً في مجالات الفقه، الفتوى، التعليم، والخطابة، وكان له أثر بارز في توجيه المجتمع نحو الاعتدال والوسطية. واعتبر رحيله خسارة فادحة للساحة الدينية التي فقدت واحداً من أبرز مرجعياتها في العصر الحديث. نشأة ومسيرة علمية وُلد الشيخ الراحل عبدالعزيز آل الشيخ في مكة المكرمة الموافق 10 فبراير 1943م، يوم 6 صفر 1362هـ. نشأ يتيم الأب بعد وفاته وهو لم يتجاوز الثامنة من عمره، ليجد في القرآن الكريم والعلم الشرعي ملاذاً يوجه مساره منذ صغره. حفظ القرآن كاملاً عام 1373هـ على يد الشيخ محمد بن سنان، ثم واصل طلب العلم على أيدي كبار المشايخ والعلماء، حتى أصبح أحد أبرز علماء المملكة في القرن العشرين. ينحدر الشيخ من أسرة آل مشرف، وهي من الأسر العلمية العريقة التي تعود في نسبها إلى الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ما منح سيرته امتداداً راسخاً في تاريخ العلم والدعوة في الجزيرة العربية. المناصب والمسؤوليات بدأ الشيخ مسيرته العملية عام 1384هـ مدرساً في معهد إمام الدعوة العلمي، قبل أن يُعيّن إماماً وخطيباً لجامع الشيخ محمد بن إبراهيم بالرياض عام 1389هـ. وفي عام 1402هـ تولى إمامة وخطابة مسجد نمرة بعرفة، حيث استمر في إلقاء خطبة عرفة 35 عاماً متواصلة (1982–2015)، ليصبح صاحب أطول فترة في هذا المقام التاريخي المهم. عام 1407هـ انضم إلى هيئة كبار العلماء، وفي 1412هـ أصبح عضواً متفرغاً في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، كما تولى إمامة جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض. وفي عام 1416هـ صدر أمر ملكي بتعيينه نائباً للمفتي العام، قبل أن يُكلف في 29 محرم 1420هـ (1999م) بمنصب المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء، خلفاً للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله. ومنذ ذلك الحين ظل الراحل رمزاً للعلم والإفتاء وصوتاً مؤثراً في القضايا الدينية الكبرى داخل المملكة وخارجها. إرث علمي ودعوي لم يقتصر دور الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ على موقعه الرسمي، بل كان له حضور واسع في المحافل العلمية والندوات والمؤتمرات الإسلامية، وكان ضيفاً دائماً في البرامج الدينية عبر الإذاعة والتلفزيون السعودي، يجيب على استفسارات الناس ويبسّط المسائل الفقهية المعقدة بوضوح. كما كان له إسهام مهم في الإشراف على القضايا الشرعية الكبرى التي تتعلق بأحكام المجتمع والسياسة الشرعية، بالإضافة إلى دوره في هيئة كبار العلماء التي أصدرت عبر تاريخه قرارات وفتاوى شكلت مرجعية أساسية في الحياة العامة.ويؤكد مقربون منه أن الشيخ كان مثالاً للتواضع والزهد، رغم مكانته العلمية الرفيعة، حيث كان يستقبل طلاب العلم والعامة بترحاب ويحرص على توجيه النصائح الدينية والعملية لهم. شاهدي أيضاً: وفاة الأمير سعود بن عبدالعزيز آل سعود (بيان رسمي) شاهدي أيضاً: وفاة شقيقين سعوديين والسبب الواتس آب شاهدي أيضاً: وفاة الإعلامي السعودي مدني رحمي شاهدي أيضاً: الديوان الملكي السعودي يعلن وفاة الأميرة موضي آل سعود