فن / النهار

أختي ستضيع حياتها بعد إخفاقها في البكالوريا

سيدتي، أهديك من التحية والسلام الكثير ما يليق بقدرك ومكانتك بين محبيك من القراء، وها أنا أناجيك من خلال هذا المنبر ويقيني أنني سأجد في جعبتك ما يريحني. سيدتي لي أخت لم يتجاوز عمرها عشرون عاما، أخفقت في نيل شهادة البكالوريا. وقد خلّف لديها هذا الأمر إنزعاجا كبيرا وحزنا، فهي وطوال مسارها الدراسي عرف عنها الإلتزام والكفاءة وحسن الأخلاق. ولم نشك يوما في أنها ستكون من الفاشلين.

وخلال العطلة الصيفية أبانت أختي عن عدم رغبتها للعودة إلى مقاعد الدراسة لتعيد السنة، وبالرغم من أننا جميعا قمنا بحثها على ضرورة إغتنام الفرصة. ما دامت متاحة إلا أنها رفضت رفضا باتا وأشارت إلينا بعدم الخوض في الموضوع مرة أخرى. مؤكدة لنا أنها ستقبل بأول شخص سيطرق باب بيتنا خاطبا. توجّس كبير نحياه سيدتي، فهل كان لأختي علاقة بشخص إتفقت معه أن يتقدم لخطبتها؟ هل من المعقول أن تتخلى فتاة في مثل سنها عن أحلامها بهذه الطريقة؟ ما العمل سيدتي وهل من حل؟
أختكم ش.كوثر من الشرق الجزائري.

الـــــــــــــــرد:

أحيّيك أختاه، وأقدر فيك حبك لهذا المنبر الذي أتمنى أن يكون خيرا وسلاما للجميع، وأتمنى أن يكون في ثنايا ردي لك ما يريحك أنت وأهلك.

من الصعب أن تتخلى فتاة عن أحلامها مثلما أشرت إليه لو لم تكن تعاني من نقص أو عقدة ما دفعتها لأن تضحي بأجمل لتستسلم لزيجة قد تبقيها رهينة البيت والمسؤوليات وهي في سنها هذا.

أحسّ بما تحسون به من حيرة وقلق حيال مستقبل فتاة يافعة كنتم وإلى غاية كتابة هذه الأسطر تتمنون لها مستقبلا زاهرا. وبالرغم من فشلها في نيل شهادة البكالويا فأنا لا أشك في أنكم كنتم لترفضوا قيامها بتربص أو تعلّم حرفة تدفع بها إلى مجال الشغل وتحقيق الذات. بيدكم أن ترفضوا تزويج أختك بسبب صغر سنها، ومن حقكم التدخل في تقرير مصيرها، لكن بعيدا عن كل ضغط وترهيب. وعوض البقاء في موقف المتفرج الأحرى بكم أن تكبحوا جماح هذه الفتاة التي لا تعي أهمية مستقبلها وما يجب أن يكون عليه واقعها.
الكثير من الإحتواء والحب هو ما يجب عليكم أن تحيطوا به هذه الفتاة التي أحس من أنها تريد جذب أنظاركم بأمور مثيرة وكأني بها تريدكم أن تبرهنوا لها أنكم على ذات الحب إليها باقون ، ومن أنكم لا تريدون التفريط فيها مهما حصل. كونوا متعاونين وأربطوا على قلب أختكم وأدفعوا بها رويدا رويدا إلى الإستقرار النفسي حتى تبلغ بر الأمان.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة النهار ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من النهار ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.