في مهرجان نيويورك السينمائي خطف النجم العالمي جورج كلوني الأنظار ليس فقط بسبب مشاركته في العرض الأول لفيلمه الجديد Jay Kelly وإنما أيضًا من خلال تصريحاته التي كشفت جانبًا إنسانيًا وعائليًا لم يعتد الجمهور على سماعه منه كثيرًا.

فقد تحدّث عن تجربته الخاصة مع تربية طفليه التوأم ألكسندر وإيلا، وعن كيفية موازنته بين نجوميته الطاغية وحياته الأسرية، كما ألقى الضوء على شخصية مختلفة يجسدها في الفيلم وما تحمله من رسائل عن معنى الشهرة والوحدة.

جورج كلوني وتجربة الأبوة

منذ أن أصبح أبًا للتوأم ألكسندر وإيلا، تغيرت حياة جورج كلوني بشكل جذري. وخلال أحاديثه في المهرجان، شدد على أن الأولوية اليوم أصبحت لعائلته الصغيرة، مؤكدًا أن تربية طفلين في سن الثامنة تجربة مليئة بالتحديات والضحك في الوقت نفسه.

وأوضح أنه لا يعرف بعد ما إذا كان طفلاه سيلتحقان بعالم الفن أو التمثيل في المستقبل، لكنه يأمل أن يحققا ما يطمحان إليه بعيدًا عن الضغوط. وأضاف بابتسامة أن التوأم يحبان الغناء والمرح، وهو أمر يملأ البيت بهجة مستمرة.

كما أوضح كلوني أن الأطفال على علم بشهرته لكنهم لم يشاهدوا معظم أفلامه. وقد كشف بروح الدعابة أنه سمح لهم بمشاهدة فيلم السيد فوكس الرائع لكنه يرفض أن يشاهدوا فيلم باتمان وروبن، قائلا إنه لا يريد أن يفقد احترامهم في سن صغيرة، في إشارة ساخرة إلى الفيلم الذي لم يحقق نجاحًا نقديًا.

أمل كلوني ودور العائلة

في المقابل، كانت لزوجته المحامية الدولية أمل كلوني مداخلات مؤثرة حول حياتهما اليومية. فقد أكدت أن الثنائي يحرصان بشدة على حماية طفليهما من أضواء الإعلام، إذ لم يظهرا علنًا في أي مناسبة ولم تُنشر لهما صور. وقالت إن الأسرة تعيش حياة عادية قدر الإمكان، قائمة على الضحك والدعم المتبادل، وإنها تشعر بالامتنان لمشاركة كل يوم مع جورج وأطفالهما.

جورج كلوني لم يخف إعجابه بزوجته، فوصفها بأنها أكثر إنسانة شجاعة قابلها في حياته، معبرًا عن فخره الكبير بها ليس فقط كزوجة وأم بل كشخصية عالمية مرموقة تدافع عن قضايا إنسانية كبرى. وأضاف أنه يعتبر نفسه محظوظًا للغاية لوجودها إلى جانبه.

شخصية جديدة في فيلم Jay Kelly

أما عن دوره في فيلم Jay Kelly، فقد كشف كلوني أنه يجسد شخصية نجم سينمائي يعيش حياة مليئة بالشهرة والنجاحات الظاهرية، لكنه في داخله رجل وحيد ومحاصر بشعور عميق بالحزن. الشخصية تعكس جانبًا مظلمًا من حياة النجومية، إذ يحيط نفسه بأشخاص مدفوعي الأجر لا أكثر، دون وجود عائلة أو أصدقاء حقيقيين.

وأوضح كلوني في تصريحات لموقع E! News أن ما جذبه إلى الدور هو الفرصة لاستكشاف حياة مختلفة تمامًا عن واقعه، وقال إنه شعر بالامتنان لأنه لم يعش مثل هذه الوحدة، بل كان محاطًا دومًا بعائلة وأصدقاء. أما في حديثه مع منصة Tudum التابعة لنتفليكس فأكد أنه من خلال الدور استعاد شعورًا بحياته قبل الشهرة، حين كان يعيش ببساطة أكبر بعيدًا عن الأضواء.

وفي حوار مع مجلة People شدد كلوني على أن التشابه بينه وبين الشخصية ينحصر في الشكل الخارجي مثل الطول والشعر، لكن الفارق في الروح كبير جدًا، فالشخصية في الفيلم غارقة في الحزن بينما هو في الحقيقة يعيش حياة مليئة بالحب والدعم.

فريق العمل وأسرار الكواليس

الفيلم من كتابة وإخراج نوح بومباخ الذي وصف علاقته بكلوني بأنها تمتد إلى عقدين كاملين. وبروح مرحة قال بومباخ إن توم كروز كان مشغولًا فاختار كلوني لأنه الخيار الأرخص، في إشارة طريفة لصداقتهما الطويلة.

يشارك في البطولة عدد من النجوم الكبار مثل آدم ساندلر الذي يؤدي دور مدير جاي المخلص، ولورا ديرن التي تجسد وكيلة أعماله وتصف علاقتها بالشخصية كخليط بين الأم والأخت والصديقة. كما يشارك بيلي كرودوب وباتريك ويلسون ورايلي كيو بأدوار داعمة تكمل الصورة الدرامية للفيلم.

وقد أوضح بومباخ أن العمل يسلط الضوء على الجانب النفسي والإنساني من حياة النجم، بعيدًا عن البهرجة، مركّزًا على ثمن الشهرة وكيف يمكن أن تتحول إلى عزلة خانقة.

مواعيد العرض

من المقرر أن يُطرح فيلم Jay Kelly في دور السينما العالمية يوم 14 نوفمبر 2025، ليبدأ بعدها عرضه على منصة نتفليكس في الخامس من ديسمبر. هذا التوزيع المزدوج بين السينما والمنصة الرقمية يتيح للجمهور فرصة مشاهدته سواء في القاعات أو من منازلهم، ما يزيد من الترقب حوله.

ما وراء السينما

تصريحات جورج كلوني حول الفيلم عكست جانبًا فلسفيًا في نظرته للحياة. فهو يرى أن النجاح لا يُقاس فقط بما يحققه الفنان على الشاشة وإنما بما يعيشه في حياته الشخصية. وتكمن قيمة دوره الجديد في أنه يعكس الوجه الآخر للشهرة، ليذكّر الجمهور بأن الأضواء قد تخفي خلفها أحيانًا الكثير من الألم.

كما أن حديثه عن أسرته وحبه لزوجته وأطفاله أعطى صورة أكثر إنسانية لواحد من أكثر نجوم هوليوود بريقًا، وبيّن أن الاستقرار العائلي يمكن أن يكون مصدر السعادة الحقيقي مهما بلغ حجم النجومية.