في تطورات جديدة شهدتها قضية شون ديدي كومز Sean Combs، طالب المدعون الفيدراليون في الولايات المتحدة الأمريكية بإصدار عقوبة بالسجن لمدة 11 عاماً على الأقل ضده، وذلك بعد أن صدرت إدانة جزئية له تتعلق ببعض التهم الموجهة إليه.

مطالبات بسجن شون ديدي 11 عاماً

ورغم حصول شون ديدي على البراءة من التهمة الأكثر خطراً، وهي الاتجار الجنسي والتآمر على الابتزاز، إلا أن المدعين أكدوا أنه لم يُبدِ أي ندم واضح على التهم التي ارتكبها، وهو ما ترك ضحاياه يعيشون في خوف دائم.

وقال المدعون في المذكرة التي قدمت إلى المحكمة: "يجب أن تعكس العقوبة الطريقة التي ارتكب بها جرائمه، وليس فقط التهم التي أُدين بها".

واستشهد المدعون بالضحية كاسي فينتورا Cassie Ventura التي ظهرت في سجلات المراقبة داخل أحد الفنادق وهي مصابة بكدمات ومدرجة بالدماء، والتي اعترف شون كومبز بالاعتداء عليها مراراً وتكراراً. وطالبوا بأن تكون العقوبة موازية للأضرار النفسية والجسدية التي ألحقها بضحاياه.

وفي المقابل، وصف محامو ديدي توصية الادعاء بأنها قاسية إلى حد دراماتيكي، وتشبه المطالبة بالسجن إلى الأبد.

رسائل شون ديدي كومز إلى المحكمة

وحرص الادعاء في الوقت ذاته على تقديم عدد من الرسائل والشهادات السابقة من ضحايا شون ديدي كومز، أبرزهم كاسي فينتورا والموظفة ميا، الذين حضروا جلسات المحاكمة وأدلوا بشهاداتهم.

وكتبت فينتورا، الضحية الأشهر لديدي، في رسالتها: "أتمنى أن يعكس حكمكم الشجاعة التي تطلّبتها من الضحايا التقدّم بشهاداتهم ضد شون كومبس. آمل أن تأخذوا بعين الاعتبار الأرواح الكثيرة التي دمّرها بسلوكه وسيطرته".

وجاء نص رسالة ميا: "نريد حكمًا يعكس الضرر الكامل الذي ألحقه بنا.. حكمًا يكرّم الحقيقة والألم والأرواح التي دُمّرت، ويمنحنا الأمل والحماية والعدالة. رجاءً يا سيادة القاضي، لديك القوة لتُظهر لنا وللعالم أن حياتنا وأصواتنا وحقوقنا الإنسانية مهمة".

إدانة شون ديدي والبراءة من تهمة واحدة

يُذكر أنه على الرغم من إصدار المحكمة في بداية يوليو إدانة جزئية في قضية مطرب الراب الأمريكي شون ديدي في قضايا الاعتداء الجسدي من أصل خمس تهم وُجهت إليه، فقد حصل على براءة من تهم الاتجار بالبشر، إذ لم تتمكن هيئة المحلفين في المحكمة الفيدرالية من التوصل إلى إجماع بشأن تلك التهمة.

ولا يزال كومز موقوفاً منذ سبتمبر 2024 على خلفية الاتهامات الجنائية التي وُجّهت إليه وشكّلت صدمة كبيرة، خاصة أنها شملت الاتجار بالبشر والاعتداء. ورفضت المحكمة كافة طلبات الخروج بكفالة بسبب مخاوف التأثير على الشهود والضحايا وإمكانية الهرب.

وشملت لائحة الاتهامات الموجّهة له الاتجار الجنسي والتآمر في جرائم منظمة (racketeering)، بالإضافة إلى تهم نقل أشخاص لممارسة الدعارة عبر الولايات بالإضافة إلى تهديد الموظفين لديه.

وعلى الرغم من ذلك، كشفت بعض التقارير الإخبارية نهاية يوليو الماضي عن تفكير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إصدار عفو رئاسي كامل عن شون ديدي، وفقاً لموقع Deadline.

وأوضح الموقع أن الفريق القانوني في البيت الأبيض يدرس إعفاءه من تنفيذ العقوبة المنتظر صدورها في 3 أكتوبر الجاري، وذلك بعد محاكمة استمرت أسابيع.

طرحت فكرة العفو عن شون ديدي قبل أشهر، وبحسب صحيفة ميرور، فإن هناك تحضيرات لمراجعة الملف القانوني الخاص به.

لم يرد أي من فريق الدفاع عن شون كومز، المكوّن من مارك أجنيفيلو وتيني جيراجو، على تلك التقارير، إلا أن مصادر أوضحت أن سياسة ترامب تعارض المبالغة في توجيه الاتهامات الجنائية.

أوضح المحامي جون كوفوس أن ملف الفنان شون ديدي يعد نموذجاً للحالات التي تنسجم مع نهج الرئيس الأمريكي في منح العفو، لأنه تعرّض لمبالغة في الإجراءات الجنائية، بحسب تعبيره.