كل فنان يجني في يوم من الأيام ثمار ما زرعه من جهد وإخلاص، خاصة إذا امتد عطاؤه بين خشبة المسرح وعدسات الكاميرا، ويبدو أن هذا هو ما يعيشه حاليًا الفنان الكبير رياض الخولي، الذي أثبت على مدار مشواره أن النجاح الحقيقي لا يأتي صدفة، بل هو ثمرة تعب طويل وصعود درجة بعد درجة، فبأدواره القوية في الدراما، وإسهاماته اللافتة في المسرح والسينما، حفر الخولي لنفسه مكانة خاصة بين أبناء جيله، ليصبح واحدًا من الوجوه التي ارتبط بها الجمهور وقدرها النقاد على حد سواء. فقبل أن ينقضي هذا العام احتفى به مهرجانين دوليين، إحداهما للسينما وهو مهرجان "إسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط" والآخر للمسرح وهو "مهرجان القاهرة الدولي للمونودراما" ووصف رياض التكريم في حياة الفنانبأنه أمر يثلج الصدر، ويمنحه شعورًا بالتقدير على مشوار طويل امتلأ بالصعوبات والمنعطفات، بالصعود والهبوط، لكنه كان مشوارًا استطاع أن يخوضه بحكمة واقتدار. وشبه رياض مشواره الفني بأسطورة "سيزيف والموت"، حيث يرى أنه وجيله يشبهه كثيرًا يشبه كثيراً هذه الأسطورة، فقد مروا خلال مشوارهم الفني بظروف قاسية وتحديات صعبة، إلا أن الرحلة تكللت في النهاية بالنجاح. والحقيقة أن تكليل رحلة فنان قدير مثل رياض الخولي بالتكريمات هو ما يستحقه بل وأكثر فهو واحد من أعمدة الدراما والمسرح المصري، له مسيرة حافلة فقد استطاع أن يرسخ مكانته كوجه فني يحمل ملامح القوة والصدق معا، ورحلته نحو النجومية لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت نتيجة تعب وجهد بدأه بخطوات ثابتة، وتنوعت محطاته بين السينما والمسرح والتليفزيون وخلال مشواره قدم أعمال مازالت تعيش ليومنا هذا، ليظل اسمه عنوان لفنان قدير مثقف جاد يؤمن بأن الفن رسالة ومسؤلية. وصاحب تكريم رياض الخولي في مهرجان القاهرة الدولي للمونودراما، الفنان الإسباني "رافايل بينيتو".