أثار مقطع فيديو متداول عبر وسائل الإعلام التركية ومنصات التواصل الاجتماعي ضجة واسعة، بعدما وثّق لحظة نقل مجموعة من أبرز النجوم الأتراك إلى أحد المستشفيات تحت حراسة مشددة، لإجراء تحليل دم ضمن حملة وُصفت إعلاميًا بـ"مخدرات المشاهير".

حملة مفاجئة استهدفت وجوهًا معروفة في الوسط الفني

نفّذت فرق الدرك التركي فجر الأربعاء عملية موسعة في إسطنبول، استهدفت شخصيات فنية وإعلامية شهيرة، بناءً على تعليمات النيابة العامة التركية لشعبة مكافحة التهريب والمخدرات.

واقتيد الفنانون والمشاهير الأتراك من منازلهم تباعًا إلى قيادة الدرك الإقليمي، قبل نقلهم بحافلات رسمية إلى مؤسسة الطب الشرعي لإجراء الفحوص اللازمة.

وأظهرت المقاطع المصوّرة لحظة ترجل الممثلين من سيارات الشرطة، وسط تواجد مكثف لعناصر الأمن. ورافق كل فنان اثنان من رجال الدرك، فيما سارت الممثلات تحت إشراف شرطيات إلى داخل المستشفى، حيث خضع الجميع لتحاليل دم وبول وشعر للتحقق من تعاطيهم مواد ممنوعة.

ظهور النجوم لحظة اقتيادهم إلى المستشفى

كشفت اللقطات المصوّرة عن مشاهد غير مألوفة لعدد من الوجوه المعروفة في الدراما التركية، منهم مارت يازجي أوغلو، وكان يلدريم، وكوبلاي آكا، وديميت إفغار، وبراك توزوناتاش، وميريتش آرال. وبدت على بعضهم علامات الصدمة والارتباك أثناء اصطحابهم إلى داخل مبنى الطب الشرعي، في وقت تجمّع فيه عدد من المصورين والصحفيين لتوثيق المشهد.

كما ظهرت الممثلتان ديرين وديرين تالو في أحد المقاطع داخل المستشفى بعد العثور عليهما لاحقًا، بعدما لم يتم تحديد مكانهما خلال مداهمة فجر اليوم ذاته.

شاهدوا لحظة نقل نجوم تركيا لتحليل المخدرات أمام عدسات الصحافة:

تفاصيل التحقيق وأسماء المشاهير الموقوفين

أكّد مكتب المدعي العام في إسطنبول أن العملية جاءت ضمن تحقيق موسّع في قضايا تعاطي مواد مخدرة، دون الإشارة إلى نية إصدار أوامر توقيف أو احتجاز.

ووفقًا للمصادر، فإن التحقيق يستهدف الاستخدام الشخصي فقط، ولا يشمل أي شبهات بالترويج أو الاتجار.

وضمّت القائمة الأولية للمستهدفين في الحملة 19 شخصية فنية، أبرزهم: حديسة أجيكجوز، بيرجي أكالاي، إريم ديريسي، كوبلاي آكا، كان يلدريم، متين أكدولجر، براك توزوناتاش، زينيت سالي، ميرت يازجي أوغلو، أوزجي أوزبرينتشي، ديميت إفغار، ديرين تالو، دويجو أوزاسلان، فايزة ألتون، بيرس أكالاي، ديلان بولات، إنجين بولات، سيرين موراي، وزينب ميريتش آرال.

ردود الأفعال والتصريحات القانونية

أعلنت المحامية التركية سيفينش هوروز، التي تتولى الدفاع عن المغنية ديلان بولات، أن موكلتها خضعت بالفعل للفحص وقدّمت عينات دم وشعر، مؤكدة أن نتائجها السابقة كانت "نظيفة"، ما ينفي وجود أي تعاطٍ للمواد المحظورة.

وأوضحت أن التحقيق جاء بناءً على بلاغ لم يُكشف عن مضمونه بعد، وأن موكلتها أدلت بإفادتها كاملة أمام النيابة، فيما لم تصدر أوامر بحجزها.

كما صرّح محامي الفنانة زينيت سالي بأن موكلته كانت خارج تركيا وقت العملية، مؤكّدًا استعدادها للتعاون مع السلطات فور عودتها إلى البلاد.

تفاعل واسع واهتمام إعلامي

أثار الفيديو المتداول تفاعلًا هائلًا عبر المنصات الرقمية، إذ اعتبره الجمهور مشهدًا غير مسبوق في تاريخ الوسط الفني التركي. وتساءل المتابعون عن الأسباب التي دفعت الدرك، وليس الشرطة، إلى تنفيذ العملية بهذه السرية والتنسيق، في وقت لم تُصدر فيه النيابة العامة بيانًا رسميًا حتى الآن.

وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن التحقيقات استندت إلى مراقبة استمرت لأشهر شملت اتصالات وتحركات عدد من الأسماء الفنية، قبل أن تتقرر مداهمة منازلهم فجراً ضمن حملة أمنية متزامنة.

سرية الملف وتوقف التصوير الدرامي

من ناحية أخرى، فرضت النيابة العامة تعتيماً تاماً على تفاصيل الملف، وسط أنباء عن توقف بعض مواقع تصوير المسلسلات التي يشارك فيها الفنانون المعنيون مؤقتًا، انتظارًا لما ستسفر عنه نتائج التحاليل.

وأفادت تقارير تركية بأن نتائج الفحوص ستكون العامل الحاسم في تحديد ما إذا كانت الإجراءات ستُستكمل قضائيًا أو يُغلق الملف نهائيًا، ما يجعل الساعات المقبلة حاسمة لمستقبل عدد من أبرز نجوم الدراما التركية.