في كل تفاصيل المرأة العمانية، هناك مزيج فريد يجمع بين العراقة والحداثة، بين جمال مظهرها وقوة حضورها. فهي ابنة أرض تمتد جذورها في التاريخ، لكنها أيضًا وجه المستقبل الذي يعكس التطور والانفتاح. لم تعد المرأة العمانية رمزًا للهوية التقليدية فحسب، بل أصبحت علامة من علامات الإبداع العربي، في مجالات متعددة تمتد من الموضة إلى العلوم، ومن الفنون إلى ريادة الأعمال. اليوم، باتت قصص النساء العمانيات تروى على المنصات العالمية كدليل على أن الجمال الحقيقي لا يقاس بالمظهر فقط، بل بالقدرة على التغيير والإلهام. أناقة تحمل بصمة الوطن من أبرز النماذج التي جسدت روح الجمال العُماني المصممة أمل الرئيسي، التي استطاعت أن تبني دار أزياء تحمل اسمها، لتصبح واحدة من أبرز المصممات في الخليج. أسلوبها في التصميم يجمع بين اللمسة الشرقية الأصيلة والذوق العصري العالمي، مستلهمة تفاصيلها من الأزياء التقليدية العمانية، مثل الأكمام المطرزة والنقوش الفضية، لكنها تعيد تقديمها بطريقة راقية تناسب المرأة العصرية. تؤمن أمل الرئيسي أن الأناقة ليست مظهرًا فحسب، بل انعكاس للهوية الثقافية، لذلك نراها تدمج القماش المحلي بالتطريز التراثي في تصاميم حديثة تخاطب ذوق المرأة العربية المعاصرة. وبذلك، أصبحت أمل أيقونة في عالم الموضة تمثل عُمان في المحافل الدولية، وتنقل للعالم جمال الشخصية العُمانية في صورة أنيقة ومتحضّرة. العلم وجه آخر للجمال أما في مجال العلوم والثقافة، تبرز الدكتورة فاطمة بنت محمد البلوشي كمثال رائع على الجمال العقلي والإبداع الفكري. فهي مستشارة في المتحف الوطني العُماني وواحدة من الشخصيات التي تم اختيارها ضمن قائمة "Global 200 Women Power Leaders 2025". تعمل الدكتورة فاطمة على الجمع بين الحفاظ على التراث وإدخال تقنيات المعلومات الحديثة لتطوير البنى الثقافية، ما يجعلها نموذجًا للمرأة التي تفكر بعقل متطور دون أن تنسى جذورها. في حديثها عن عملها، تؤكد أن الحفاظ على الهوية لا يتعارض مع التقدم، بل هو جزء من استدامة الجمال الحضاري لعُمان. وفي السياق ذاته، تعد منال البلوشي من الجيل الجديد من الباحثات اللواتي يقدمن إنجازات علمية ملموسة في مجال الهندسة المائية. فقد فازت بجائزة "الباحث الشاب في المياه" تقديرًا لبحثها حول خسائر المياه في مدينة السيب. هذا النوع من الأبحاث التطبيقية يعكس وعيًا عميقًا بمشكلات البيئة والتنمية، ويؤكد أن المرأة العُمانية لم تعد مجرد متفرجة على التقدم العلمي، بل شريكة فاعلة في صناعته. رميثة البوسعيدي.. صوت البيئة وقوة الحضور تعد رميثة البوسعيدي واحدة من أبرز الأسماء النسائية العُمانية على الساحة الدولية، حيث جمعت بين العلم والإعلام والعمل التطوعي. هي عالمة بيئة ومناخ وناشطة في قضايا التغير المناخي، كما أنها أول محللة كرة قدم عربية. رميثة تمثل نموذجًا استثنائيًا للمرأة التي تكسر القوالب النمطية، إذ جمعت بين العلم والرياضة والإعلام في مسار واحد، وقدمت نفسها كصوت للمرأة العربية القادرة على خوض مجالات جديدة بثقة واقتدار. تركز في نشاطها على قضايا المناخ والطاقة المستدامة، وتسعى من خلال مبادراتها لتمكين الشباب من المشاركة في حماية البيئة. إنها تجسيد حي للجمال الداخلي القائم على الوعي والمسؤولية — جمال ينعكس في الفكر والعمل والالتزام تجاه الأرض والإنسان. الفن كهوية وجمال دائم وفي عالم الفن، يبرز اسم مريم الزدجالي، الفنانة التشكيلية والمديرة العامة لجمعية الفنون الجميلة العمانية. استطاعت مريم أن تستخدم الفن كوسيلة للتعبير عن الهوية العُمانية في أبهى صورها، حيث تمزج في لوحاتها بين ألوان الطبيعة العُمانية وملامح التراث الشعبي. ترى الزدجالي أن الفن هو لغة الجمال التي تُظهر روح المكان والإنسان معًا، ومن خلال معارضها داخل السلطنة وخارجها، استطاعت أن تقدم صورة راقية عن المرأة العُمانية كرمز للثقافة والابتكار. نساء الاقتصاد والإبداع القوة لا تنحصر في المجالات الأكاديمية والفنية فقط، بل تمتد إلى عالم الاقتصاد والأعمال. وهنا تبرز عريج محسن درويش، إحدى سيدات الأعمال الأكثر تأثيرًا في السلطنة. تشغل عريج مناصب رفيعة في مجموعة Mohsin Haider Darwish LLC، وهي تقود قطاعات حيوية مثل السيارات والبُنى التحتية والطاقة المتجددة. تُعرف بشغفها بالتنمية المستدامة ودعم الكفاءات النسائية الشابة. تمثل عريج نموذجًا متوازنًا يجمع بين الحس الإداري واللمسة الإنسانية، وتُعتبر من النساء اللواتي فتحن الباب أمام جيل جديد من رائدات الأعمال في عمان والخليج. الحرف والهوية الأصيلة أما آيشة بنت خالدان بن جميل، فهي أول امرأة تتولى رئاسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية في سلطنة عمان، وهو منصب يعكس ثقة الدولة في قدرة المرأة على حماية التراث الوطني. خلال فترة رئاستها، ساهمت في تطوير الصناعات اليدوية وتعزيز حضور الحرف العُمانية في الأسواق العالمية، لتتحول من منتجات تقليدية إلى أعمال فنية تحمل بصمة الهوية العُمانية. إسهامها الكبير جعل من الحرف اليدوية سفيرة للجمال والأصالة، ومصدر فخر للمرأة العمانية التي تعرف كيف توظف تراثها لتصنع مستقبلها. ميان بنت شهاب آل سعيد.. الفن من قلب الحداثة من الأسماء التي تحمل بريقًا خاصًا ميّان بنت شهاب بن طارق آل سعيد، الفنانة والمصممة ورئيسة جمعية التصميم في عمان. درست التصميم الداخلي واستراتيجية الابتكار، وتجمع في أعمالها بين الفن والتقنية والهوية المحلية. تسعى ميّان إلى تمكين المبدعين الشباب، وتعتبر أن التصميم ليس مجرد مهنة بل وسيلة للتعبير عن الشخصية الوطنية في صورة معاصرة. بفضل رؤيتها الواسعة، تحوّلت إلى رمز من رموز الجمال المعرفي الذي يعبر عن الفكر قبل الشكل. الجمال الذي لا ينسى إن الحديث عن المرأة العمانية ليس حديثًا عن ملامح أو موضة فحسب، بل عن حكاية وطنية متكاملة تروى من خلال إنجازاتها. فهي المبدعة التي ترتدي العباية المطرزة بفخر، والعالمة التي تمسك بميكروسكوبها بثقة، والفنانة التي تترجم الهوية إلى ألوان، وسيدة الأعمال التي تدير مشاريع كبرى بعقل ناضج وروح أنثوية. المرأة العمانية اليوم تعكس معنى الجمال بكل أبعاده، جمال نابع من القوة والثقافة والهوية. إنها الصورة التي تؤكد أن الأناقة الحقيقية تبدأ من الداخل، من امرأة تعرف قيمتها وتفخر بأصلها، وتواصل رسم مستقبلها بخطى ثابتة وإبداع لا يعرف حدودًا. شاهدي أيضاً: سيدات العرب يتفوقن على سيدات الغرب في مجال المال والأعمال شاهدي أيضاً: سيدات عربيات حلّقن في الفضاء بإنجازات لا تنسى