متابعة بتجــرد: أثار قرار اتحاد الكتّاب العرب في دمشق بفصل الكاتب والسيناريست السوري حسن م. يوسف موجة واسعة من الاستنكار في الأوساط الفنية والثقافية السورية، بعدما شمل القرار 13 شخصية أخرى بدعوى “الخروج عن مبادئ الاتحاد وشرعة حقوق الإنسان والتحريض ضد السوريين”. وجاءت ردود الفعل متلاحقة من كبار نجوم الدراما السورية الذين عبّروا عبر حساباتهم في شبكات التواصل الاجتماعي عن رفضهم لما وصفوه بـ”قرار جائر بحق أحد أعمدة الأدب والدراما في سوريا”. أيمن زيدان: “يوسف من أوائل من حملوا الدراما السورية إلى الخارج” الفنان أيمن زيدان كان من أوائل المعلقين على القرار، حيث كتب منشوراً مطوّلاً أشاد فيه بقيمة حسن م. يوسف الأدبية والفكرية، قائلاً: “للتذكير فقط، فإن حسن م. يوسف هو القاص والصحافي والأديب الحر الذي كان مسكوناً بهموم البسطاء والمقهورين وأوجاعهم طوال رحلته الأدبية والصحافية التي تقارب نصف قرن من الشغف والإنجاز. وللتذكير أيضاً، فإن حسن م. يوسف كان من أوائل من ساهموا في حمل الدراما السورية خارج الوطن عبر رائعته نهاية رجل شجاع عن رواية الراحل الكبير حنا مينه.” وأضاف زيدان: “كان من أبرز من تصدّى للتاريخ النضالي السوري منذ مطلع القرن الماضي، وأعاد طرح أسئلة شائكة عن المراحل المعقّدة التي مرت بها سوريا عبر أعماله الخالدة في الذاكرة التلفزيونية مثل إخوة التراب بجزأيه وملح الحياة.” محمد حداقي: “أبليتم حسناً في مشروع التسطيح المستمر” بدوره، عبّر الفنان محمد حداقي عن استيائه من القرار بعبارات حادة، فكتب عبر حسابه: “حسن م. يوسف القامة، البلاغة، الحضور، النبوغ، المعرفة، التفكير… شكراً لكم، أبليتم حسناً في مشروع التسطيح المستمر، أبليتم حسناً في تعميق الجهل، ويبدو أنه في عالمكم هكذا تُورد الإبل.” وأضاف: “لا بأس عليكم، فإن عالمه وعِلمه ومشروعه بعيدة عن مشاريعكم، وسنحدث أبناءنا عن أمثاله… لا عشنا ولا عاشت ضمائرنا إن خذلتنا بكم.” مصطفى الخاني: “هل هكذا نكرّم مبدعينا؟” الفنان مصطفى الخاني انضم إلى قائمة المنتقدين، متسائلاً: “هل هكذا نكرّم مبدعينا؟ لا أعرف لماذا لدى بعض السوريين إصرار على عدم التعلم من الأخطاء السابقة… فهل قُدِّرَ علينا أن كل من يعتلي منصباً يقوم بإقصاء قسم من السوريين؟” وأشار الخاني إلى أن يوسف دافع عن شخصيات اعتبرتها الدولة معارضة، مثل أسماء كفتارو والدكتور محمد حبش، معتبراً أن الخلاف في الرأي لا يبرر الإقصاء. وأضاف: “إن كان للأستاذ حسن رأي أو موقف لا يعجب البعض، فمن المعيب أن يكون الرد بالإقصاء والفصل. وإن كان هناك خطأ جسيم، فالجهات القضائية المختصة هي من تسأل وتحاسب، لا المؤسسات الثقافية أو الفنية.” حسن م. يوسف يردّ: “لست عضواً في الاتحاد أصلاً” وفي أول تعليق له على قرار فصله، نفى حسن م. يوسف أن يكون عضواً في اتحاد الكتّاب العرب، قائلاً: “لم أكن يوماً عضواً في الاتحاد. كل ما هنالك أن الدكتور نضال الصالح، عندما كان رئيساً للاتحاد قبل سنوات، حضر محاضرة لي في المركز الثقافي في بانياس، وأبلغني أن رئاسة الاتحاد قررت منحي عضوية الشرف، غير أنني لم أتابع الأمر ولم أحصل على بطاقة الاتحاد.” غضب ثقافي واسع يُعد حسن م. يوسف واحداً من أبرز كتّاب الدراما في سوريا والعالم العربي، وارتبط اسمه بعدد من الأعمال الخالدة في ذاكرة المشاهدين، أبرزها نهاية رجل شجاع وإخوة التراب وذكريات الزمن القادم. وقد اعتبر مثقفون وفنانون أن قرار فصله “ضربة موجعة للثقافة السورية الحرة”، مؤكدين أن إقصاء المبدعين لم يكن يوماً حلاً، بل خسارة لقيمة فكرية تركت بصمتها في وجدان الجمهور العربي.