كشف المخرج عمرو قابيل رئيس ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي، في تصريحات لليوم السابع، أن اختيار اسم أم كلثوم عنوانًا للدورة السابعة من الملتقى جاء احتفاءً بمرور خمسين عامًا على رحيل كوكب الشرق، التي تمثل رمزًا فنيًا عربيًا خالدًا يتجاوز التصنيفات الفنية، فهي ليست مجرد مطربة أو ممثلة، بل أيقونة فنية وهرم من أهرامات مصر. وأكد أن ذكرى أم كلثوم لا يمكن أن تمر مرور الكرام، إذ لا تزال تمثل قيمة فنية كبيرة لدى الأجيال كافة، حتى بين الشباب الذين لم يعاصروا زمنها. وأوضح قابيل أن الدورة السابعة تحمل طابعًا خاصًا، حيث يتزامن رقمها المميز مع الذكرى الخمسين لرحيل أم كلثوم، وهوية هذه الدورة تهيمن عليها الأجواء الموسيقية والغنائية، سواء في حفلي الافتتاح والختام أو في فعاليات متنوعة، أبرزها مسابقة نجم الجامعة التي تشهد هذا العام إقبالًا واسعًا من الشباب العربي في مجالات الغناء، التمثيل، الإلقاء، الرقص والموسيقى، وأشار إلى أن الملتقى يشهد تطويرًا واضحًا في مسابقاته، إذ لم تعد مسابقة العروض المسرحية هي الوحيدة المحورية، بل أصبحت المسابقات النوعية تحظى باهتمام مماثل، وفي مقدمتها مسابقة النقد التطبيقي التي تنفذ بطريقة فريدة على مستوى الوطن العربي، وتشرف عليها الناقدة أسماء حجازي من خلال ورشة تجمع بين الجانب النظري والتطبيقي، ليتم بعدها تقييم المقالات النقدية عبر لجنة تحكيم دولية. وأضاف قابيل أن الدورة السابعة تقدم أيضًا مسابقة جديدة تحمل اسم "صوّر، أبدع، شارك"، تهدف إلى توثيق كواليس الملتقى بعدسات المشاركين، حيث يتم اختيار الفائز بناءً على عدد المشاهدات التي تحققها مشاركته، بما يعزز روح الإبداع والتفاعل لدى الشباب، وأوضح أن حضور أم كلثوم سيكون ملموسًا في عدد من الفعاليات، منها حفل الافتتاح الذي يقدمه فريق كورال الفيوم بمجموعة من أغنياتها، وكذلك في حفل الختام الذي سيجمع لأول مرة بين فرقة "طيور دجلة" المقيمة في أوروبا والمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية في عرض غنائي تراثي مميز. كما تم التنسيق مع صندوق التنمية الثقافية لتنظيم زيارة لوفود الملتقى إلى متحف أم كلثوم للاطلاع على مقتنياتها وتاريخها الفني. وعن المشاركات الدولية أوضح قابيل أن الدورة السابعة تشهد حضورًا عربيًا وأجنبيًا واسعًا، بمشاركة دول لأول مرة مثل سويسرا والجزائر، إلى جانب الأردن والعراق وسلطنة عمان وتونس التي تم اختيارها ضيف شرف هذه الدورة، حيث تقدم عرضًا مسرحيًا خاصًا، وأكد رئيس الملتقى أن الهدف الدائم هو خلق مناخ مسرحي حر يتيح لشباب الجامعات الإبداع والانطلاق، مشيرًا إلى أن مصر بما حققته من استقرار وتطور باتت أرضًا خصبة لاحتضان المبدعين. وأضاف أن الملتقى يسهم بقوة في دعم طلاب الجامعات عبر التبادل الثقافي مع نظرائهم من الدول المختلفة، ما أدى إلى ترشيح عدد من العروض السابقة للمشاركة في مهرجانات عربية ودولية. وكشف قابيل عن اتجاه الملتقى لتوقيع بروتوكولات تعاون مع جهات مختلفة لإتاحة العروض الجامعية المتميزة للجمهور خارج أسوار الجامعة، حتى يتسنى للجمهور المصري متابعة إبداعات شباب المسرح الجامعي، مؤكدًا أن كل دورة تشهد تطورًا جديدًا يؤكد مكانة مصر الرائدة في دعم فنون الشباب.