اقتربت مصر من لحظة تاريخية طال انتظارها مع بدء العدّ التنازلي لافتتاح المتحف المصري الكبير، أكبر صرح ثقافي أثري في العالم، يوم السبت 1 نوفمبر 2025، بحضور ملوك ورؤساء وشخصيات بارزة من مختلف الدول.
يمثّل هذا الحدث تتويجاً لسنوات من العمل المستمر للحفاظ على تراث الحضارة المصرية القديمة، وإعادة تقديمه بأسلوب يجمع بين العراقة والتكنولوجيا الحديثة.
موقع فريد وتجهيزات عالمية
اختير موقع المتحف عند بداية طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي، في مواجهة مباشرة مع هضبة الأهرامات، ليشكّل امتداداً طبيعياً لأحد أعظم المعالم في التاريخ الإنساني.
وامتدت أعمال التطوير لتشمل الطرق المحيطة، حيث انتهت محافظتا القاهرة والجيزة من توسعة طريق الفيوم وتحسين الإنارة وتنسيق المسطحات الخضراء، إلى جانب تركيب شاشات عرض ضخمة تبث محتوى تعريفياً بالمتحف وتاريخه.
كنوز الملك توت عنخ آمون تشرق من جديد
يحتضن المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف العصور الفرعونية، أبرزها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، التي تضم أكثر من 5000 قطعة تُعرض لأول مرة منذ اكتشافها عام 1922. وشهد التابوت الذهبي الشهير عملية ترميم دقيقة عام 2019 استعداداً لهذا العرض التاريخي، ليُعرض في قاعة مخصصة تعكس تفاصيل المقبرة الملكية بأسلوب بصري حديث.
دعوات فاخرة تجسّد عراقة الفراعنة
صاغت إدارة المتحف دعوات الافتتاح بأسلوب فني فخم، فجاءت على هيئة بردية مصرية قديمة داخل مجسّم ذهبي مصغّر للملك توت عنخ آمون.
وتحولت الدعوة بحد ذاتها إلى قطعة فنية تعكس أصالة التصميم المصري القديم، إذ شارك عدد من الضيوف الدوليين صور الدعوات على مواقع التواصل، من بينهم عالم الآثار الياباني يوشيمورا الذي وصفها بأنها "دعوة تحمل عبق التاريخ وروح الحاضر".
الذكاء الاصطناعي يحتفي بنجوم الحضارة المصرية
وفي مبادرة لافتة، أطلق مصمم الجرافيك المصري محمد جابر حملة رقمية استثنائية احتفاءً بالمتحف، استخدم خلالها الذكاء الاصطناعي لإعادة رسم ملامح النجوم المصريين بزي فرعوني. دمج جابر الرموز الفرعونية مع ملامح المشاهير بأسلوب فني واقعي، ليقدّم تصاميم حازت إعجاباً واسعاً بين الجمهور.
ونشر عبر حسابه على "إنستغرام" منشوراً دعا فيه المستخدمين لتجربة الفكرة بأنفسهم عبر أداة Gemini، موضحاً طريقة كتابة البرومبت (الوصف) وإدخال الصورة للحصول على تصميم شخصي بالزي الفرعوني، قائلاً إن الهدف هو "غمر العالم بصور تعبّر عن فخر المصريين بجذورهم".
فنانون مصريون بملامح ملوك الفراعنة
ظهر في أعماله عدد من نجوم الفن، منهم سوسن بدر، خالد النبوي، نيللي كريم، هدى المفتي، أحمد مالك، مريم الخشت، ياسمين عبدالعزيز، ومحمد صلاح، الذين تحوّلوا في الصور إلى رموز ملكية ترتدي التيجان والحلي الفرعونية. امتازت التصاميم بواقعية التفاصيل وثراء الألوان التي أعادت إلى الأذهان روعة النقوش المصرية القديمة.
تفاعل واسع وإشادة بالابتكار
حصدت الصور تفاعلاً كبيراً على المنصات الاجتماعية، إذ أشاد الجمهور بالدقة في محاكاة ملامح النجوم وبالقدرة على دمج روح الحضارة القديمة مع ملامح معاصرة. كما تساءل كثيرون عن آلية استخدام الذكاء الاصطناعي في تصميم الصور، ما دفع جابر إلى مشاركة خطواته التقنية بالتفصيل، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن الإبداع البشري بل أداة لإحياء التاريخ بأسلوب حديث.
الافتتاح يتحول إلى رسالة سلام عالمية
يتولّى المايسترو ناير ناجي قيادة الأوركسترا الرسمية في حفل الافتتاح، بمشاركة 250 فناناً يمثلون أكثر من 70 جنسية في عرض موسيقي تحت عنوان "رسالة للسلام"، كما تشارك حفيدتا الفنان عبد الرحمن أبو زهرة ضمن العازفين.
يجمع الحفل بين الموسيقى الكلاسيكية والعروض البصرية الحديثة في تجربة تفاعلية تسلط الضوء على عظمة الحضارة المصرية القديمة وتاريخها العريق.
شاهدي أيضاً: الذكاء الاصطناعي يغير شكل النجوم
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
