فن / اليوم السابع

ذكرى حسن يوسف شريك العمالقة وحبيب شمس.. حكاية الولد الشقى مع الفن والحب

كتبت زينب عبداللاه

الأربعاء، 29 أكتوبر 2025 03:45 م

تمر اليوم الذكرى الأولى لرحيل الفنان الكبير حسن يوسف، الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 29 أكتوبر من العام الماضى، بعد رحلة حافلة مع الفن والحياة كان فيها أحد أهم نجوم الفن المصرى لأكثر من نصف قرن، وشارك خلالها كبار وعمالقة الفن فى شبابه أهم وأجمل الأفلام السينمائية، واستطاع أن يحتفظ بهذه النجومية بعد تقدمه فى العمر، وتنوع عطائه الفنى الكبير بين السينما والمسرح والتليفزيون، تمثيلا وإنتاجا وإخراجاً.

حسن يوسف صاحب الحضور القوى والواسع فى سينما الزمن الجميل التى اشتهر فيها بلقب الولد الشقى خفيف الظل، وحققت أفلامه نجاحاً كبيراً، ولاتزال تتمتع بنسب مشاهدة كبيرة حتى الأن، ومنها الزواج على الطريقة الحديثة، زقاق المدق، فى بيتنا رجل، الخطايا، الشياطين الثلاثة، التلميذة، أم العروسة، للرجال فقط، وغيرها عشرات، بل مئات الأفلام التى استطاع من خلالها أن يحظى بشعبية كبيرة لقدرته على إقناع كل أسرة أنه أحد أبنائها وأن يجمع بين الإبداع وبساطة الأداء، وأن يعبر عن شباب جيله.

وفى مرحلة النضج قدم حسن يوسف أدوارا لا تنسى واستطاع أن يصل أيضا إلى كل الأسر، رغم ابتعاده عن السينما فقدم العديد من روائع التليفزيون ومنها: "زينب والعرش، ليالى الحلمية، إمام الدعاة، الإمام النسائى، ابن ماجة، العارف بالله الشيخ عبدالحليم محمود، الإمام المراغى، قضاة عظماء وغيرها".

نشأ حسن يوسف فى أسرة متوسطة بالسيدة زينب، حيث كان والده يعمل موظفًا وولد فى 14 أبريل عام 1934، وبدأ حياته لاعبا لكرة القدم فى نادى الزمالك حتى وصل لفريق تحت 21، وحصل على بكالوريوس التجارة عام 1955، كما التحق بمعهد الفنون المسرحية وتخرج فيه عام 1962، وبدأ مشواره الفنى قبل أن ينتهى من دراسته بالمعهد، حيث شارك فى بطولة أكثر من مسرحية أثناء الدراسة.

وفى حوار لـ قبل رحيله قال الفنان الكبير حسن يوسف: أعتبر الفنان حسين رياض الأب الروحى الذى أدين له بالفضل، لأنه آمن بموهبتى وشجعنى، وأثناء دراستى بالمعهد رشحنى أساتذتى حمدى غيث وعبد الرحيم الزرقانى للمشاركة فى بعض المسرحيات، فشاركت عمالقة الفن حسين رياض، أمينة رزق، فؤاد شفيق، سميحة أيوب، سناء جميل، سهير البابلى، كمال حسين، وعمر الحريرى، وحصلت على المركز الأول فى السنة النهائية، وقال لى حسين رياض: "إنت أنور وجدى السنين الجاية".

وتابع الولد الشقى فى حواره لليوم السابع "أوعز الفنان حسين رياض للمنتج رمسيس نجيب أن يوقع معى عقد احتكار لمدة 5 سنوات حتى لا أسافر، وبالفعل اعتذرت عن بعثة لدراسة الإخراج ولو لم أسمع بنصيحة الفنان الكبير حسين رياض لتغير مصيرى، وبعدها شاركت فى العديد من الأفلام مع كبار النجوم والمخرجين، صلاح أبو سيف وحسن الإمام ، وفطين عبدالوهاب وحسام الدين مصطفى، ومن النجوم عبدالحليم حافظ وشادية وهند رستم وعمر الشريف وغيرهم، واستفدت من عملى مع كبار المخرجين وتعلمت الإخراج فقررت أن أخرج، رغم تحذيرات زملائى بأننى إذا عملت بالإخراج فلن يستعين بى باقى المخرجين، لكننى أخرجت 7 أفلام وعملت اسما جيدا فى مجال الإخراج، كما أنتجت 9 أفلام، وتوالت البطولات السينمائية وكنت أشارك فى بطولة أكثر من 3 أفلام فى وقت واحد".

وإلى جوار هذا التاريخ الفنى ومشوار النجومية الطويل، عاش الفنان الكبير مشواراً إنسانياً لا يقل زخماً وثراء ودراما عن مشواره الفنى، وقصة حب كبيرة مع رفيقة عمره الفنانة المعتزلة شمس البارودى، حيث تعرفا و بدأت قصة حبهما الكبير وهما فى أوج شهرتهما، وتقاسما الحياة وكانا كيانا واحدا، ومن  أنجح الزيجات الفنية وأكثرها استقراراً، مع أبنائهما الأربعة ناريمان وعمر ومحمود وعبدالله.

وفى منتصف عمره اتخذت حياة الولد الشقى مساراً مختلفاً، فخلال المرحلة الثانية من حياته اتخذ اتجاها دينياً بعد اعتزال زوجته الفنانة شمس البارودى التى شاركته بطولة العديد من الأفلام، وبعد اعتزالها تعرض الزوجان لهجوم شديد، وتوقف الفنان الكبير لفترة عن المشاركة فى الأعمال الفنية حتى تحدث مع الشيخ الشعراوى ليعود من جديد  إلى عطائه الفنى ويقدم عدداً كبيراً من الأعمال الفنية والدرامية التى تتناسب مع قناعاته ومرحلته العمرية.

وعاش الفنان الكبير مع زوجته المعتزلة شمس البارودى حياة أسرية هادئة يسودها الحب والمودة والعطاء المتبادل وعاشت شمس البارودى لعبادتها وأسرتها تقدس حياتها وحبها لرفيق عمرها تقديساً، حتى كانت صدمة وفاة ابنهما غرقاً فى يوليو وهو الحادث الذى زلزل الأسرة ، ولكن تحملت شمس الصدمة واستعانت عليها بالإيمان والصبر، وتبدلت أحوال الفنان الكبير حسن يوسف وتأثرت حالته الصحية وفى أواخر أيامه صارع المرض والأحزان وحاولت زوجته التخفيف عنه بتجمع الأسرة والأبناء، وحين ساءت حالته الصحية رفضت ان يبتعد عنها وحولت غرفته إلى غرفة رعاية مركزة وكانت ترعاه ليل نهار حتى لا تفارقه لحظة، إلى أن صعدت روحه إلى بارئها وهو فى حضنها لتنتهى مسيرة الولد الشقى والفنان الكبير والزوج الوفى، وبعد رحيله تعيش الفنانة المعتزلة شمس البارودى حالة حزن شديدة وتعيش على ذكرى حياتهما السعيدة وقصة حبهما التى تمثل أحد أكبر قصص الحب والوفاء الكبير.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا