نشرت جلالة الملكة رانيا العبدالله، اليوم الثلاثاء، عبر حسابها الرسمي على "إنستغرام" مقتطفات من خطابها الذي ألقته يوم أمس الاثنين في ألمانيا، خلال مشاركتها في أعمال "قمة عالم شباب واحد" السنوية بمدينة ميونخ. وأتاحت اللقطات لمحبيها الاطلاع على أبرز الرسائل التي وجهتها الملكة للقادة الشباب المشاركين في القمة، التي تجمع سنويًا قادة شباب من أكثر من 190 دولة حول العالم، وتعد منصة أساسية لتبادل الخبرات وتعزيز دور الشباب في قيادة التغيير على الصعيد العالمي. التركيز على تداعيات النزاع في غزة تطرقت الملكة رانيا إلى الحرب المستمرة في غزة، مشيرة إلى أن تجاهل المجتمع الدولي لتداعيات الصراع ساهم في تجدد الكراهية عالميًا. وقالت جلالتها إن الخبراء حذروا مرارًا من عمليات التشريد الجماعي والمجاعة والتهديد بالإبادة، مؤكدة أن الهيئات الدولية والأمم المتحدة وثقت هذه المخاطر، لكن العالم لم يتحرك لمنعها. وأوضحت الملكة أن الأزمة ليست محصورة في غزة فقط، بل أن الكراهية تتسلل مجددًا إلى المجتمعات العالمية، مؤثرة على البوصلة الأخلاقية للإنسانية. واستعرضت التحولات القاسية التي شهدتها غزة منذ عام 2023، من قتل الأطفال وإبادة الأسر إلى تشريد الآلاف وتركهم في ظروف جوع وصدمات نفسية. الأزمة وتأثيرها العالمي أكدت جلالتها أن الأزمة في غزة أثرت على مستوى عالمي، مستفزة مشاعر عاطفية وغريزية في جميع أنحاء العالم. وأشارت إلى أن الكراهية ظهرت في السنوات الأخيرة بأشكال جديدة، مثل العنصرية المتخفية تحت مسميات الوطنية أو التفوق العرقي المقنع بالفخر الثقافي. وأوضحت أن الاستهانة بالكراهية على أنها مجرد كلمات تؤدي بالضرورة إلى عنف جماعي وإبادة جماعية إذا لم يتم التصدي لها. ولفتت الملكة إلى دور خطاب التجريد من الإنسانية في تمهيد الطريق للعنف، مشيرة إلى تصريحات إسرائيلية وصفت الفلسطينيين بأنهم "حيوانات بشرية"، وهو نهج يهدف إلى تبرير العنف وتقديمه كضرورة. وأكدت أن اللامبالاة تعتبر الحليف الصامت للكراهية، إذ تمنحها شرعيتها عبر تجاهل القضايا الصعبة، ما يؤدي إلى استسلام أخلاقي تدريجي. الأمل والعمل كأدوات للتغيير حثت الملكة الشباب على مواجهة اليأس بمزيد من الأمل والشجاعة، معتبرة أن الأمل ليس مجرد تفاؤل ساذج، بل قوة تدفع الناس للمطالبة بالحرية والعدالة. وأشارت إلى ولادة حركة عالمية مؤيدة للفلسطينيين خلال العامين الماضيين، ووصفتها بأنها أضخم حركة شعبية عفوية عرفها العالم في الذاكرة الحديثة. وأكدت الملكة أن الحب والشجاعة يتطلبان قوة أكبر من الكراهية، وأن كون الفرد شاهدًا على الفظائع ليس بلا ألم، لكنه الثمن الضروري للبقاء يقظًا أخلاقيًا. منصة "عالم شباب واحد" ودورها العالمي تعد "عالم شباب واحد" منصة تربط القادة الشباب من مختلف أنحاء العالم، وتتيح لهم فرص المشاركة في القمم السنوية، إلقاء الكلمات، حضور ورش العمل، والتواصل مع شخصيات مؤثرة في مجالات السياسة والتنمية وحقوق الإنسان والتكنولوجيا. وتستمر القمة هذا العام لمدة أربعة أيام في ميونخ، بمشاركة خبراء وشخصيات بارزة، حيث تقدم للقادة الشباب فرصًا للتعلم وتبادل الخبرات، وتعزيز دورهم في صناعة مستقبل أكثر عدلًا ومساواة. بهذه المبادرات، تؤكد الملكة رانيا العبدالله التزامها بدعم الشباب وتمكينهم، مع تسليط الضوء على القضايا الإنسانية العاجلة، ودور الأمل والشجاعة في مواجهة الكراهية والظلم، بما يعكس حرص الأردن على دعم القضايا الإنسانية عالميًا وتعزيز الوعي بأهمية الشباب في صناعة التغيير. شاهدي أيضاً: الملكة رانيا العبدالله تتألق في حفل افتتاح المتحف المصري شاهدي أيضاً: الملكة رانيا توجه رسالة للسيدة الأولى انتصار السيسي بعد افتتاح المتحف المصري الكبير شاهدي أيضاً: إطلالات ربيعية منعشة على طريقة الملكة رانيا العبد الله