متابعة بتجــرد: طرحت النجمة اللبنانية إليسا أغنيتها الجديدة “متخذلنيش”، لتُعيد من خلالها تعريف الرومانسية الصادقة كما عهدها الجمهور منذ انطلاقتها، بصوتها الدافئ الذي ينفذ إلى الوجدان، وأداءٍ يجمع ببراعة بين نضج التجربة وعفوية الإحساس. الأغنية التي جاءت كـ التيتر الرسمي لفيلم “السلم والثعبان – لعب عيال” تُعد من أبرز الإصدارات المنتظرة هذا الموسم، لما تحمله من طاقة شعورية عميقة وصياغة فنية مكتملة على المستويين اللحني والتوزيعي. إليسا… فصلٌ جديد في رحلة الإحساس منذ اللحظة الأولى، تُثبت إليسا أن مكانتها في المشهد الغنائي لا تُقاس بالوفرة بل بالعمق. فهي فنانة تعرف تماماً كيف تختار ما يُشبهها، لتُقدّم في كل مرة عملاً يُعيدها إلى جوهرها، ويُقدّم للجمهور تجربة وجدانية كاملة. في “متخذلنيش”، تذهب إليسا إلى منطقة أكثر رهافة ونضجاً، تنقل المستمع من مساحة الخوف إلى مساحة الإيمان بالحب من جديد، لتبدو الأغنية أشبه بحوارٍ داخلي بين القلب والعقل، بين الذاكرة والخبرة، بين الانكسار والرغبة في الحياة. الأغنية من كلمات منة عدلي القيعي، ألحان عزيز الشافعي، توزيع موسيقي وميكس وماستر نادر حمدي، وعزف شريف فهمي على الغيتار، وهو فريق عمل قدّم سابقاً تجارب موسيقية ناجحة أسهمت في تشكيل ذائقة فنية رفيعة. لحنٌ يفيض صدقاً وكلماتٌ تروي أنوثةً ناضجة يأتي لحن عزيز الشافعي متدفقاً بعذوبة وصدق، متناغماً مع النص الذي كتبته منة عدلي القيعي بلغةٍ أنثوية ناعمة ومكتنزة في الوقت نفسه، تُعبّر عن امرأة مرّت بالخذلان لكنها لا تزال تؤمن بالحب رغم الجراح. وفي لحظةٍ غنائية آسرة، تقول إليسا بصوتها الشفاف: “قابلتك بعد ما قولت يا دوب بالعافية أنا اتلصمت، أنا كنت كفرت بالحب خلاص ورجعت آمنت…” إنها لحظة مصالحة مع الذات تصوغها إليسا على طريقتها، حيث يتحوّل الاعتراف بالضعف إلى قوّةٍ وجدانية، ويتحوّل الخوف إلى صدقٍ إنساني يلامس المستمع بعمقٍ غير متكلّف. التوزيع الموسيقي… انضباطٌ في خدمة الشعور يقدّم نادر حمدي توزيعاً أنيقاً يوازن بين البساطة والثراء، تاركاً المساحة لصوت إليسا كي يقود الإحساس. لا صخب موسيقي ولا استعراض تقني؛ بل تفاصيل دقيقة تُبرز جمال الجمل اللحنية ومساحة التعبير الصوتي. ويأتي عزف شريف فهمي على الغيتار ليمنح الأغنية دفئاً إضافياً يكمّل صورتها السمعية، بينما يقدّم الميكس والماستر لمسة نهائية تُبرز صفاء الصوت وتناسق النغم. إليسا… الصوت الذي يُحوّل الوجع إلى جمال لا يمكن الإصغاء إلى “متخذلنيش” دون استشعار التجربة الحياتية والنضج الفني اللذين ينعكسان في كل تفصيلة من أداء إليسا. هي لا تُغنّي الكلمات فحسب، بل تعيشها وتنقلها كأنها حكايتها الشخصية، لتصبح الأغنية اعترافاً إنسانياً عن الخوف من التكرار، وعن الرغبة في تصديق الحب مجدداً. بهذا المعنى، تُثبت إليسا في “متخذلنيش” وفاءها لمدرستها الأصيلة؛ مدرسة الإحساس الحقيقي التي رسّخت حضورها كصوتٍ للمرأة التي تُحب رغم الخذلان، وتنهض رغم الانكسار. عملٌ فنيّ متكامل يعيد وهج الأغنية الرومانسية ليست “متخذلنيش” مجرّد أغنية جديدة في رصيد إليسا، بل عملٌ فنيّ متكامل يعيد الاعتبار للأغنية الرومانسية العربية في شكلها الأصيل: نصّ متقَن، ولحن صادق، وتوزيع راقٍ، وأداء لا يُشبه سواه. في كل إصدار، تُبرهن إليسا أنّها ليست مجرّد نجمة لبنانية أو عربية، بل صوتٌ فنيّ يحمل هوية كاملة، قادرة على أن تُحوّل الأغنية إلى تجربة وجدانية تُحكى، واللحن إلى مشهدٍ يُعاش.https://www.youtube.com/embed/8NClg7Lhg3A?si=I3X3FqsF3_g9DANX