في واقعة غريبة جمعت بين عالم الشهرة والآثار، تصدر اسم كيم كارداشيان Kim Kardashian عناوين الأخبار قبل سنوات بعد أن لعبت دوراً غير مباشر في إعادة تابوت فرعوني نادر إلى مصر. فما التفاصيل الكاملة للقصة؟. لم يكن هذا التابوت مجرد قطعة فنية عادية، بل هو تابوت الكاهن المصري نجم عنخ، الذي يعود تاريخه إلى القرن الأول قبل الميلاد، ويعتبر من أجمل ما صنعته يد المصري القديم من حيث النقوش والزخارف الذهبية. غير أن اكتشاف حقيقته لم يتم إلا بعد ظهور صور كيم كارداشيان معه، لتتحول الواقعة إلى قضية دولية كُشف من خلالها عن شبكة تهريب آثار ضخمة، وتكون النتيجة في النهاية إعادة التابوت إلى موطنه الأصلي، حيث استقبلته السلطات المصرية في احتفال رسمي أعاد له هيبته التاريخية. تفاصيل القصة في عام 2018 شاركت كيم كاردشيان في حفل Met Gala في نيويورك مرتدية فستاناً ذهبياً، ووقفت بجانب تابوت مصري ذهبي لافت للنظر كان معروضاً في معرض داخل Metropolitan Museum of Art. هذا المشهد بدا عابرًا لكنه تحوّل إلى نقطة محورية في قضية دولية لاستعادة قطعة أثرية مسروقة. التابوت يُعرف باسم Coffin of Nedjemankh وكان يُعرض كعمل فني، لكن ما لم يكن واضحاً للجميع أن هذا التابوت كان موضوع تحقيق كبير بشأن تهريب الآثار. سرقة التابوت وحدثها التابوت يعود إلى الكاهن ندجمانخ الذي عاش في مصر خلال القرن الأول قبل الميلاد. تم انتشاله من منطقة المنيا خلال الثورة المصرية عام 2011، ثم تهريبه عبر سلسلة دولية مع تداول وثائق تصدير مزيفة. عرض في ألمانيا وتم تعديل بياناته حتى وصل إلى المتحف في نيويورك مقابل مبالغ مالية كبيرة. تداخل اللعب مع الصفقات والوثائق المزورة جعل التابوت هدفاً رئيسيًّا لجهود مكافحة تهريب الآثار. كيف تغيرت المعادلة بصورة كيم كاردشيان Kim Kardashian الصورة التي التقطت لـ كيم كاردشيان بجانب التابوت أصبحت بمثابة دليل بصري في التحقيق. أحد المشاركين في شبكة التهريب تعرف على التابوت من الصورة وأرسلها إلى مكتب المدعي العام في مانهاتن. التحقيق، الذي كان مستمراً منذ خمس سنوات، استفاد من هذا الرابط لتحديد القطعة وتأكيد مسارها غير القانوني. التابوت كان يحتوي على عظمة إصبعٍ واحدة لم تُنتشل بالكامل، وهي التي ساعدت في التأكد من الهوية الأصلية للتابوت. بفضل هذه الأدلة تم دفع المتحف ليتعاون ويُعيد التابوت إلى مصر. إعادة التابوت إلى مصر وتداعياتها في عام 2019 أعلن المتحف تسليم التابوت إلى السلطات المصرية، بعد أن اتضح أن الوثائق التي استند إليها المتحف كانت مزورة. المتحف أصدر اعتذاراً وغير سياسات التحقق من مصدر القطع الأثرية. التسليم الرسمي للتابوت تم بحضور ممثلين مصريين، واعتبر انتصاراً رمزياً لمصر في مجال حماية التراث الثقافي. القصة سلطت الضوء أيضاً على الثغرات في نظام اقتناء المتاحف العالمية للقطع الأثرية وعلاقته بسوق التهريب الدولي. لماذا القصة مهمة وما الذي تحمله من دلالات أولاً، القصة تظهر أن القطع الأثرية ليست مجرد متاحف أو مقتنيات، بل تراث يرتبط بهوية الشعوب وهو ليس للبيع كالسلع العادية. ثانيًا، أن صورة عارضة أزياء في حدث فخم يمكن أن تكون نقطة تحول في الكشف عن جريمة دولية، ما يربط عالم الموضة والثقافة بمعارك حماية التراث. ثالثًا، التابوت نفسه – بكونه قطعة ذهبية مغطاة بالرموز الفرعونية – جذب الانتباه الإعلامي، لكن ما وراء ذلك هو شبكة معقدة من التهريب والوثائق المزورة والتجارة غير القانونية. كيم كاردشيان والتابوت المصري على الرغم من أن القصة تبدو مثيرة وصادمة، إلا أن دور كيم كاردشيان يبقى غير مقصود نوعاً ما، أي أنها لم تُخطط لكشف التابوت وإنما وقع الأمر بالصدفة. بعض الخبراء يشيرون إلى أن التركيز الإعلامي على الصورة يقلّل من حجم العمل التحقيقي الكبير الذي قام به محققون متخصصون. كذلك، يذكرنا الأمر بأن هناك آلاف القطع المتداولة والأسواق غير المنظمة التي لا تكشف بسهولة، مما يجعل هذه الحالة استثنائية وليست الحل الشامل لمشكلة تهريب الآثار. قصة تابوت ندجمانخ القصة التي جمعت بين الموضة، الفن، الجريمة، والتراث تمثل تقاطعا غير متوقع بين عوالم متنوعة. إعادة تابوت ندجمانخ إلى مصر بعد سلسلة تهريب دولية مهمة تعد انتصاراً رمزياً لحماية التراث، بينما الصورة التي التقطت لـ Kim Kardashian أصبحت جزءاً من رواية كبرى حول كيف يمكن لحدث بسيط أن يحدث فرقاً. الأهم أن هذه الواقعة تذكرنا بأن التراث الثقافي مسؤولية جماعية، وأن الحماية الحقيقية لا تكون فقط عبر المتاحف بل عبر قوانين، تعاون دولي، وتوعية عالمية. شاهدي أيضاً: كيم كاردشيان تكشف عن معاناتها مع الأمومة بعد الانفصال شاهدي أيضاً: هذه هي الأم البديلة التي تستعين بها كيم كاردشيان للإنجاب ..فيديو