في أمسية انتخابية شهدت احتفال مدينة نيويورك بتولي زهران ممداني منصبه كأول عمدة مسلم في تاريخها، خطفت زوجته الفنانة التشكيلية راما دوجي الأضواء بإطلالة حملت رمزية فنية وثقافية تجاوزت حدود الموضة.
إطلالة رمزية تجمع بين الجمال والانتماء
ظهرت دواجي (28 عاماً) في قاعة "بروكلين باراماونت" بفستان أسود مستوحى من التراث الفلسطيني، لتتحول من مجرد زوجة داعمة إلى أيقونة أسلوب تعبّر عن جيل جديد من النساء العربيات اللاتي يستخدمن الأزياء كرسالة وهوية.
اختارت دوجي فستاناً صُمم خصيصاً من توقيع المصمم الفلسطيني الأردني زيد حجازي المقيم في لندن، الذي عُرف بدمجه بين التطريز الفلسطيني والتقنيات الحديثة. جاء التصميم من قماش الدنيم الأسود المحفور بالليزر بنقوش "الطرز الفلسطيني"، بأسلوب بسيط دون أكمام وبياقة عريضة تمنح التوازن بين الحداثة والرمز.
أكملت الإطلالة بتنورة من المخمل والدانتيل من دار الأزياء الأمريكية "أولا جونسون"، ما أضفى بعداً رومانسياً وملمساً فنياً يعكس حسها التشكيلي.
ولم يكن الاختيار عفوياً، إذ ارتبطت دوجي طويلاً في أعمالها الفنية بقضايا الذاكرة والهوية، واستخدمت الأزياء هذه المرة كامتداد لتلك الرؤية. من خلال المزج بين تراث عربي وروح معاصرة، بدت وكأنها ترسم لوحة تجمع الشرق والغرب في مشهد واحد.
تفاصيل دقيقة حملت رسالة فكرية
أضافت دوجي لمساتها النهائية بعناية لافتة، فاختارت أقراطاً فضية طويلة من تصميم الأمريكي "إيدي بورغو" الذي أعاد مؤخراً إطلاق علامته من نيويورك بعد سنوات في لوس أنجلوس. كما اكتفت بوشاح أسود خفيف التف حول ذراعيها دون مبالغة، فيما اتسمت مكياجها بالبساطة من خلال عيون محددة بالكحل وشفاه وردية لامعة.
بدت دوجي واثقة في حضورها من دون تكلف، مقدّمة درساً في الأناقة الواعية التي تبتعد عن البهرجة، وتعبّر عن المعنى قبل المظهر. كان أسلوبها هادئاً لكنه محمّل بالرسائل، ليجسد فكرة أن الموضة يمكن أن تكون شكلاً من أشكال الخطاب الثقافي والسياسي الراقي.
رمزية سياسية وثقافية في لحظة فارقة
تزامن الظهور مع فوز زهران ممداني (34 عاماً)، الأمريكي من أصول هندية، بمنصب العمدة رقم 111 لنيويورك، كأصغر من يتولى هذا المنصب في التاريخ الحديث للمدينة. ورغم أن الأضواء انصبت على خطابه الاحتفالي، إلا أن دوجي لفتت الأنظار بأسلوبها الذي بدا كأنه يعيد تعريف معنى التمثيل النسائي في الحياة العامة الأمريكية.
كونها أول سيدة أولى من جيل "زد" وأصغر من تولت هذا الدور، استطاعت أن تعكس من خلال مظهرها وعفويتها صورة جيل يؤمن بالتنوع والانفتاح، دون أن يتخلى عن جذوره.
واعتُبر اختيارها للمصمم الفلسطيني خطوة تحمل تأييداً واضحاً للهوية العربية والإبداع المحلي في مواجهة سطوة العلامات العالمية الكبرى.
بين الفن والموضة.. رؤية جيل جديد
تنتمي دوجي إلى أسرة سورية الأصل، ونشأت في مدينة دبي قبل أن تنتقل إلى الولايات المتحدة، حيث درست الفنون البصرية وبدأت مشوارها كفنانة تشكيلية تمزج الفن بالبحث الاجتماعي.
التقت بممداني عبر تطبيق للتعارف عام 2021، ثم احتفلا بزواجهما في دبي نهاية عام 2024 في حفل بسيط جمع العائلتين.
منذ ذلك الحين، برزت دوجي كوجه جديد في المشهد الثقافي الأمريكي، إذ اعتمدت على الفنون البصرية والتصميم للتعبير عن قضايا الهوية والانتماء. ومع فوز زوجها، بدا واضحاً أنها تنوي توظيف موقعها الجديد لتقديم صورة معاصرة للمرأة العربية والمسلمة في قلب نيويورك، بعيدة عن الصور النمطية أو الانغلاق.
إطلالة تؤسس لأسلوب جديد في تمثيل المدينة
جاء ظهور دوجي ليعكس ما يمكن وصفه بـ"الأسلوب الواعي"، حيث دمجت الفن بالموضة والسياسة في توليفة تُمثل مدينة نيويورك نفسها، تلك المدينة التي تحتضن الثقافات المتعددة وتعيد تشكيلها باستمرار.
اختارت أن تبتعد عن الماركات الضخمة، مفضلة التعاون مع مصممين شباب يعكسون قيم الابتكار والاستقلالية.
شاهدي أيضاً: من هي راما دوجي التي أصبحت السيدة الأولى لنيويورك؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
