فن / ليالينا

أحمد عبدالله: محطات ملهمة في حياة سيناريست الشعب

رحل السيناريست أحمد عبدالله تاركاً خلفه تركة فنية وبصمات لن تنسى، تعرفوا معنا في السطور القادمة على أبرز محطات السيناريست الراحل.

من هو أحمد عبدالله؟

ولد أحمد عبد الله في حي بين السرايات بالقاهرة يوم 1 أبريل 1965 وانتهى من كلية الحقوق بجامعة القاهرة.
أثناء سنواته الجامعية كتب مسرحيات مستوحاة من أعمال عالمية بتصرف شخصي مثل عالم قطط، الألابندا وحكيم عيون، والتي بينت ميلاً مبكراً لرؤية فنية تجمع بين الفكاهة والواقع.

بعد التخرج دخل المسرح المهني وتعاون مع نجوم مسرح الكوميديا ثم تحوّل إلى عالم السينما في أوائل الألفية الجديدة. كتب سيناريوهات لأفلام مثل عبود على الحدود، يانا يا خالتي وكركر، وجعل لكوميديا الشارع حضوراً يربط بين الضحك والتأمل الشعبي.

الشراكة مع سامح عبدالعزيز ومنجزات مغايرة

ابتداءً من عام 2008 بدأ أحمد عبد الله التعاون مع المخرج سامح عبدالعزيز وقدما معاً ما يعد محطة فارقة في السينما المصرية.
من بين أعمالهما المشتركة كباريه، فيلم الفرح الذي قدم نهاية مزدوجة للجمهور ومسلسل الحارة الذي جسد طبيعة الحي المصري ببراعة.

هذه الشراكة مثلت توافقاً فنياً بين سيناريو قوي من عبد الله وإخراج مبسط من عبدالعزيز، وخلفوا معاً أعمالاً تركت أثراً في وجدان المشاهد المصري. وصف النقاد عبد الله بأنه مهندس الدراما الواقعية وقدروا قدرته على مزج الكوميديا بالواقع الاجتماعي بمنتهى التلقائية.

الأسلوب ورصد الواقع الشعبي

تميز أحمد عبد الله بأسلوبه الذي لم يكن يبحث عن الرمزية المفرطة بل رصد المشهد الشعبي كالشارع والحارة ولغة الناس بأسلوب ساخر لكنه ليس فوضوياً.
أعماله مثل كركر وضعت اللمبي ومشاهير الكوميديا في إطار من الحياة اليومية وفي الفرح هناك تأمل في العلاقة بين الدنيا والآخرة مما منح العمل بعداً أخلاقياً إلى جانب البهجة.

زملاؤه من النجوم تذكّروا أنه كان يهتم بتفاصيل الشخصيات الصغيرة وقام بإشراك نجوم في أدوار محدودة بكامل الأمانة، ما يعطي كل دور مهما كان حجمه قيمة.

قصص من النجوم من خلف الكواليس

روت عدة نجوم قصصاً عن أحمد عبد الله، منهم من ذكر أنه كان يزور موقع التصوير شخصياً لتعديل حوار بسيط أو يقف أمام الممثل ويشرح له الشخصية بدقة غير معتادة.
أحدهم قال إنه حين عرض سيناريو الحارة عليه وجد عبد الله جالساً في الحارة الحقيقية بنفس موقع التصوير ليكتب الحوار هناك.

كما أن روح الفكاهة السريعة كانت سمة عنده، والممثلون أفادوا بأنه كان يرفض وقتاً طويلاً تجاه نص غير مُرضٍ ويُدخل تغييرات بسيطة قبل التصوير كي تبدو السخرية طبيعية وليست مصطنعة.

الخلفيات الفكرية والإخلاص للمهنة

بالرغم من كونه خريج حقوق، كتب أحمد عبد الله شعراً وله ديوان منشور وكتب أغنية للمطربة الراحلة ذكرى، ما يعكس تنوعه وتعدده الفني.
ناقش في حواراته أن فكرة الزمن مهمة في تفكيره وأنه لا يحب السينما الرمزية بل يرى أن النص يجب أن يكون واضحاً وقريباً من الناس.

النقاد أشاروا إلى أنه أثرى الساحة الفنية وركز على الواقع المصري وشكل مع المخرج عبدالعزيز ثنائياً نادراً في الإنتاج الكوميدي الاجتماعي.

الرحيل وإرث يستمر

في 5 نوفمبر 2025 رحل أحمد عبد الله عن عمر ناهز 60 عاماً بعد شهور قليلة من رحيل صديقه وشريكه المخرج سامح عبدالعزيز.
نعته نقابة المهن السينمائية ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي باعتباره أحد أبرز كتّاب السينما والدراما في .

إرثه يظل في الأفلام التي تسعى لتصوير وجدان المصريين في الشخصيات التي تضحكنا وتؤلمنا معاً وفي الشراكة الفنية التي أثبتت أن النجاح لا بد أن يكون مبنياً على احترام المهنة والحوار والكتابة الجادة.

لماذا كان أحمد عبد الله مختلفاً

لأنه بالغ في البساطة والواقعية ونأى بنفسه عن العوالم المتصّنعة وكتب للشارع المصري من قلب الحارة الشعبية لكنه لم يضحي بالسيناريو بل رفع مستوى الكوميديا لتصبح وسيلة وليس غاية.

لأنه آمن بأن الممثل مهما كان دوره صغيراً يجب أن يؤديه بإتقان، وعلى الكتابة أن تراعي من تقدم على ، ما جعل محطات عمله محط احترام.

شراكته مع سامح عبدالعزيز أنتجت كباريه والفرح والحارة، أعمال ليست فقط ترفيهية بل أيضاً خالدة في الذاكرة الشعبية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا