قال المخرج الصيني البارز جوان هو في محاضرة بعنوان "حكايات من الصين المتطورة: لقاء مفتوح مع جوان هو"،بمهرجان القاهرة السينمائي قائلا:"في السنوات الأخيرة، شهد تصميم المخرجين الصينيين تطوراً ملحوظاً، سواء على مستوى الأسلوب البصري أو السردي. المخرجون أصبحوا يمزجون بين الجذور الثقافية الصينية والاتجاهات العالمية الحديثة، مع اهتمام كبير بالتصوير السينمائي والإضاءة والألوان لتوصيل المشاعر والأفكار بشكل أقوى. كما أن هناك تركيزاً أكبر على تفاصيل الإنتاج، من تصميم المواقع والديكورات إلى الأزياء والموسيقى التصويرية، بحيث تصبح كل العناصر جزءاً من لغة الفيلم البصرية. هذا التطور جعل السينما الصينية أكثر قدرة على المنافسة عالمياً، مع الحفاظ على هويتها الثقافية والفنية الفريدة" وتابع هو مشيرا الي:"خلال دراستي الأكاديمية، تعلمت أساليب الأفلام العالمية، خاصة الأوروبية، ثم انتقل تركيزي لاحقاً إلى المجتمع المحلي. أركز في أعمالي على الإنسان ومصيره، معتبرة أن هذا جزء من المسؤولية الاجتماعية للسينما، مثل فيلم “استقلالها للدواء” الذي كشف الفساد في صناعة الدواء وأثره على المجتمع. دائماً أسلط الضوء على قضايا يحتاج المجتمع للانتباه إليها، مع الإنسان كمحور أساسي للحياة". واشار هو قائلا:"التطور الصيني غير مسبوق، سواء على المستوى التكنولوجي أو الاقتصادي. السرعة الكبيرة للتقدم، مثل القطارات التي تصل سرعتها إلى 360-365 كم/ساعة، تؤثر على المجتمع كله، ويجري الجميع وراء هذا التغيير، وكمخرج، أركز على وضع الكاميرا في الأماكن التي لم تلحق بعد بهذا التطور السريع، لأطرح سؤالاً حول ما إذا كانت هذه المناطق ستشهد هذا التطور أم لا، أو لألفت نظر المجتمع إلى تأثير هذا التغير على بعض الفئات بشكل سلبي. أشعر أن هناك مسؤولية فنية في توثيق حياة الإنسان في كل مكان، خصوصاً أولئك الذين يسمعون عن التنمية لكن لم يصبحوا جزءاً منها بعد. فالمادة الأساسية للفيلم بالنسبة لي ليست الإنسان الذي شهد التطور بالفعل أو أصبح جزءاً من التقنية والثراء، بل الإنسان الذي يعيش على هامش هذا التقدم". واضاف هو قائلا:"اختيار فيلم Black dog لمكان نائي في شمال غرب الصين جاء لأن هذه القرى لم تشهد التطور الكبير الذي حصل في باقي المناطق. الهدف كان تسليط الضوء على هذه الأماكن لتعريف الجمهور بها وإظهار أهمية وصول التنمية إليها". واشار هو الي:" في فترة الكورونا كنت اقضي يومي بالكامل مع كلبي، وشعرت دائماً أن الكلب يتعامل معي بلا ملل وبصدق، وكأن هناك لغة مشتركة عاطفية وإنسانية قوية بيننا. هذا الشعور ألهمني لرغبة في صناعة فيلم عن العلاقة بين البشر والكلاب، وهو ما تحقق في “Black Dog”". يدير الجلسة الكاتب والمترجم د. أحمد السعيد، مؤسس ورئيس "بيت الحكمة للثقافة"، ويعد هذا اللقاء فرصة فريدة للتعرف على تجربة، أحد أبرز وجوه الجيل السادس من السينمائيين في الصين. تتميز أفلامه بمعالجة حياة الناس العاديين والمهمّشين، وتعكس التحولات الاجتماعية السريعة في الصين المعاصرة، من خلال مزج متقن بين الواقعية والحس الإنساني.وقد رسخ جوان هو صوته السينمائي الفريد عبر أعماله الشهيرة مثل Mr. Six، The Eight Hundred، وBlack Dog، الذي حصل على الجائزة الكبرى في قسم "نظرة ما" بمهرجان كان السينمائي الدولي السابع والسبعين، مقدّمًا رؤية تجمع بين الإنسانية والحميمية والوعي الاجتماعي. "أيام القاهرة لصناعة السينما" أُطلقت "أيام القاهرة لصناعة السينما" كمنصّة مخصصة لدعم وتطوير الصناعة السينمائية في العالم العربي وأفريقيا، من خلال توفير فرص التمويل والتدريب والتشبيك بين صُنّاع الأفلام والخبراء الدوليين. تضم الأيام عدة برامج ومحاور رئيسية أبرزها: ملتقى القاهرة السينمائي، منتدى المحترفين، وورش العمل المتخصصة. وقد أصبحت اليوم إحدى أهم الفعاليات المهنية في المنطقة، لما تقدمه من فرص حقيقية لتطوير المشاريع والمواهب الناشئة. مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا، وأحد أبرز المهرجانات الدولية المعتمدة من الاتحاد الدولي للمنتجين (FIAPF). تأسس عام 1976، ويقام سنويًا تحت رعاية وزارة الثقافة. يحرص المهرجان في كل دورة على الجمع بين البعد الفني والبعد المهني، ما يجعله منصة رئيسية للحوار بين الثقافات وتعزيز حضور السينما العربية على الساحة الدولية.