لميس محمد - تصوير حسن محمدالأحد، 16 نوفمبر 2025 05:29 م كشف المخرج التركي نوري بيلجي جيلان في خلال محاضرة بعنوان "انعكاسات سينمائية: رحلة في عوالم نوري بيلجي جيلان"، بمهرجان القاهرة السينمائي قائلا:"عندما كنت شخصًا شديد الانطواء، كانت التصوير الفوتوغرافي عالمًا مثاليًا لي، لأنه لا يتطلب الآخرين. السينما بدت مستحيلة في البداية، بسبب التعامل مع فرق كبيرة من الناس. لكن مع بلوغي الخامسة والعشرين، بدأت أحب السينما، وتساءلت إن كان بالإمكان العمل فيها بأسلوب يشبه التصوير، ضمن مجموعة صغيرة جدًا، أو حتى بمفردي. هكذا بدأت بصناعة الأفلام القصيرة وحدي، باستخدام كاميرا 35mm، أصور بدون سيناريو، مستكشفًا حياتي وعائلتي وما حولي، بطريقة فوتوغرافية صرفة. وأشار المخرج التركي نوري بيلجي جيلان قائلا:"مع الوقت، أدركت أنني بحاجة على الأقل إلى شخص للتركيز البؤري، فأضفت شخصًا ثم آخر. شيئًا فشيئًا، اكتسبت ثقة أكبر بنفسي، ونمت مهاراتي، وأصبح العمل السينمائي طبيعيًا بالنسبة لي. أحيانًا أسترجع بداياتي وأشعر بالحنين، لكن قدراتي اليوم أوسع وأعمق بكثير. وأضاف المخرج التركي نوري بيلجي جيلان قائلا:"في كتابتي، لا أعتبر الأمر تحيّزًا، بل جزءًا من فهم الذات. علينا أن نكتب وفقًا لتغيرنا ومعرفة أوهامنا ومعتقداتنا الخاطئة. أحب الكتابة عن مجموعات صغيرة وقصص بسيطة، وأجد نفسي منجذبًا لمشاهدة هذا النوع من الأفلام باستمرار، هذه التساؤلات التي أطرحها على نفسي عندما أكون وحيدًا، أشبه بالعلاج: أسأل، أبحث عن إجابات، وأحيانًا أغوص لدرجة العجز عن التعبير. وأشار المخرج التركي نوري بيلجي جيلان قائلا:"في العمل السينمائي، لا أبدأ بفكرة مسبقة عن الشخصيات، وأختار الحالات أولًا، ثم أصوّر الأشخاص وأكتب عنهم. هذا العمل يتطلب جهدًا كبيرًا، لكنه ضروري، وعملية اختيار فريق التمثيل تمت بالفعل". تقام المحاضرة في إطار فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما المُقامة ضمن أنشطة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ46، ويدير الجلسة الناقد السينمائي أحمد شوقي، رئيس الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين (فيبريسي) والاتحاد الأوروبي لنقاد السينما (EFCA). تقدم هذه المحاضرة لقاءً استثنائيًا مع المخرج التركي العالمي نوري بيلجي جيلان، رئيس لجنة التحكيم الدولية في الدورة الـ46، وأحد أبرز صُنّاع السينما في العالم المعاصر. يشتهر جيلان بأسلوبه الواقعي المتأني وصوره الشعرية، وقدرته الفريدة على التقاط التفاصيل الدقيقة للتجربة الإنسانية بعمق فلسفي وبصيرة فنية حساسة.استطاعت أعماله البصرية، التي تتسم بتكوينات دقيقة ولغة سينمائية ذات بعد إنساني وتأملي، أن تحصد أبرز الجوائز في مهرجان كان السينمائي، ولا يقتصر إبداع جيلان على السينما، إذ تُعرض أعماله الفوتوغرافية في معارض دولية، وتعكس ذات الروح التأملية والعمق البصري الذي يميز أفلامه.توفر هذه الجلسة فرصة نادرة للتعمق في فلسفته السينمائية، وفهم مقاربته للغة الصورة، وكيفية بنائه لعوالم إنسانية نابضة بالأسئلة والبحث والوعي الاجتماعي، عبر رؤيته التي تعبر الحدود والثقافات.تأتي هذه المحاضرة ضمن سلسلة فعاليات تهدف إلى إتاحة مساحة للحوار مع صناع السينما المؤثرين عالميًا، وتعميق الوعي الفني لدى المبدعين والجمهور على حد سواء. عن "أيام القاهرة لصناعة السينما" أُطلقت "أيام القاهرة لصناعة السينما" كمنصّة مخصصة لدعم وتطوير الصناعة السينمائية في العالم العربي وأفريقيا، من خلال توفير فرص التمويل والتدريب والتشبيك بين صُنّاع الأفلام والخبراء الدوليين. تضم الأيام عدة برامج ومحاور رئيسية أبرزها: ملتقى القاهرة السينمائي، منتدى المحترفين، وورش العمل المتخصصة. وقد أصبحت اليوم إحدى أهم الفعاليات المهنية في المنطقة، لما تقدمه من فرص حقيقية لتطوير المشاريع والمواهب الناشئة. عن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا، وأحد أبرز المهرجانات الدولية المعتمدة من الاتحاد الدولي للمنتجين (FIAPF). تأسس عام 1976، ويقام سنويًا تحت رعاية وزارة الثقافة. يحرص المهرجان في كل دورة على الجمع بين البعد الفني والبعد المهني، ما يجعله منصة رئيسية للحوار بين الثقافات وتعزيز حضور السينما العربية على الساحة الدولية.