يمتلك عيد الأضحى مكاناً دينياً كبيراً عند المسلمين حول العالم، لكن الأطفال الصغار قد لا يفهمون المغزى من العيد، ولا يستوعبون شعائره، وسبب ارتباطه بموسم الحج، وهنا تكمن مهمة الكبار في أفهام الأطفال وإخبارهم سبب شعائر هذا العيد المبارك، عن طريق قصص مبسطة وهادفة، تحكي تفاصيل هذه الشعائر بشكل واضح، يقدمها "سيدتي وطفلك".
قصة يوم في عرفات

مشى أبي وعمي في أول الركب مع رجال في عمرهم، فيما مشى وراءهم أحمد وسمير، أما حسن فكان يجلس على كتفي أبي، راح أبي وعمي وكل الرجال يرددون: ”لبيك اللهم لبيك... لبيك لا شريك لك لبيك”.
كانت أصواتهم رغم الحشود قوية، ورحنا نردد بأصواتنا الرقيقة مثلهم، كانت أصواتنا رقيقة، عذبة، غير أن صوتي لم يكن بارزاً مميزاً، رحت أرفع صوتي عالياً، وراح البعض يرفعون أصواتهم أيضاً، فصارت أصواتنا متباينة، بين عال وهادئ، خاشع وزاعق، أما صوت أبي ورفاقه، فكان لا يزال قوياً، عذباً، راح كل واحد منا يهذب صوته، حتى تساوت أصواتنا، وعادت، رقيقة عذبة كما كانت، إلى أن اقتربنا من الحرم المكي.
لبس أبي حرامه ولبسنا أحرمتنا أيضاً، استقبلنا البيت الحرام، دعا أبي دعاء القدوم، رددنا خلفه، طالعنا الكعبة البهية، شامخة مهيبة، وهذا مقام سيدنا إبراهيم، هو الذي أعاد بناء البيت الحرام، صلينا ركعتين في مقام إبراهيم، ثم عرجنا على بئر زمزم، أشار أبي تجاهه وقال: "من هنا فار الماء تحت قدم نبينا إسماعيل، الطفل الصغير حين راحت أمه تجري في كل مكان تبحث له عن ماء، تصعد إلى الصفا ثم تنزل مهرولة إلى المروة، لم تجد غير أن الطفل الرضيع راح يضرب الأرض بكعبيه الصغيرتين فانشقت الأرض بإذن الله سبحانه وتعالي، وخرج منها الماء وكان ماء عذباً زلالاً فشرب الطفل وشربت الأم، وهذه الصفا والمروة من شعائر الله، صعدنا جبل عرفات دفعات تلو دفعات حتى اكتسى الجبل بالبياض والجميع يردد: لا شريك لك لبيك.
أصواتهم قوية خاشعة عذبة ونحن نردد معهم، هذه مزدلفة، وهذه حصياتها، أخذنا منها سبع حصيات، وقال أبي ارجموا إبليس، كان يحرض أبانا إبراهيم عليه السلام على معصية الله عز وجل عندما أمره الله سبحانه وتعالى بذبح ابنه إسماعيل، فراح أبي يقذفه بالحجارة ورحنا نحن أيضاً نفعل مثله، ثم توجهنا للحرم ونحن مازلنا نردد: لا شريك لك لبيك.
هل تعرفين كيفية شرح مناسك الحج للأطفال؟
قصة ملابس العيد

كان هناك فتى صغير اسمه حمود، ذات يوم جلس حمود تحت شجرة كبيرة قريبة من بيته، ولكن وجهه كان عابساً وحزيناً! كان يفكر بأمر ما، بعد قليل جاءه صديقه حمدان وجلس ليرى ما به صديقه.
سأله حمدان: ما بك يا حمود؟ يبدو أنك تفكر بشيء ما! ولكن حمود لم يرد على صديقه حمدان! وظل على حاله يفكر، ثم سأله حمدان مرة أخرى: لمَ لا ترد عليّ وتكلمني؟! فجأة، انهمرت الدموع من عيني حمود! فقال له حمدان: يجب أن تكون فرحاً ومسروراً لأن العيد قادم.
فقال له حمود: أنا لا أريد أن يأتي العيد! تفاجأ حمدان من كلام صديقه وقال له: إن العيد جميل، وسوف يمر علينا كلنا، وسنفرح به كباراً وصغاراً، ويجب أن تفرح به أنت أيضاً، ثم قال حمود بحزن: لا أريده أن يأتي ولا أريد أن أفرح به! وبدأ يحكي همومه لصديقه، وقال: أبي لن يشترى لي ثوباً جديداً، لأنه لا يملك المال الكافي، ولأننا أنفقنا عليه المال لإجراء عملية له، وقد استدنّا المال من الأقارب، وهو الآن مديون ولا يستطيع أن يشتري لي ثوباً جديداً! فقالت لي أمي، إنها سوف تعطيني ثياب أخي الكبير القديمة؛ لأنها صغرت عليه، وأصبحت تناسبني لألبسها في العيد؛ لهذا أنا لا أريد أن يأتي العيد.
فقال له صديقه: وماذا في ذلك؟ يجب أن تحمد ربك على نعمه، ويجب أن تصبر على مشاكل أسرتك، فهناك فقراء لا يملكون شيئاً للعيد، ويجب ألا تكون أنانياً مع أسرتك.
نصائح كي تعلّمي طفلك طقوس عيد الأضحى
اقتنع حمود بكلام صديقه وذهب حزنه، ثم سأل صديقه: وأنت، ماذا سوف ترتدي للعيد يا حمدان: رد عليه حمدان: أنا أيضاً عائلتي فقيرة؛ فأمي سوف تنظف ثيابي القديمة، لأنها تصلح للعيد. فابتسما وفرحا بالعيد، وهذا مقطع قصة تجمع بين التشويق والفائدة والتي تغرس في نفوس الأطفال الخلق الطيب، وهي مأخوذة من واقع الحياة، تتحدث القصة عن فتى صغير اسمه غانم. ذات يوم جلس غانم تحت شجرة كبيرة قريبة من بيته، ولكن وجهه كان عابساً وحزيناً! كان يفكر بأمر ما، بعد قليل جاءه صديقه صفوان وجلس ليرى ما به صديقه. سأله صفوان: ما بك يا غانم؟ يبدو أنك تفكر بشيء ما! ولكن غانم لم يرد على صديقه صفوان! وظل غانم على حاله يفكر. ثم سأله صفوان مرة أخرى: لما لا ترد علي وتكلمني؟! فجأة، انهمرت الدموع من عيني غانم! فقال له صفوان: يجب أن تكون فرحاً ومسروراً لأن العيد قادم، فقال له غانم: أنا لا أريد أن يأتي العيد! تفاجأ صفوان من كلام صديقه وقال له: إن العيد جميل، وسوف يمر علينا كلنا، وسنفرح به كباراً وصغاراً، ويجب أن تفرح به أنت أيضاً، ثم قال غانم بحزن: لا أريده أن يأتي ولا أريد أن أفرح به! وبدأ غانم يحكي همومه لصديقه، وقال: أبي لن يشترى لي ثوباً جديداً، لأنه لا يملك المال الكافي، ولأننا أنفقنا عليه المال لإجراء عملية له، وقد استدنا المال من الأقارب، وهو الآن مديون ولا يستطيع أن يشتري لي ثوباً جديداً! فقالت لي أمي، إنها سوف تعطيني ثياب أخي الكبير القديمة؛ لأنها صغرت عليه وأصبحت تناسبني لألبسها في العيد؛ لهذا أنا لا أريد أن يأتي العيد. فقال له صديقه: وماذا في ذلك؟ يجب أن تحمد ربك على نعمه، ويجب أن تصبر على مشاكل أسرتك، فهناك فقراء لا يملكون شيئاً للعيد، ويجب ألا تكون أنانيا مع أسرتك. اقتنع غانم بكلام صديقه وذهب حزنه، ثم سأل غانم صفوان: وأنت، ماذا سوف ترتدي للعيد يا صفوان؟ فرد عليه قائلاً: أنا أيضاً عائلتي فقيرة؛ فأمي سوف تنظف ثيابي القديمة، لأنها تصلح للعيد. فابتسما وفرحا بالعيد وصنعا لهما أرجوحة بواسطة حبال متينة، وعلقاها على الشجرة ليلعبا بها في العيد فرحاً وابتهاجاً بقدومه.
أنشطة تعليمية للأطفال في عيد الأضحى
قصة خروف الجار

قبل أيام من العيد ذهب رب عائلة متوسط الدخل للسوق لشراء أضحية العيد وبعدما اختار الأضحية ودفع ثمنها التقى بأحد أصدقائه، وطلب منه أن يأخذ الأضحية إلى منزله لأنه كان مشغولاً وكان صديقه متوجهاً إلى ناحية بيته.
الصديق لم يكن متأكداً من موقع المنزل بالضبط فأخطأ وأخذ الأضحية إلى جيران صديقه وأعطاهم إياها قائلاً هذه الأضحية لكم دون أن يذكر مِن مَن.
كان الجيران فقراء لا يملكون المال لشراء الأضحية ففرحوا كثيراً ظناً منهم أنها من أحد المحسنين إلى درجة أن زوجة صاحب الخروف الحقيقي انتبهت لهم من شدة الفرحة، وتساءلت في نفسها من أين لهم بالمال لشراء الكبش.
عندما عاد إلى المنزل توقع أن يجد أولاده فرحين بالكبش لكن كان كل شيء عادياً، فدخل المنزل وسأل زوجته فردت عليه أن لا أحد أتى بالأضحية وتذكرت جيرانها، وقالت له أعتقد أن صديقك أخطأ وأخذ الأضحية لجيراننا فاذهب وأت بها.
فرد عليها إن الله قد كتبها لهم ولا يحق لنا أن نسلب فرحة الأولاد الفقراء، وقرر أن يذهب لشراء أضحية أخرى، عندما عاد إلى السوق وجد أحد البائعين يحط رحله فذهب إليه، وقال في نفسه سأكون أول المشترين منه عسى أن يساعدني في الثمن، وعندما وصل قال له البائع: "في الطريق وقع لي حادث ونجوت أنا وماشيتي بأعجوبة ونذرت نذراً أنني سأدع أول زبون يختار أفضل أضحية ويأخذها بدون أن يدفع شيئاً".
فرح رب الأسرة، وأيقن تماماً أن ما حصل معه هو جزاء طيب من الله سبحانه وتعالى.
كيف تتصرفين مع طفلك بخصوص مواقفه المختلفة من خروف العيد؟
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سيدتى ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سيدتى ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.