وصلنا إلى زمن، لم تعد فيه الكثير من النساء ترغب بإنجاب الأطفال بسرعة بعد الزواج، وربما يؤجلن هذه الفكرة التي تأتي يعتبرنها مشروعاً يحتاج إلى دراسة أعمق، على الرغم من ذلك، قد نرى أن الكثير من السيدات العازبات، اللواتي تأخرن في الزواج، بسبب ظروف الدراسة، يتصرفن بشكل أفضل مع أطفال غيرهن، وهذا ما قد يكون وضع الخالات والعمات في المنزل الكبير، حيث يتقبلن أن يلعبن دور الأمهات لأبناء إخوتهن أو أخواتهن، فينغمسن في دوامة من المسؤوليات، لم تكن بالحسبان، ويتعلمن الكثير عن الأطفال، ويحتفظن بالكثير أيضاً من الملاحظات المهمة، فما هي الدروس المهمة التي يمكن أن تتعلميها من تربية أطفال شخص آخر، كما يجد المتخصصون التربويون والنفسيون؟ الدرس الأول: تتحملين مسؤولية تربوية كبيرة الدرس الأول: تتحملين مسؤولية تربوية كبيرة حتى لو لم تكوني الأم البيولوجية للطفل، فإن تأثيرك هائل. لديك القدرة على أن تكوني قدوة وعوناً أكبر للطفل من الأم نفسها، أي من التي يغيب معظم الوقت، أو ببساطة ربما لا تكون على قدر المسؤولية. سيلجأ إليكِ الطفل غريزياً إذا كنتِ تتمتّعين بصفاتٍ أسمى كفرد أو تُظهرين تعاطفاً أكبر. أحياناً، كل ما هو مطلوب هو التوافر العاطفي. سواء أكان بيولوجياً أم لا، ففي هذا السياق، لا يهم.وستجدين نفسك داخل المشهد تتصرفين بشكل مختلف، قد لا تتقنين جميع الأدوار والمهام، بشكل مثالي، ولكن في كثير من النواحي، قد تكونين قدوة للأطفال، ولا تعلمين ذلك حينها، منها اتباع نظام صحي، وتعليم الأطفال قيمة المعرفة وأسلوب الحياة الرياضي. وهي بمجملها أشياء تحافظ على صحتك وتركيزك وتدفعك نحو التقدم في الحياة، وتبني جسراً بينك وبين الأمومة المستقبلية.وسواءً أقررت بذلك أم لا، فبمجرد وجود أطفال من حولك، فإنك تتحملين مسؤولية كبيرة. لأن ما تفعلينه وكيفية فعله غالباً ما يُقلّد أو يُتخذ أساساً للتمييز بين الصواب والخطأ، وقد تخرجين بدروس في التربية.هل يصعب على الأم تغيير مزاجية طفلها التي وُلد بها؟ وهل تجبره على تغييرها؟ الدرس الثاني: الأطفال يعانون من دون أن يُلاحظ أحد ذلك حتى أكثر الآباء حناناً لديهم نقاط ضعف. بسببها، قد يغفلون عن مشاكل كبيرة يعاني منها أطفالهم. وغالباً ما يغفلون عن ملاحظة التغيرات التي تطرأ على أطفالهم حتى يحدث تحول جوهري. يشبه الأمر إلى حد ما مراقبة نمو أطفالهم. إنهم ببساطة يعتادون على أطفالهم أكثر من اللازم، وبالتالي يصبحون أقل حساسية. هذا أمر طبيعي، ولا يمكن لومهم عليه.الحقيقة هي أن التغيرات في الصحة النفسية للطفل لا تحدث بين عشية وضحاها. ومن السهل الخلط بين مظاهرها لدى الأطفال وسوء السلوك التقليدي، حيث يمكن لشخص أقل انخراطاً في المشاكل المالية للعائلة مثلك، أن يكون أكثر انتباهاً لتغيرات الطفل، وأكثر إحساساً بحالته العاطفية الطبيعية من الأم نفسها. لكنك قد تكونين مضطرة للوقوف بجانب أكثر حيادية إلى حد ما، وأكثر يقظة أيضاً إلى حد ما. لكن لم يتطلب الأمر خبرة أمومية لملاحظة بعض التقلبات المزاجية غير المنطقية لطفلة في الثالثة من عمرها.أهم ما يمكنك تعلمه من هذه التجربة هو أن الأطفال غالباً ما يعانون بصمت. لذا، على البالغين إيلاء المزيد من الاهتمام لتغيرات سلوك الأطفال، وإلا فقد تُنسى معاناتهم وصراعاتهم. وقد يكون لهذا عواقب وخيمة لأن قدرة الأطفال على تنظيم أنفسهم بشكل كافٍ محدودة، وقد يجعلك هذا بالتأكيد تفكرين في المنظور المستقبلي لإنجاب الأطفال بنفسك، من دون أن تغفلي عن المشاكل التي قد يواجهها أطفالك. الدرس الثالث: الطفل لن يصبح ابنك بكل الأحوال! الدرس الثالث: الطفل لن يصبح ابنك بكل الأحوال! رغم أنك تصبحين قريبة جداً لطفل غيرك، إلا أن المسافة بينكما ستظل قائمة، وسيُستخدم هذا ضدك في لحظات قد تجدينها قاسية، على سبيل المثال:سيتم تذكيرك بدورك كخالة أو عمة، وليس كأم حقيقية لهم، عندما تضطرين لفرض نظام صارم عليهم.ستشعرين أيضاً بنوعٍ غريبٍ من عدم الامتنان الكامن عند الأطفال، في تلك المواقف ولا تستغربي أن الأطفال قد يصنفونك، رغم كل ما تفعلينه، بأنك غير جديرٍة بالسلطة لأنك ببساطة لستِ أمهم. قد يعتبرونك مصدر إزعاجٍ سمح لك الأب أو الأم بالتصرف في حياتهم.قد يشعرك الأطفال بالألم وبأن جهودك ستضيع، لمجرد أنك أعطيت ملاحظة عن قلة النظافة أو الحس السليم، أو السلوكيات المُفرطة. ستشعرين بضجة ربما لم تكن لتواجهها الأم البيولوجيٌّة بهذا المستوى. أو على الأقل، كانت ستواجه إهانات أقل.ستدركين أنه من المحتمل أن يكون هناك فرق بين طفلك وطفل امرأة أخرى في مسألة التسامح تجاه سوء سلوكهم.رغم أنه يمكنك أن تكوني قريبةً من أطفال الآخرين. لكن سيظل هناك دائماً ذلك الشيء الصغير الذي يهمس، "إنهم ليسوا ملكك بالكامل".حتى لو تجاهلتِ حقيقة أنك لست أمهم، فمن المرجح أن يذكرك الأطفال أنفسهم بذلك. الدرس الرابع: علاقتك بالطفل لا تدوم إلا إذا كانت علاقتك بأمه قوية سيتطلب الأمر وقتاً وجهداً للسماح لطفل شخص آخر بأن يحتل مكاناً في قلبك. قد يختلف الأمر من طفل لآخر، لكنكِ بالتأكيد تبذلين جهداً كبيراً في تطوير نفسك ليتقبلك هؤلاء الأطفال، ومع ذلك، عليكِ أن تدركي أن الشراكة مع الأم ستكون في تربية الأطفال، هي معقدة، وإذا ساءت الأمور بينك وبينها، قد تخسرين الكثير، ومن النادر جداً أن يستمر التفاعل مع طفل شخص آخر، كأخيك أو أختك، إذا ساءت العلاقة مع الأم، حتى لو كنت أنت على صح، فعادةً ما ينقطع التواصل بين الطرفين. وتتشكل حياة وعلاقات جديدة، ووجود أم تتصرف، بشكل متهور هو أمر محرج للغاية بالنسبة لكِ، ويُفضل هنا أن تتركي مساحة لها. الدرس الخامس: ليس مطلوباً منك الحماية الكاملة! الدرس الخامس: ليس مطلوبا منك الحماية الكاملة! مهمتك الأساسية، من وجهة نظر الأهل، أو الأطفال أنفسهم، هي أن تحبّي الأطفال فقط، وتتركي الإضافات الأخرى للأم، مما يجعل المهمة صعبة للغاية. صحيح أن تلبية الاحتياجات الأساسية تتطلب جهدًا كبيرًا، لكن مهمتك لا تقوم على تشكيل الأطفال من جديد، عليك أن تتفهمي ذلك، فلا تضغطي عليهم ليكونوا أفضل، أو تجبريهم على القيام بمختلف الأنشطة ليصبحوا أطفالاً مثاليين. إنهم مثاليون بالفعل، من وجهة نظر أمهم، فقط أحببيهم كما هم، وتأكدي من أنهم يشعرون بهذا الحب.لا تحومي حولهم ودعيهم يسقطون أحياناً ويتمتع الأطفال ببعض الاستقلالية، التي قد لا توفرها لهم الأم الحقيقية، أنتِ من يطلبون منكِ تقبل فشلهم، والطريقة التي ينمون بها. ويكونون أكثر استعداداً لعالم الكبار! نحن لا نقول إنه يجب ألا تنظري إلى أطفال غيرك بعين الحماية، ولكن كلما قلت قدرتك على فعل ذلك، كان ذلك أفضل. مع مساعدتهم على فهم كيف يمكنهم القيام بتفاصيل الأمور بأنفسهم، كوني موجودة، ولكن فقط بالقدر الذي تساعدينهم فيه على تعلم القيام بذلك بأنفسهم. الدرس السادس: لا تحاولي أن تقرري حياتهم ستجدين أنك تحبين القراءة لهم أكثر مما تحبين لنفسك، في معظم الأيام. وأنها طريقة رائعة لقضاء الوقت معهم، ولتعزيز حب القراءة لدى الأطفال الذي سيساعدهم لبقية حياتهم، ولتستكشفا معاً عوالم جديدة من الخيال، لكن دعيهم يُوجّهون عملية تعلمهم بأنفسهم. ولا تتضايقي أن الكثير من الأطفال مُعتادون على التعلّم من الأعلى إلى الأسفل (حيث يُملى عليهم ماذا ومتى وكيف يتعلمون من آبائهم) لدرجة أنهم لا يعرفون كيف يُوجّهون أنفسهم، إلا عن طريق أمهم أو أبيهم، بدلاً من محاولة التحكم بمسألة التعلم، حاولي تشجيعهم على تعلّم ما يُثير اهتمامهم، ومساعدتهم في مشاريع التعلم حتى يتمكنوا من القيام بذلك بأنفسهم، كما يفعل الكبار.جرّبي أن تكوني عملية ديمقراطية لاتخاذ القرارات، فأنتِ لستِ والدتهم، التي يمكنها تحديد مكان عطلة نهاية الأسبوع، ستحتاجين لمناقشة الأمر معهم بصوت عالٍ، فهذا يُعلّمهم المشاركة في اتخاذ القرارات، فلا تحاولي أن تقرري حياتهم،فهذا ما يريدونه منك أكثر من أمهم.وإذا أردتِ تعليمهم عدم القتال، يجب أن تكوني مسالمةً، إذا أردتِ تعليمهم أن يكونوا أشخاصاً جيدين، يجب أن تكوني متعاطفة ومحبة، إذا أردتِ تعليمهم عدم التواجد على أجهزتهم، يجب أن تفعلي الشيء نفسه. إذا أردتِ منهم أن يكونوا نشيطين وأن يتناول الأطفال طعاماً صحيا وأن يقرؤوا ويتأملوا.. فإن الأمر يبدأ بكِ.*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص