يُعد الحيض (الدورة الشهرية) جزءاً طبيعياً وصحياً من مراحل نمو الفتاة، ويمثل علامة مهمة على بداية مرحلة البلوغ والنضج الجسدي. فعندما تبدأ الدورة الشهرية، فهذا يشير إلى أن جسم الفتاة ينمو ويتطور بطريقة طبيعية، وأن أجهزته الحيوية- خصوصاً الجهاز التناسلي- تعمل كما ينبغي. د. هناء منصور هي اختصاصية في قسم طب النساء والتوليد، في مستشفى ميدكير بالشارقة، توضح لقارئات "سيدتي" أهمية الحيض في نمو الفتاة. د. هناء منصور على الرغم من أن الحيض يُعتبر عملية بيولوجية طبيعية تحدث لدى جميع الفتيات، إلا أن العديد منهن يشعرن بالقلق أو الخجل أو حتى الخوف عند مواجهتهن لهذه المرحلة للمرة الأولى. وقد يعود ذلك إلى نقص المعلومات أو انتشار المفاهيم الخاطئة أو نظرة المجتمع السلبية تجاه الموضوع. تتابع د. هناء: "إن فهم الحيض بشكل علمي وبسيط يُسهم في إزالة الغموض المحيط به، ويُعزز شعور الفتاة بالثقة تجاه جسدها. كما يساعد هذا الفهم على كسر الحواجز النفسية المرتبطة بالخجل أو الإحراج، ويدعم الفتيات في التعامل مع الدورة الشهرية براحة أكبر، سواء في المنزل أو المدرسة أو أثناء الأنشطة اليومية. ومن الطبيعي أن تلاحظ الفتيات وجود إفرازات شفافة أو بيضاء خفيفة قبل موعد الدورة الشهرية، وهي علامة على أن الجسم يستعد لهذه المرحلة. وغالباً ما تشعر الأمهات بالقلق حيال هذه التغيرات، إلا أن هذه الإفرازات تُعد جزءاً طبيعياً من التطور الهرموني لدى الفتيات، ولا تستدعي القلق ما دامت لا تُرافقها أعراض غير طبيعية مثل الرائحة الكريهة أو الحكة".أسباب الدورات الشهرية الغزيرة عند المراهقات ما هو الحيض؟ ما هو الحيض؟ من المهم أن ندرك أن الدورة الشهرية ليست مؤلمة لدى جميع الفتيات، فبينما تعاني بعضهن من تقلصات شديدة، تمر أخريات بهذه المرحلة من دون ألم يُذكر، وقد يقتصر الأمر على شعور بالتعب الخفيف أو تقلبات في المزاج، وهو أمر طبيعي يختلف من فتاة لأخرى. تستدرك د. هناء: "الحيض، المعروف أيضاً باسم الدورة الشهرية، هو جزء من الدورة لدى الفتاة. في كل شهر، يستعد الجسم لاحتمالية حدوث حمل من خلال تكوين بطانة ناعمة داخل الرحم. وإذا لم يحدث الحمل، فإن هذه البطانة تتفتت بشكل طبيعي وتخرج من الجسم. وتكون هذه العملية مصحوبة عادةً بنزيف يستمر لعدة أيام، ويتكرر تقريباً كل شهر. ويُعد الحيض مؤشراً طبيعياً على أن الجهاز التناسلي يعمل بشكل سليم. وهو ما لا يعني بالضرورة أنها مستعدة نفسياً أو اجتماعياً لذلك، بل هو مؤشر طبيعي على النضج الجسدي".كيف يؤثر الإجهاد المزمن في الوزن؟قد يؤثر كل من الإجهاد المزمن والتغيرات الكبيرة في الوزن، سواء بالنقصان أو الزيادة، على توقيت الدورة الشهرية وظهورها الأول لدى الفتيات. فقد يؤدي التوتر الشديد أو اضطرابات الوزن إلى تأخير نزول الحيض أو التسبب في عدم انتظامه، ما يستدعي المتابعة والتوعية المبكرة لتفادي أي قلق غير مبرر.ومن الشائع أن تمر الدورة الشهرية في عامها الأول أو الثاني من دون حدوث إباضة، أي دون أن يتم إفراز بويضة من المبيض. وهذا ما يُفسر عدم انتظام الدورة أحياناً أو كونها أقل غزارة في هذه المرحلة، وهو أمر طبيعي تماماً ولا يشير إلى أي مشكلة صحية.ويبدأ البلوغ قبل سنوات من نزول أول دورة شهرية، حيث يمر الجسم بتغيرات هرمونية واضحة مثل نمو الثدي، ظهور الإفرازات، وبدء نمو الشعر في مناطق جديدة. لذلك، من الضروري أن يبدأ الحديث مع الفتيات عن الحيض مبكراً وبأسلوب مناسب، لتهيئتهن نفسياً وجسدياً لهذه المرحلة الطبيعية من النمو.11 خطوة تعلمك تهيئة ابنتك لمرحلة البلوغ كيف تتعامل ابنتي مع بداية الحيض؟ شرب كميات كافية من الماء يُطلق على بداية الحيض عند المراهقات اسم "الحيضة الأولى" أو "الطمث الأول" ويُعرف طبياً بـ "الحيض الأول"، وعادةً ما يحدث بين سن العاشرة والرابعة عشرة، مع إمكانية حدوثه في وقت أبكر أو لاحق قليلاً، وهذا يُعد أمراً طبيعياً. في البداية، قد تكون الدورة الشهرية غير منتظمة، وقد تمر عدة أشهر قبل أن تستقر مواعيدها، مما لا يستدعي القلق. وخلال هذه المرحلة، قد تشعر بعض الفتيات بأعراض خفيفة ومؤقتة مثل تقلصات في أسفل البطن عند المراهقة، أو شعور بالتعب والإرهاق، أو ألم في أسفل الظهر، إضافةً إلى تغيّرات مزاجية أو شعور بالحساسية، وهي جميعها ردود فعل طبيعية للجسم خلال هذا التحوّل.ويمكن التعامل مع هذه الأعراض بسهولة من خلال بعض الخطوات البسيطة، مثل: الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم. شرب كميات كافية من الماء. اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن. ممارسة نشاط بدني خفيف، مثل المشي. استخدام كمادات دافئة على منطقة البطن في تخفيف التقلصات والشعور بالراحة. من المهم أن تدرك الفتاة أن ما تمر به هو جزء طبيعي من نموّها، وأن امتلاك المعرفة والاستعداد الجسدي والنفسي يُسهّل عليها التكيّف مع هذه المرحلة الجديدة بثقة واطمئنان. هل من الطبيعي أن تكون الدورة الشهرية غير منتظمة لدى المراهقات؟ ما أهمية الحفاظ على النظافة الشخصية؟ ما أهمية الحفاظ على النظافة الشخصية؟ إن الحفاظ على النظافة الشخصية خلال فترة الحيض يُعد أمراً بالغ الأهمية لصحة الفتاة وراحتها، وعلى كل أم أن ترشد ابنتها إلى الآتي: يجب تغيير الفوط الصحية أو كأس الحيض أو الملابس الداخلية المخصصة للدورة بانتظام، عادةً كل أربع إلى ست ساعات، لضمان النظافة ومنع تراكم البكتيريا التي قد تؤدي إلى التهابات. من الضروري غسل اليدين جيداً قبل وبعد تغيير الفوطة أو أي وسيلة أخرى تُستخدم أثناء الحيض، وذلك للوقاية من انتقال الجراثيم. كما يُنصح بتنظيف المنطقة الحساسة وما حولها باستخدام الماء الدافئ وصابون لطيف وخالٍ من العطور، مع التأكد من تجفيفها بلطف للحفاظ على جفاف المنطقة وتجنّب التهيج. ارتداء الملابس الواسعة والمصنوعة من أقمشة قابلة للتهوية، مثل القطن، يُسهم في الشعور بالراحة وتقليل الاحتكاك خلال هذه الفترة. يجب التخلص من الفوط الصحية المُستخدمة بطريقة صحيحة، وذلك بلفّها جيداً في ورق أو كيس مخصص، ثم وضعها في سلة المهملات، وليس في المرحاض. من شأن اتباع هذه الإرشادات أن يعزز الإحساس بالنظافة والطمأنينة، ويساعد الفتيات على التكيّف مع الدورة الشهرية بأسلوب صحي وآمن.أسباب وعلاجات مشاكل الدورة الشهرية عند المراهقات ارتباط الحيض بالخجل! يجب ألا يرتبط الحيض بأي شعور بالخجل أو الإحراج. فهو أمر طبيعي تمر به جميع النساء، ويُعد علامة أساسية على الصحة والنضج الجسدي. إن فتح باب الحوار الصريح مع الوالدين أو المعلمين أو مقدّمي الرعاية الصحية يساعد الفتيات على الشعور بالوعي والثقة والدعم، ويُشجّعهن على طرح الأسئلة وفهم أجسامهن بطريقة إيجابية وصحية.فإن الحديث عن الحيض يجب أن يكون مفتوحاً وطبيعياً، بعيداً عن التابوهات أو الشعور بالحرج. فالتثقيف الصحي المبكر، سواء من الأسرة أو من خلال برامج مدرسية مخصصة، يُعد أمراً ضرورياً لحماية صحة الفتاة النفسية والجسدية، وتمكينها من عبور هذه المرحلة بثقة ووعي وكرامة.الحيض ليس مرضاً، ولا يجب أن يُعامل على أنه أمر ينبغي إخفاؤه. بل هو إيقاع طبيعي من إيقاعات الجسم، يستحق الفهم والتقدير. فعندما تتعلم الفتاة عن الدورة الشهرية في وقت مبكر، تكون أكثر استعداداً للتعامل معها بثقة وهدوء، وبدون خوف أو ارتباك.فالدورة الشهرية ليست سوى واحدة من أكثر العمليات الحيوية طبيعية وأهمية في حياة الإنسان، وهي دليل على أن الجسم يعمل كما يجب. ومن خلال التوعية والدعم، يمكننا أن نُساعد الفتيات على تقبّل هذه المرحلة كجزء صحي وأساسي من نموّهن، بدلاً من اعتبارها عبئاً أو مصدراً للقلق. ما صحة اشتهاء السكر أثناء الحيض؟ ما صحة اشتهاء السكر أثناء الحيض؟ تشرح د. هناء سبب اشتهاء الكثير من الفتيات للسكر في أوقات معينة من الشهر، وتنصحهن بتناول الأطعمة المناسبة لمكافحة هذه الرغبة الشديدة وتحسين صحتنا. إذ تقول: "لدى معظم الفتيات، تبدأ الرغبة الشديدة في تناول السكر قبل أسبوع تقريباً من بدء الدورة الشهرية، ولكن تختلف كل فتاة عن أخرى، لذا لا يوجد وقت محدد. غالباً ما تنتهي الرغبة الشديدة بمجرد بدء الدورة الشهرية، أو بعد بضعة أيام منها. وعادةً ما تُعزى الرغبة الشديدة في تناول السكر إلى تغيرات هرمونية. قبل بدء الدورة الشهرية، ينخفض هرمون البروجسترون ويرتفع هرمون الإستروجين، مما قد يُسبب انخفاض مستويات السكر في الدم. عندما تنخفض مستويات السكر في الدم، يُرسل الدماغ إشارات لتعويض نقص السكر، مما يُسبب الرغبة الشديدة في تناول السكر. قد يحدث أيضاً تغير في هرمون السيروتونين، "هرمون السعادة". غالباً ما يكون مستوى السيروتونين لدى الفتيات اللواتي يُعانين من متلازمة ما قبل الحيض أقل من المستوى الأمثل. قد تُسبب هذه المستويات المنخفضة الرغبة الشديدة في تناول السكر والكربوهيدرات، لأن الأنسولين ضروري لنقل السيروتونين من الأمعاء (حيث يُنتج) إلى الدماغ.إذا كنتِ تعانين من متلازمة ما قبل الحيض، فمن المفيد تناول الكربوهيدرات قبل الدورة الشهرية ليتمكن جسمكِ من إنتاج كمية كافية من الأنسولين لنقل السيروتونين. يُعد تنظيم مستوى السكر في الدم أمراً أساسياً لإدارة جميع الهرمونات في الجسم، إذ يعتبر الجسم توازن السكر في الدم أولوية، فهو مسألة حياة أو موت. لهذا السبب، ينصبّ تركيز الجسم بالكامل على إدارة الأنسولين والكورتيزول لتنظيم مستوى السكر في الدم، ويكون ذلك على حساب جميع الهرمونات الأخرى، وخاصة الهرمونات التناسلية/الأنثوية. غالباً ما تعاني الفتيات اللواتي يتناولن الكثير من الأطعمة الغنية بالسكر، أو يجدن صعوبة في استقرار مستوى السكر في الدم (بسبب النظام الغذائي أو المرض)، من أعراض ما قبل الحيض".لذلك كما ترى د. هناء أنه من الضروري محاولة ضبط مستوى السكر في الدم. لتحقيق ذلك، تُعدّ الأطعمة الغنية بالبروتين (اللحوم، والأسماك، والبيض، والمكسرات، والبذور، والفاصوليا، والبقوليات) أساسية؛ تعلّق قائلة: "حاولي تضمينها في كل وجبة (مع أنك لست بحاجة إلى البروتين الحيواني في كل وجبة). فالدهون الجيدة ضرورية أيضاً. فهي ضرورية لتكوين هرموناتنا والحفاظ على تواصل خلايانا وهرموناتنا مع بعضها البعض. كما تساعدنا الدهون الجيدة على الشعور بالشبع، مما يُقلل من الرغبة الشديدة في تناول السكر. مرة أخرى، المكسرات والبذور رائعة، بالإضافة إلى زيت الزيتون والأفوكادو وجوز الهند. بعض العناصر الغذائية قد تكون مفيدة أيضاً: المغنيسيوم يُساعد (جربي حمام ملح إبسوم)، ومركب فيتامينات ب المُفيد يُساعد في تنظيم سكر الدم والحد من الرغبة الشديدة في تناول السكر.*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.