اقتصاد / صحيفة الخليج

6 مليارات درهم سوق مراكز البيانات في

دبي: حمدي سعد
يتوقع أن تتجاوز قيمة سوق مراكز البيانات في 1.65 مليار دولار (6 مليارات درهم) بنهاية 2024، مقارنة بنحو 1.50 مليار دولار (5.5 مليار درهم) عام ، فيما تضم الدولة نحو 31 مركز بيانات استضافة تشغيلي، ومن المتوقع أن يزيد هذا العدد بشكل كبير في السنوات القادمة، مع استمرار زيادة الطلب على تخزين ومعالجة البيانات، في ظل مبادرات التحول الرقمي في مختلف الصناعات بالدولة، طبقاً لتقديرات شركة «كومسكوب» الأمريكية.

ووفقاً لتقرير «تحليل سوق مركز البيانات الإماراتي» الصادر عن مؤسسة «MarkNtel Advisors» للبحوث والدراسات ينمو سوق مراكز البيانات في الدولة بنسبة 22.3%، خلال 5 سنوات، مسجلاً معدل نمو سنوي مركباً قدره 4.1%، خلال الفترة من 2021 إلى 2026.

أكد التقرير أن نمو هذا السوق جاء مدعوماً بعدد من العوامل والمبادرات منها تنامي استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي والرقمنة السريعة في الخدمات الحكومية ومشاريع تطوير المدن الذكية، فضلاً عن نشر البنية التحتية لشبكات الاتصالات من الجيل الخامس والخامس المتقدم.

ومع هذه النظرة المتفائلة لمراكز البيانات في الدولة، وخلقها فرص العمل ودعم البنية التحتية للاتصالات الرقمية والبنى السحابية، تتطلع إلى زيادة كفاءة منتجاتها في تقديم الخدمات، إلى جانب زيادة كفاءتها التشغيلية عن طريق تقليل استهلاك لكل وحدة من القدرة الحسابية.

  • الإمارات في الريادة

وأكد إيهاب كناري، نائب رئيس قطاع الأعمال لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لدى«كومسكوب»: يشهد سوق مراكز البيانات في المنطقة نمواً ملحوظاً، حيث يتوقع أن يبلغ معدل النمو السنوي المركب 8.84% من عام 2024 إلى 2028 وفي هذا السوق، تبرز دولة الإمارات في الريادة بفضل استهلاكها الواسع للبيانات واستخدامها المبتكر للذكاء الاصطناعي.

وقال كناري: إن دولة الإمارات تواصل نهجها الطموح للبقاء في طليعة التطور التكنولوجي، من خلال دعمها وتبنيها للتقنيات المتقدمة، مثل شبكات الجيل الخامس، والذكاء الاصطناعي التوليدي، وإنترنت الأشياء، وحلول البيانات الضخمة، والمنصات الرقمية.

وفي ظل الثورة الرقمية غير المسبوقة، التي نشهدها اليوم، للاعتماد المتزايد على التقنيات المتقدمة، تتزايد الأجهزة المتصلة بشكل كبير، ويُعزز هذا الانتشار الواسع بوجود الكابلات البرية والبحرية. ومن هنا، تنشأ حاجة ملحة لوجود مراكز بيانات قادرة على معالجة وتحليل البيانات الضخمة، بما في ذلك بيانات المستشعرات في الوقت الفعلي وتفاعلات المستخدمين.

وتابع: وحيث تلعب مراكز البيانات دوراً محورياً في هذا السياق، فهي توفر البنية التحتية اللازمة لتشغيل المنصات الرقمية وحلول البيانات الضخمة بكفاءة. ومع تبني المزيد من الصناعات والقطاعات لتقنيات إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي التوليدي يزداد الطلب على إدارة ومعالجة البيانات بكفاءة لتعزيز العمليات واتخاذ القرارات.

وأشار كناري إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمثل تحولاً كبيراً في مجال مراكز البيانات، ما يضع ضغطاً إضافياً على البنية التحتية لها. وتواجه الشركات تحديات في مواكبة هذا التدفق المتزايد من البيانات، ما يجعل من الضروري تطوير بنية تحتية قادرة على معالجة البيانات بكفاءة وسرعة. ومع ذلك، تأتي هذه التحديات مع فرص جديدة، حيث تجذب دولة الإمارات الاستثمارات والابتكار في مجال مراكز البيانات، ما يعزز التطور التكنولوجي ويفتح آفاقاً جديدة للابتكار والنمو في المنطقة.

وقال: تعمل التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي والترحيل العالي السرعة في مراكز البيانات على تحسين عمليات الشركات الإماراتية وتجربة العملاء. حيث تعمل هذه التقنيات على أتمتة معالجة البيانات وتوفير رؤى سريعة، وتمكين التوسع بكفاءة، وهذا بدوره يساهم في تقديم خدمات أسرع وأكثر موثوقية وتعزيز مزايا الأمان في مراكز البيانات الحديثة.

ومع وجود الابتكارات في مراكز البيانات تتوفر فرص عديدة للشركات لتحسين عملياتها، بما في ذلك استخدام قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحسين تجربة الموظفين والعملاء عبر متعددة.

وأضاف كناري، تشهد دولة الإمارات نمواً في قطاع مراكز البيانات، حيث يتزايد عدد الشركات التي تعتمد على خدمات الاستضافة المدارة ومراكز البيانات الهجينة. ومع استخدام التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، تزداد كمية البيانات والضغط على الشبكة. ونتيجة لذلك، يتخذ مقدمو خدمات مراكز البيانات إجراءات استراتيجية بوضع مرافقهم بالقرب من عملائهم.

  • مزيد من القيمة

وعن مدى مساهمة مراكز البيانات في تطور قطاع الذكاء الاصطناعي التوليدي في دولة الإمارات قال ناريش سينغ، رئيس أول للتحليلات في شركة «جارتنر» العالمية للأبحاث: يتطلب الذكاء الاصطناعي التوليدي أنواعاً مختلفة من البيانات، وفي حال وجود بيانات حساسة سيتم استخدامها من قبل الذكاء الاصطناعي التوليدي، التي يجب ألا تغادر حدود دولة الإمارات، لذا فإن تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي لتلك المجموعة من البيانات يجب أن يتم في مركز بيانات داخل الدولة.

وأضاف أن إنشاء مركز بيانات محلي يشتمل على كامل حزمة قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومن ضمنها البنى التحتية اللازمة، يخدم الغرض من الاستخدام الاستراتيجي للتقنيات في جميع القطاعات الحكومية والاستراتيجية الأخرى في الإمارات.

وأوضح سينغ أنه حتى لو لم تكن هناك أي احتياجات حساسة أو عاجلة، فإن المؤسسات الناضجة ستفضّل على المدى الطويل استضافة نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي لديها في مراكز بيانات محلية، وذلك لأغراض الضبط الدقيق والاستدلال القريب من المستخدمين بهدف توفير أوقات استجابة أفضل، ولذلك فإن مراكز البيانات المحلية تساهم في ضمان حالات استخدام متطورة وهجينة أكثر للذكاء الاصطناعي التوليدي، وقادرة على تحقيق المزيد من القيمة.

  • خطط الحكومة

وتتفق ميريام بيرت، نائب الرئيس في «جارتنر» مع ضرورة توفر مراكز بيانات قوية، لدعم الاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي في دولة الإمارات، مشيرة إلى أن سوق مراكز البيانات يشهد ازدهاراً، بفضل الاستثمارات الكبيرة التي يتم ضخها في الدولة بهذا القطاع.

وأضافت: يعزز هذا التوجه في دولة الإمارات من الطلب على التحول الرقمي، وعلى الانتقال إلى السحابة والحاجة إلى دمج الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي في استراتيجيات الشركات، إلى جانب الحاجة إلى تنفيذ مشاريع بنى تحتية ضخمة، من أجل مواكبة خطط الحكومة الرامية إلى إحداث أثر تحولي عبر المشاريع المخططة ضمن رؤية الدولة.

وأوضحت بيرت أن كبار مقدمي الخدمات السحابية واصلوا الاستثمار بكثافة في دولة الإمارات وأصبحوا الآن مراكز بيانات أساسية للتقنيات الرقمية الرئيسية، بالإضافة إلى ذلك، تسهم مراكز البيانات في نشر منظومات تعزز الابتكار في صفوف مقدمي خدمات التكنولوجيا المحليين والمستخدمين النهائيين، وبالتالي تساعد على تحسين القطاع التقني وتعزيز الاقتصاد الكلي في المجمل. ووفقاً لأحدث توقعات «جارنتر» فإن خدمات تكنولوجيا المعلومات تشهد نمواً جيداً، الأمر الذي يعود بصورة خاصة إلى النمو القوي في خدمات السحابة والتي يتم تخديمها على نحو متزايد من قبل مراكز البيانات الموجودة في المنطقة، بالتالي فإن مقدمي خدمات مراكز البيانات سوف يستفيدون من هذا الأمر، إلى جانب قيامهم بتلبية متطلبات المؤسسات على مراكز البيانات التقليدية والهجينة في الموقع.

  • التوسع في المراكز

قال بريماناند فيلوماني، المدير الإقليمي لشركة «زوهو»: نتطلع لافتتاح مركز بيانات في دولة الإمارات في المستقبل القريب لتلبية الطلب المحلي، كونها سوقاً رئيسياً على مستوى المنطقة، وتوفر فرصاً كبيرة لشركات التكنولوجيا للتوسع.

وأضاف أن دولة الإمارات تعمل على استثمار مبالغ ضخمة في تطوير نماذج لغوية تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي متخصصة وضخمة، تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم، ويمكن استخدامها في مجالات وقطاعات متعددة وتتميز بالقدرة على التكيف والفاعلية الكبيرة، ومن بين الأمثلة لذلك إطلاق نموذج «جيس»، النموذج اللغوي الأعلى جودة في العالم.

وتعمل قيادة الإمارات على استقطاب الشركات العالمية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والنماذج اللغوية المعقدة، وتزويدها بكافة المقومات اللازمة والمراكز المتخصصة لتدريب تلك النماذج على كميات هائلة من البيانات، لتتمكن من أداء مهام متعددة ضمن قطاعات متنوعة داخل الدولة. ومما لا شك فيه أن هذه العوامل مجتمعة ساهمت وتساهم في زيادة الطلب المحلي على مراكز البيانات الداعمة لقطاع الذكاء الاصطناعي.

ومن شأن دخول دولة الإمارات بقوة عصر الميتافيرس أن يعزز الطلب على مراكز البيانات، مع تضاعف الطلب عدة مرات على حلول تخزين وإدارة البيانات، لإنشاء تجارب استخدام فعلية للشركات والمؤسسات.

وتابع فيلوماني: من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاصة بالمستهلكين تفتقر إلى سياق العمل المناسب وتطبيقها محدود، وتترافق مع تحديات مرتبطة بانتهاكات الخصوصية والأمان.

وتحتاج الشركات إلى وجود سياسات قوية فيما يتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي أو الذكاء الاصطناعي التوليدي، قبل اعتماد التكنولوجيا، وهو ما توفره دولة الإمارات، حيث عملت على وضع لوائح صارمة في ما يخص استخدام البيانات، وهو ما يعزز الطلب على تلك المراكز في الدولة.

أوضح فيلوماني أن استخدام أنواع مختلفة من نماذج الذكاء الاصطناعي، يمكن من حلّ مجموعة متنوعة من المشكلات، ونقوم بتطوير نماذج يمكنها أن تعمل بحجم بيانات أقل، أي أنه يمكن تدريبها باستخدام كمية أقل من البيانات. وسيساعد ذلك في جعل الذكاء الاصطناعي في متناول الشركات الأصغر حجماً أيضاً، والتي قد لا يكون لديها بيانات كافية لتدريب نماذج أكبر حجماً.

  • الذكاء الاصطناعي

وفقاً لاستطلاع رأي أعدته شركة «سيسكو»، فإن 89% من المشاركين يعتزمون تنفيذ مراكز بيانات تدعم الذكاء الاصطناعي، ومن المرجح أن يقوم 61% منهم بدمج التحليلات التنبئية الأصلية للذكاء الاصطناعي في عمليات مراكز البيانات الخاصة بهم في العامين المقبلين. وعلاوة على ذلك، يتوقع 56% من المشاركين نشر شبكة إيثرنت محسنة من الجيل التالي، لدعم أعباء عمل الذكاء الاصطناعي في مراكز البيانات الخاصة بهم.

وذكرت «سيسكو» أنه في الوقت نفسه تعمل المؤسسات، باستخدام الذكاء الاصطناعي، على تحديث مراكز البيانات لتلبية متطلبات أعباء العمل الجديدة الصعبة هذه، مع تطوير عملياتها ومرونتها الرقمية ومستويات الأمن. ومن بين قادة ومتخصصي تكنولوجيا المعلومات الذين شملهم استطلاع الرأي، يخطط 60% لتطبيق أتمتة الشبكة التنبئية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في جميع المجالات لإدارة عمليات الشبكة في العامين المقبلين.

وأظهر تقرير «سيسكو» أن 54% من المشاركين يتوقعون امتلاك بنية خدمة وصول آمن مدعمة بالذكاء الاصطناعي، ومن المرجح أن يقوم 51% منهم بتبني نظام التعرف إلى نقطة وإدارة السياسات المدعوم بالذكاء الاصطناعي.

 

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا