اقتصاد / صحيفة الخليج

عام على المريخ

«ذا إيكونوميك تايمز»

تخيّل أنك تقضي عاماً معزولاً عن بقية العالم، وتعيش في موطن يحاكي الظروف القاسية لكوكب المريخ. هذا بالضبط ما فعلته مجموعة من العلماء والباحثين في وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، كجزء من دراسة رائدة لفهم تحديات وإمكانات الحياة على الكوكب الأحمر.

وتهدف دراسة العزل التي أجرتها وكالة «ناسا»، إلى تكرار الظروف التي قد يواجهها رواد الفضاء في المستقبل أثناء مهمة إلى المريخ، وعاش المشاركون في موطن محدود، مع اتصال محدود بالعالم الخارجي، وموارد محدودة، تماماً كما يفعلون على سطح المريخ.

وشكّل العيش في عزلة لمدة عام تحدّيات عدّة للمشاركين، وكان عليهم أن يتعاملوا مع المساحة المحدودة، وانعدام الخصوصية، والآثار النفسية الناجمة عن انقطاعهم عن أحبائهم،. ومع ذلك، أدت الدراسة أيضاً إلى العديد من الاكتشافات المهمة.

وكانت إحدى النتائج الرئيسية للدراسة هي أهمية الحفاظ على الروتين، والشعور بالهدف، وأفاد المشاركون الذين وضعوا جدولاً يومياً، وحددوا أهدافاً لأنفسهم، عن مستويات أعلى من الرفاهية، والإنتاجية.

ومن الاكتشافات الأخرى المثيرة للاهتمام تأثير في سلوك الإنسان، وأثرت الظروف القاسية للموطن، بموارده المحدودة ومحاكاة الطقس القاسي، في مزاج المشاركين وتفاعلاتهم مع بعضهم بعضاً.

وإن الأفكار المكتسبة من هذه الدراسة المعزولة لها آثار مهمة في البعثات الفضائية المستقبلية، بخاصة تلك الموجهة إلى المريخ، وإن فهم كيفية استجابة البشر لتحديات السفر إلى الفضاء لفترات طويلة، أمر بالغ الأهمية، لضمان نجاح ورفاهية رواد الفضاء في مثل هذه المهام.

ومن خلال محاكاة الحياة على المريخ في بيئة خاضعة للرقابة، أصبحت «ناسا» قادرة على اختبار استراتيجيات مختلفة للتخفيف من الآثار، الجسدية والنفسية، للعزلة، وستكون هذه المعرفة لا تقدر بثمن لتخطيط وتنفيذ المهام المستقبلية إلى الكوكب الأحمر.

قد يكون قضاء عام على المريخ أمراً صعباً، لكن الأفكار المكتسبة من دراسة العزل التي أجرتها وكالة «ناسا» لا تقدّر بثمن، من خلال دفع حدود القدرة البشرية إلى التحمّل والمرونة، ويمهد الباحثون الطريق لمستقبل حيث يمكن للبشر استكشاف واستعمار الكواكب الأخرى.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.