اقتصاد / صحيفة الخليج

أيهما الرابح...الذهب أم الأسهم؟

د. رامي كمال النسور *

في مقال سابق نُشر لي بتاريخ 17 مارس/ آذار الماضي في هذه الجريدة الغراء بعنوان «أسعار الذهب في 2024... إلى أين؟» ذكرت في خاتمة المقال «بناء على ما سبق ومع استمرار الأحداث الجيوسياسية في الشرق الأوسط والحرب الأوكرانية الروسية والتصعيد في هذه الحرب، فإنّ التوقعات ليست مستبعدة أن نرى سعر أونصة الذهب عند 3000 دولار» وحالياً، مع تسجيل أسعار الذهب مستويات قياسية جديدة أعلى مستوى 2600 دولار للأوقية، فإن أداء المعدن الأصفر يقترب كثيراً من عتبة ال3000 دولار. ولكن دعونا نحلل أداء الذهب مقارنة بأداء أسواق الأسهم الأمريكية التي تشكل منافساً للاستثمار فيها.
ولتوضيح الاختلافات في الأداء بين الذهب والأسهم الأمريكية، دعونا نلقي نظرة على عائداتهما على مدى أطر زمنية مختلفة:
فمنذ العام 1971 إلى (50 عاماً) ارتفع سعر الذهب من حوالي 35 دولاراً للأوقية في عام 1971 إلى أكثر من 1900 دولار في عام 2023، وهو ما يمثل عائداً اسمياً بنحو 5% سنوياً. ومع ذلك، بعد تعديل التضخم، فإن العائد الحقيقي للذهب أقرب إلى 1% وإلى 2% سنوياً.
أما مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» فقد حقق سوق الأسهم الأمريكية، الذي يمثله مؤشر«ستاندرد آند بورز 500»، عائداً سنوياً متوسطاً بلغ حوالي 10% خلال الفترة نفسها. ويشمل هذا العائد أرباح الأسهم، التي تمثل جزءاً كبيراً من إجمالي المكاسب.
أما في الفترة من العام 2000 إلى 2023 فارتفع سعر الذهب بشكل كبير، وخاصة في أعقاب الأزمة المالية لعام 2008 وجائحة كوفيد-19. بلغ متوسط ​​العائد السنوي للذهب من عام 2000 إلى عام 2023 حوالي 8%، ما يجعله من ذوي الأداء القوي خلال هذه الفترة الزمنية.
أما مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» فقد شهد أيضاً تقلبات كبيرة خلال هذه الفترة، مع وجود سوقين هبوطيين رئيسيين في عامي 2000 و2008. ومع ذلك، حقق مؤشر «ستاندرد آند بورز 500»عائداً سنوياً متوسطاً بلغ حوالي 7%، وهو أداء أقل قليلاً من متوسطه الطويل الأجل ولكنه لا يزال يوفر عوائد قوية.
وهنا يأتي السؤال أيهما أفضل لمحفظتك؟ يعتمد السؤال حول ما إذا كان أداء الذهب أو الأسهم الأمريكية أفضل إلى حد كبير على أفق المستثمر الزمني وقدرته على تحمل المخاطر وأهدافه المالية. في ما يلي تفصيل للأدوار التي يمكن أن يلعبها كل أصل في محفظة متنوعة:
1 - الذهب: من الأفضل استخدام الذهب كتحوط ضد انهيارات السوق والتضخم وعدم اليقين الجيوسياسي. قد يستفيد المستثمرون الذين يسعون إلى حماية محافظهم من التقلبات والحفاظ على القوة الشرائية أثناء الأزمات من الاحتفاظ بجزء من أصولهم في الذهب.
الاستقرار قصير الأجل وغالباً ما يتفوق الذهب في الأداء خلال فترات عدم استقرار السوق أو عندما ترتفع معدلات التضخم. ومع ذلك، على المدى الطويل، يميل أداؤه إلى التخلف عن الأسهم.
2 - الأسهم الأمريكية: الأسهم مثالية للمستثمرين الذين يسعون إلى زيادة رأس المال على المدى الطويل. على مدى فترات زمنية طويلة، تفوقت الأسهم الأمريكية على كل فئة أصول أخرى تقريباً، بما في ذلك الذهب، وذلك بفضل نمو أرباح الشركات وإعادة استثمار الأرباح.
يستفيد المستثمرون من مكاسب رأس المال والأرباح، حيث توفر قوة العائد المركب عوائد قوية على مدى عقود من الزمن. الأسهم هي الأنسب للمستثمرين الذين لديهم أفق زمني طويل والذين يمكنهم تحمل تقلبات السوق قصيرة الأجل.
وبالتالي فإنه وعند مقارنة أداء الذهب والأسهم الأمريكية، فإن النتيجة الرئيسية هي أن كل أصل يخدم أغراضاً مختلفة في محفظة الاستثمار. الذهب هو تحوط قيم ضد التضخم وعدم اليقين الاقتصادي، لكن عائداته طويلة الأجل أقل عموماً من الأسهم. من ناحية أخرى، حققت الأسهم الأمريكية باستمرار عائدات طويلة الأجل متفوقة، على الرغم من أنها تأتي مع تقلبات أعلى.
الخلاصة بالنسبة لمعظم المستثمرين، يمكن لمحفظة متنوعة جيداً تشمل فئتي الأصول أن توفر توازناً بين إمكانات النمو وإدارة المخاطر. يجب أن تظل الأسهم حجر الزاوية لأي استراتيجية استثمار طويلة الأجل، في حين أن تخصيص مبلغ صغير للذهب يمكن أن يساعد في الحماية من انخفاضات السوق والتضخم. في ، يعتمد أفضل الأصول أداءً على ظروف السوق والأهداف الفردية للمستثمر.
* مستشار الأسواق المالية والاستدامة

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا