اقتصاد / صحيفة الخليج

الاستثمار الواعد.. العلاجية في

محمود النشيط *

تشكل دولة الوجهة الأبرز بين دول مجلس التعاون الخليجي في استثمارات العلاجية التي أصبحت من الاستثمارات الواعدة في منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، والعالم بشكل عام، حيث شكلت التسهيلات الحكومية وتوفير البنية التحتية الملائمة مع حاجة المنطقة للرعاية الصحية الخاصة أبرز هذه العوامل التي ساهمت في استقطاب المستثمرين من الداخل والخارج على مدى السنوات الماضية.
الأرقام التي ذكرت في التقارير السنوية الصادرة عن حكومة دبي مثلاً تتغير سنوياً نحو النمو الذي يجعل الإمارة بشكل خاص والدولة بشكل عام تفتخر بهذه الإنجازات العديدة في ذات القطاع والتي تغيرت بنسب زيادة في عدد السياح والمستثمرين مما يضاف الى الناتج الوطني الذي ارتفع خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
وحسب تقرير أصدرته هيئة الصحة بدبي عن حركة السياحة الصحية، فقد استقبلت دبي أكثر من 674 ألف سائح صحي من مختلف قارات العالم خلال العام 2022، حيث كان غالبية السائحين الصحيين، الذين وفدوا إلى الإمارة، من دول آسيا بنسبة 39%، تليها دول أوروبا ورابطة الدول المستقلة بنسبة 22% والدول العربية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بنسبة 21%، كما أظهر التقرير الطفرة الكبيرة في النفقات الطبية للسائحين الصحيين في دبي، حيث تجاوز إجمالي تلك النفقات في العام 2022. 992 مليون درهم، بزيادة قدرها 262 مليون درهم على العام 2021. ووفقاً للتقرير فإن التخصصات الطبية الثلاثة الأكثر جذباً للسائحين الصحيين، تمثلت في الأمراض الجلدية بنسبة 31%، وطب الأسنان 24%، ثم طب النساء 18%، وأوضح التقرير أن السائحين الصحيين قد أقبلوا على تخصصات طبية متعددة بمعدلات متفاوتة، وشملت: جراحة العظام، والجراحات التجميلية، وطب العيون، وعلاجات الخصوبة، والاستشفاء والتعافي.
المتابع للبيانات الرقمية مع التحليل العميق يكتشف أن النمو الكبير عاماً بعد عام لم يأت من فراغ، وإنما من جهود جبارة بذلت من عدة جهات مع الترويج السياحي الذي استطاع أن تتفوق به دبي وتستقطب للعلاج مرضى من أوروبا التي كانت لسنوات في الصدارة، وأن ترتفع النسبة كذلك بالنسبة لمرضى دول الخليج والوطن العربي مع زيادة في الإنفاق بالملايين وهي مؤشرات دلالية تهم أسواق المال على وجود أرض استثمارية آمنة بكل المقاييس وهي من الأساسيات التي يبحث عنها المستثمرون.
كل الحكومات في الإمارات السبع تهتم بالتنمية السياحية، وخصصت مواقع لتنفيذ مشاريع ذات صلة بالسياحة العلاجية سواء إنشاء مستشفيات أو مراكز صحية خاصة أو مصحات طبية متخصصة إضافة إلى مصانع للأدوية أو للمنتجات الصحية مع تسهيلات لإنشاء جامعات ومعاهد طبية متخصصة لتخريج كوادر تلبي حاجة السوق المحلي للعمل في هذه الاستثمارات التي تصب في إنعاش السياحة العلاجية بما يتواكب والاشتراطات العالمية وبجودة عالية جداً.
التمويلات البنكية في دعم مشاريع السياحة العلاجية متنوعة وتتطلب اشتراطات صارمة في الوقت نفسه لحساسية هذا القطاع، وضرورة استيفاء الشروط من أجل إنجاح هذه المشاريع التي تحتاج إلى وجود دراسات متكاملة للحصول على التمويل المناسب، مع توجيهات الحكومة لفتح خدمات تسهيل متعددة من بينها القروض التجارية والتسهيلات الائتمانية حتى مع وجود بعض القروض المدعومة من الحكومة وغيرها من تسهيلات.
حكومة دولة الإمارات خاضت العديد من التحديات وحققت نجاحات مبهرة، وكانت سياستها المحلية والخارجية في دعم واستقطاب الاستثمارات من حول العالم محل ترحيب حتى أصبحت اليوم واجهة أساسية أمام رجال الأعمال من مختلف الجنسيات لتأسيس مشاريع تجارية في شتى القطاعات احتل قطاع السياحة العلاجية مكانة مرموقة وبجودة عالية وينافس دول أخرى كانت سابقاً في صدارة قائمة مقدمي هذه الخدمات، وبدأت الآن مراقبة النمو الإماراتي والاستفادة من بعض الأفكار الحديثة لتطبيقها في محاولة العودة لموقعها السابق.
*إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا