«جريفيث نيوز»
الحيتان كائنات مهيبة تقوم برحلات مذهلة عبر المحيطات الشاسعة أثناء هجراتها السنوية. هذه الهجرات ضرورية لبقائها، ما يسمح لها بالعثور على الطعام والتزاوج والولادة. ومع ذلك، الأبحاث الحديثة تسلط الضوء على اتجاه مثير للقلق، حيث تشكل السفن الصغيرة تهديداً كبيراً للحيتان المهاجرة، وغالباً ما تمر دون أن يلاحظها أحد أو يتم التقليل من شأنها.
في حين تم الاعتراف منذ فترة طويلة بأن السفن الكبيرة مثل سفن الشحن وسفن الرحلات البحرية تشكل خطراً محتملاً على الحيتان بسبب حجمها وسرعتها، إلا أن السفن الصغيرة كانت تمر في الغالب دون أن يلاحظها أحد. قد لا تبدو هذه القوارب الأصغر حجماً، بما في ذلك السفن الترفيهية والصيد وقوارب الرحلات، مهيبة مثل نظيراتها الأكبر حجماً، لكنها لا تزال قادرة على إحداث تأثير ضار على الحيتان.
إحدى الطرق الرئيسية التي تشكل بها السفن الصغيرة تهديداً للحيتان المهاجرة هي الاصطدامات. فعلى عكس السفن الأكبر حجماً، غالباً ما لا تكون القوارب الصغيرة مجهزة بالتكنولوجيا اللازمة لاكتشاف الحيتان في محيطها، ما يجعل من الصعب تجنبها. ويؤدي هذا إلى اصطدامات مميتة لا تضر بالحوت الفردي فحسب، بل قد يكون لها أيضاً آثار أوسع نطاقاً على مجموعات الحيتان.
وسعت دراسة حديثة أجراها علماء الأحياء البحرية إلى تسليط الضوء على مدى التهديد الذي تشكله السفن الصغيرة على الحيتان المهاجرة وحللت البيانات المستمدة من جولات مشاهدة الحيتان، ورحلات الصيد، وغيرها من الأنشطة الترفيهية في مناطق هجرة الحيتان. وما وجدوه كان مثيراً للقلق، حيث كانت السفن الصغيرة أكثر انتشاراً في هذه المناطق مما كان يعتقد سابقاً، ما يزيد من خطر التفاعل مع الحيتان. العديد من مشغلي السفن الصغيرة لم يكونوا على دراية بالمبادئ التوجيهية واللوائح المعمول بها لحماية الحيتان. ويشكل هذا الافتقار إلى الوعي، إلى جانب العدد الهائل من السفن الصغيرة في موائل الحيتان، صورة مقلقة لمستقبل هذه الكائنات البحرية العملاقة.
ما الذي يمكن فعله للتخفيف من التهديد الذي تشكله السفن الصغيرة على الحيتان المهاجرة؟ التعليم والتوعية هما المفتاح. ومن خلال تثقيف مشغلي السفن الصغيرة حول أهمية الحفاظ على الحيتان والخطوات التي يمكنهم اتخاذها للحد من تأثيرها، يمكننا أن نبدأ في معالجة هذه القضية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.