أعلن مساء اليوم الأحد 29 ديسمبر 2024 ، عن وفاة جيمي كارتر الرئيس الأمريكي الأسبق عن عمر ناهز الـ100 عام.

وفي 3 أكتوبر الماضي احتفل جيمي كارتر بعيد ميلاده الـ100، مما يجعله أول رئيس أمريكي على قيد الحياة يصل إلى هذا السن.بحسب BBC

وخضع كارتر، وهو ديمقراطي خدم في البيت الأبيض من عام 1977 إلى عام 1981، خلال الأشهر 19 الماضية لرعاية المسنين في ولايته جورجيا، والذي انتخب حاكماً لها سابقاً.

لكن مزارع الفول السوداني السابق، الذي دخل عالم السياسة لأول مرة في الستينيات من القرن العشرين كعضو في مجلس الشيوخ عن الولاية، لا يزال "مندمجاً عاطفياً مع من حوله من الناس ولا يزال يخوض تجارب ويضحك ويحب"، وفقاً لتصريحات أدلى بها حفيده جيسون في سبتمبر/ أيلول.

ويبدو أن الرجل الحائز على جائزة نوبل للسلام، لا تزال لديه طموحات سياسية، إذ أكد حفيد كارتر إنه قال: "أحاول فقط أن أتمكن من التصويت لصالح كامالا هاريس" في إشارة إلى انتخابات نوفمبر/ تشرين ثاني المقبل.

وكانت المرة الأخيرة التي ظهر فيها جيمي كارتر في حدث عام -يُعد ظهوره نادر في الفترة الأخيرة- في نوفمبر/ تشرين ثاني 2023 عندما شارك في تأبين زوجته روزالين التي توفيت عن عمر يناهز 96 عاماً في وقت سابق من ذلك الشهر.

ويظل زواجهما الذي دام 77 عاماً هو الأطول بين أي زوجين لم يسبق لأي منهم الزواج من آخر.

وعندما دخل كارتر لأول مرة إلى دار رعاية المسنين في بلينز بجورجيا في فبراير/ شباط 2023، اعتقد بعض الأقارب أنه لم يتبق له سوى بضعة أيام ليعيشها.

وقال جوش كارتر، أحد أحفاد الرئيس الأمريكي السابق، عن الأشهر القليلة الماضية في مقابلة أُجرتها معه صحيفة نيويورك تايمز: "إنها هدية. إنها هدية لم أكن أعلم أننا سنحصل عليها".

ويقول آخرون إن قصة كارتر أدت أيضاً إلى زيادة الوعي بفوائد رعاية المسنين. وقالت باربرا بيرس، الرئيس التنفيذي لمؤسسة كونيتيكت هوسبيس، لشبكة سي بي إس نيوز، شريكة بي بي سي في الولايات المتحدة: "إننا جميعا نشجع جيمي كارتر".

وأضافت: "لقد فعل لنا أكثر مما يمكننا أن نفعله لأنفسنا من خلال الإشارة إلى أنه خيار معقول للقيام به. كما أعطى الجميع الإذن للنظر في (رعاية نهاية الحياة) كخيار معقول لا يقلل من حياتهم، ولكنه يزيد من راحتهم وإشباع احتياجاتهم".

جيمي كارتر ويكيبيديا 

ولد جيمي كارتر (جيمس إيرل كارتر الابن)، الرئيس التاسع والثلاثون للولايات المتحدة، في الأول من أكتوبر عام 1924 في بلدة بلينز الزراعية الصغيرة في جورجيا، ونشأ في مجتمع آرتشري القريب. كان والده، جيمس إيرل كارتر الأب، مزارعًا ورجل أعمال؛ وكانت والدته، ليليان جوردي كارتر، ممرضة مسجلة.

تلقى تعليمه في مدرسة بلينز العامة، ودرس في كلية جورجيا الجنوبية الغربية ومعهد جورجيا للتكنولوجيا، وحصل على درجة البكالوريوس من الأكاديمية البحرية للولايات المتحدة عام 1946. وفي البحرية أصبح غواصًا، وخدم في كل من أسطولي الأطلسي والهادئ وترقى إلى رتبة ملازم. اختاره الأدميرال هيمان ريكوفر لبرنامج الغواصات النووية، وتم تعيينه في شينيكتادي، نيويورك، حيث حصل على عمل الدراسات العليا في كلية يونيون في تكنولوجيا المفاعلات والفيزياء النووية وعمل كضابط كبير في طاقم ما قبل التكليف لـ Seawolf، الغواصة النووية الثانية.

في 7 يوليو 1946، تزوج روزالين سميث من بلينز. ​​عندما توفي والده في عام 1953، استقال من مهمته البحرية وعاد مع عائلته إلى جورجيا. تولى إدارة مزارع كارتر، وقام هو وروزالين بإدارة مستودع كارتر، وهي شركة للبذور وإمدادات المزارع للأغراض العامة في بلينز. ​​سرعان ما أصبح زعيمًا للمجتمع، حيث خدم في مجالس المقاطعات التي تشرف على التعليم، وهيئة المستشفيات، والمكتبة. في عام 1962 فاز في انتخابات مجلس شيوخ جورجيا. خسر حملته الأولى لمنصب حاكم الولاية في عام 1966، لكنه فاز في الانتخابات التالية، ليصبح حاكم جورجيا السادس والسبعين في 12 يناير 1971. كان رئيس حملة اللجنة الوطنية الديمقراطية لانتخابات الكونجرس والحاكم عام 1974.
 

الرئيس جيمي كارتر

في 12 ديسمبر 1974، أعلن ترشحه لمنصب رئيس الولايات المتحدة. فاز بترشيح حزبه في الاقتراع الأول في المؤتمر الوطني الديمقراطي لعام 1976 وانتخب رئيسًا في 2 نوفمبر 1976.

خدم جيمي كارتر كرئيس من 20 يناير 1977 إلى 20 يناير 1981. تضمنت إنجازات السياسة الخارجية المهمة لإدارته معاهدات قناة بنما، واتفاقيات كامب ديفيد، ومعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، ومعاهدة SALT II مع الاتحاد السوفيتي، وإقامة علاقات دبلوماسية أمريكية مع جمهورية الصين الشعبية. دافع عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. على الجانب المحلي، تضمنت إنجازات الإدارة برنامجًا شاملاً للطاقة أجرته وزارة الطاقة الجديدة؛ وإلغاء القيود التنظيمية في مجال الطاقة والنقل والاتصالات والتمويل؛ والبرامج التعليمية الرئيسية في ظل وزارة التعليم الجديدة؛ والتشريعات الرئيسية لحماية البيئة، بما في ذلك قانون الحفاظ على أراضي المصلحة الوطنية في ألاسكا، والذي ضاعف حجم نظام المتنزهات الوطنية وضاعف ثلاث مرات مناطق البرية.
 

الكتب والإنجازات

كارتر هو مؤلف اثنين وثلاثين كتابًا، العديد منها الآن في طبعات منقحة: لماذا لا يكون الأفضل؟ (1975، 1996)، حكومة جيدة بقدر شعبها (1977، 1996)، الحفاظ على الإيمان: مذكرات رئيس (1982، 1995)، التفاوض: البديل للعداء (1984، 2003)، دم إبراهيم: رؤى في الشرق الأوسط (1985، 1993، 2007)، كل شيء لتكسبه: تحقيق أقصى استفادة من بقية حياتك ، كتبه مع روزالين كارتر (1987، 1995)، مجلة خارجية: مغامرات وتأملات (1988، 1994)، نقطة تحول: مرشح ودولة وأمة بلغت سن الرشد (1992)، الحديث عن السلام: رؤية للجيل القادم (1993، 1995)، دائمًا حساب وقصائد أخرى (1995)، الطفل الصغير سنوغل فليجر ، مصور بقلم إيمي كارتر (1995)، الإيمان الحي (1996)، مصادر القوة: تأملات في الكتاب المقدس من أجل إيمان حي (1997)، فضائل الشيخوخة (1998)، ساعة قبل ضوء النهار: ذكريات طفولة ريفية (2001)، عيد الميلاد في السهول: ذكريات (2001)، محاضرة جائزة نوبل للسلام (2002)، عش الدبابير: رواية عن الحرب الثورية (2003)، مشاركة الأوقات الطيبة (2004)، قيمنا المهددة بالانقراض: الأزمة الأخلاقية الأمريكية (2005)، السلام الفلسطيني وليس الفصل العنصري (2006، 2007)، ما وراء البيت الأبيض: إحلال السلام، ومحاربة الأمراض، وبناء الأمل (2007)، أم رائعة (2008)، يمكننا أن ننعم بالسلام في الأرض المقدسة: خطة ستنجح (2009)، يوميات البيت الأبيض (2010)، على مدار العام مع جيمي كارتر: 366 تأملات يومية من الرئيس التاسع والثلاثين (2011)، كمحرر عام، دروس من الكتاب المقدس للحياة: تأملات شخصية مع جيمي كارتر ، منقحة باسم الكتاب المقدس الإيماني البسيط NSRV (2012، 2020)، دعوة إلى العمل: المرأة والدين والعنف والسلطة (2014)، لوحات جيمي كارتر (2014)، حياة كاملة: تأملات في التسعين (2015)، حرفية جيمي كارتر (2018)، والإيمان: رحلة للجميع (2018).

مركز جيمي كارتر

في عام 1982، أصبح أستاذًا متميزًا في جامعة إيموري في أتلانتا، جورجيا، وأسس مع روزالين كارتر مركز كارتر. يعالج المركز غير الحزبي وغير الربحي القضايا الوطنية والدولية المتعلقة بالسياسة العامة. انضم موظفو مركز كارتر وزملاؤه إلى الرئيس كارتر في الجهود الرامية إلى حل النزاعات وتعزيز الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان ومنع الأمراض وغيرها من الأمراض. قاد المركز الجهود الدولية للقضاء على مرض دودة غينيا، والذي من المقرر أن يكون ثاني مرض بشري في التاريخ يتم القضاء عليه.

انخرط الرئيس كارتر ومركز كارتر في الوساطة في حل النزاعات في إثيوبيا وإريتريا (1989)، وكوريا الشمالية (1994)، وليبيريا (1994)، وهايتي (1994)، والبوسنة (1994)، والسودان (1995)، ومنطقة البحيرات الكبرى في أفريقيا (1995-1996)، والسودان وأوغندا (1999)، وفنزويلا (2002-2003)، ونيبال (2004-2008)، والإكوادور وكولومبيا (2008)، والشرق الأوسط (2003 حتى الآن)، ومالي (2018 حتى الآن). وتحت قيادته، أرسل مركز كارتر 114 بعثة لمراقبة الانتخابات إلى الأمريكتين وأفريقيا وآسيا. وتشمل هذه بنما (1989)، ونيكاراغوا (1990)، والصين (1997)، ونيجيريا (1998)، وإندونيسيا (1999)، وتيمور الشرقية (1999)، والمكسيك (2000)، وغواتيمالا (2003)، وفنزويلا (2004)، وإثيوبيا (2005)، وجمهورية الكونغو الديمقراطية (2006)، ونيبال (2008)، ولبنان (2009)، والسودان (2010)، وتونس (2011)، ومصر (2011-2012)، وكينيا (2013)، وموزامبيق (2014)، وميانمار (2016)، وليبيريا (2017)، وغيانا (2020).

وقد تم افتتاح المرافق الدائمة لمركز كارتر الرئاسي في أكتوبر 1986، وتشمل مكتبة ومتحف جيمي كارتر، التي تديرها الأرشيف الوطني. كما أن منتزه جيمي كارتر التاريخي الوطني في بلينز مفتوح للزوار أيضًا، وتديره دائرة المتنزهات الوطنية.

حتى عام 2020، كان جيمي وروزالين كارتر يتطوعان لمدة أسبوع واحد في السنة لصالح منظمة هابيتات فور هيومانيتي، وهي منظمة غير ربحية تساعد المحتاجين في الولايات المتحدة وفي بلدان أخرى على تجديد وبناء منازل لأنفسهم. كما قام بالتدريس في مدرسة الأحد في كنيسة ماراناثا المعمدانية في بلينز. ​​لدى عائلة كارتر ثلاثة أبناء، وابنة واحدة، وتسعة أحفاد (أحدهم متوفى)، وثلاث حفيدات، وخمسة أحفاد، وتسع حفيدات.

في 10 ديسمبر 2002، منحت لجنة نوبل النرويجية جائزة نوبل للسلام لعام 2002 لجيمي كارتر "لعقود من الجهود الدؤوبة لإيجاد حلول سلمية للصراعات الدولية، وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية".

في 18 فبراير 2023، قرر الرئيس كارتر قضاء الوقت المتبقي له في المنزل مع عائلته وتلقي الرعاية الطبية.

المصدر : وكالة سوا